يواجِه مزارعو الكانولا في كندا معضلة هذا الربيع في وقت تواصل فيه الصين إغلاق أبوابها أمام بذور الكانولا الكندية في ظل أزمة دبلوماسية بين البلديْن.
فمع تراجع أسعار بذور الكانولا الكندية بسبب قرار الصين إيقاف استيرادها من كندا، يتساءل المزارعون أكثر فأكثر عن الجدوى من زراعة هذه الحبوب.
وتتركز زراعة الكانولا في كندا في مقاطعات الغرب. كما تُزرع هذه الحبوب أيضاً في أونتاريو، كبرى المقاطعات من حيث عدد السكان وحجم الاقتصاد والواقعة في النصف الشرقي من كندا، حيث يُخصص لها نحوٌ من 40 ألف أكر من الأراضي، أي نحواً من 162 كيلومتراً مربعاً، معظمها في منطقتيْ نيبيسينغ (Nipissing) وتيميسكامينغ (Temiskaming) في شمال شرق المقاطعة.
ويقول هوبير بودري، الذي يرأس جمعية تمثل مزارعي الكانولا في أونتاريو، إن هامش الربح لدى المزارعين تقلص كثيراً وإن الكثيرين من بينهم يفكرون جدياً بالتحول إلى زراعات أُخرى.
واتخاذ قرار حاسم في هذا الموضوع ليس سهلاً، لاسيما وأن مزارعي الكانولا طلبوا بذوراً خلال فصل الشتاء من أجل زراعتها في فصل الربيع، وبالتالي عامل الوقت يضغط عليهم لحسم القرار.

مزارع الكانولا ديفيد ريد حاملاً كيس بذور كانولا في مزرعته في بلدة كريمونا في جنوب مقاطعة ألبرتا في غرب كندا (Jeff McInstosh)
ويعتمد بعض مزارعي الكانولا في الغرب الكندي على الصين فقط لبيع محاصيلهم، وأُصيب هؤلاء بخسائر كبيرة جراء قرار السلطات الصينية إيقاف الاستيراد من كندا. أما في أونتاريو فلا يعتمد المزارعون على سوق واحدة، لكنهم رغم ذلك يشعرون بالضائقة.
فمنذ إغلاق الصين أبوابها أمام الكانولا الكندية أصبحت سوق أميركا الشمالية مشبَعة وتراجع سعر الطن المتري من بذور الكانولا من 525 دولاراً للطن المتري الواحد في كانون الأول (ديسمبر) إلى نحوٍ من 440 دولاراً للطن في الربيع الحالي.
والصين هي أول زبون أجنبي لبذور الكانولا الكندية، واستوردت العام الماضي 40% من صادرات كندا منها بقيمة بلغت 2,7 مليار دولار.
يُذكر أن الحكومة الكندية أعلنت مطلع الشهر الحالي عن إجراءات تهدف لمساعدة المزارعين، وبصورة خاصة مزارعو الكانولا من بينهم.
(راديو كندا / راديو كندا الدولي)
رابط ذو صلة:
كندا وتحدّي حلّ الأحجية الصينية: هل مزارعو الكانولا الكنديون ضحايا جديدة؟
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.