عشية احتفال كندا بعيد الأم الذي يصادف بعد غد الأحد وهو في ثاني أحد من شهر أيار/مايو من كل عام، احتشد أكثر من خمسمائة شخص أمس الخميس في الباحة الخارجية لبرلمان مقاطعة ألبرتا في الغرب الكندي في العاصمة ادمنتون رافعين شعارات ويافطات تندد بالإجهاض. وذكرت هيئة الإذاعة الكندية أن هؤلاء "المؤيدين للحياة" أتوا من كل أنحاء المقاطعة وهم حملوا رسائل واضحة إلى الجمعية التشريعية في المقاطعة النفطية الكندية. المتظاهرون مثلوا كل الأعمار والفئات والجنسيات وشاركت عائلات ولكن بشكل خاص الشباب.
وقد قامت باصات مدرسية بنقل التلاميذ إلى مركز التظاهرة وشاركت المدارس الكاثوليكية في شكل خاص من مدينتي ريد دير ولودوك.
"الإجهاض يؤذي المرأة" "أنا أيضا كنت خائفة، طفلي يستحّق كل العناء" وصور تظهر أجنة وأطفالا رُضع وإلى ما هنالك من اليافطات والشعارات التي نددت بالإجهاض حملها المحتجون في ألبرتا.
وتنقل هئية الإذاعة الكندية قصة السيدة بريانا جمال Brianna Gemmel من مقاطعة بريتيش كولومبيا التي كانت تشارك أمس في التظاهرات. تقول هذه السيدة التي يبلغ عمرها 29 عاما بأنها حملت بطفلها على إثر اغتصاب تعرّضت له قبل خمس سنوات. وقد أصغت إلى نصائح أحد الكهنة الكاثوليكيين وقررت عدم التخلص من جنينها.
إن طفلي يستحق الحياة حتى لو كان ثمرة اغتصاب فإنه من الجدير بنا أن نحافظ على الحياة لا أن نقتلها.
هذا ولا تربي هذه السيدة طفلها لأن عائلة أخرى تبّنته.
وشاركت في التظاهرة أيضا الشابة أليسا غونيس Alissa Gonis من ألبرتا وعمرها 19 ربيعا، تقول هذه الأخيرة لمذياع هيئة الإذاعة الكندية: إنني أجهضت مرّة وهذا ترك أثرا أليما في نفسي وأنا أعيش بشعور الذنب كل يوم.

اليافطة التي حملتها هذه الطالبة من مؤيدي الخيار مكتوب عليها: أبقو على شرعية الإجهاض ليبقى آمنا. حقوق الصورة: Radio-Canada / Richard Marion
هذا وعلى بعد ثلاثة أمتار من التظاهرة ضد الاجهاض وخلف الحواجز الأمنية وقف نحو خمسين شخصا من الناشطين من أجل حرية الخيار وحملوا شعارات تقول "إن حقوق المرأة هي من حقوق الانسان" ويافطة أخرى سجل عليها: "يجب أن يبقى الإجهاض مشروعا ليبقى آمنا".
وسيطر الهدوء في أرجاء ساحة البرلمان إلى وقت إلقاء كهنة وخطباء يناهضون الإجهاض كلماتهم، في هذا الوقت علت صيحات المؤيدين إكبارا وتهليلا وعلا في الوقت عينيه تصفير الفريق الآخر إنكارا واعتراضا.
تجدر الإشارة إلى أن رئيس حكومة البرتا المنتخب مؤخرا جيسون كيني لم يشأ الإدلاء بدلوه في موضوع الإجهاض قبل موعد التظاهرة. مع العلم أن هذا الأخير كان قد أشار في الماضي إلى أن حكومته ليست لديها البتة النية في إعادة فتح قضية الإجهاض مع أنه يعارضه شخصيا.
يذكر أن القانون الكندي يعتبر أن الجنين ليس له وجود كشخص. وقد عايدت كندا العام الماضي الذكرى الثلاثين لتشريع الإجهاض في البلاد.
ففي 28 كانون الثاني/يناير من العام 1988 أصدرت المحكمة الكندية العليا حكما تاريخيا، إذ ألغت تجريم الإجهاض استنادا إلى شرعة الحقوق والحريات الكندية.
ووفقا للتحالف من أجل الحق في الإجهاض هناك 100 ألف حالة إجهاض تجري في البلاد كل عام.
(الصحافة الكندية، هيئة الإذاعة الكندية)
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.