وزير الخارجية المكسيكي مارسيلو إبرارد متحدثاً اليوم في مؤتمر صحفي في سفارة بلاده في واشنطن (Mexican Foreign Minister / Handout via Reuters)

الرسوم الأميركية على الواردات المكسيكية تؤذي دول “نافتا” الثلاث في حال تطبيقها

شنّت المكسيك هجوماً مضاداً على تهديدات الولايات المتحدة بفرض رسوم جمركية على وارداتها ابتداءً من العاشر من حزيران (يونيو) الجاري، محذّرةً من أن الرسوم المذكورة لن تلحق الأذى باقتصاد البلديْن الجاريْن فحسب بل قد تتسبب بدفع ربع مليون شخص إضافي من دول أميركا الوسطى إلى العبور شمالاً إلى الولايات المتحدة.

"قد تتسبب الرسوم الجمركية بحالة عدم استقرار مالية واقتصادية، ما يعني أن قدرة المكسيك على السيطرة على تدفق المهاجرين (إلى الولايات المتحدة) قد تتراجع"، قال وزير الخارجية المكسيكي مارسيلو إبرارد في مؤتمر صحفي عقده اليوم في سفارة بلاده في واشنطن.

وترأس إبرارد وفداً هاماً من بلاده إلى العاصمة الأميركية، ومن المقرر أن يجتمع بعد غد بنظيره الأميركي مايك بومبيو، وقال إنه يأمل بأن يجتمع أيضاً بوزير الأمن الداخلي الأميركي بالوكالة كيفن ماك ألينان المكلف بمكافحة الهجرة غير الشرعية.

وكان الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور قد أعرب أمسِ الأول عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى حل للخلاف مع واشنطن، مكرراً رفضه "المواجهة" معها.

واليوم أطلق الرئيس الأميركي دونالد ترامب تغريدة من لندن على موقع "تويتر" قال فيها "كإشارة حسن نية، على السلطات المكسيكية أن توقف فوراً تدفق الناس والمخدرات من بلادها إلى حدودنا الجنوبية" وإنها "قادرة على القيام بذلك إذا ما أرادت".

الرئيس الأميركي دونالد ترامب (أرشيف) / Carlo Allegri / Reuters

الرئيس الأميركي دونالد ترامب (أرشيف) / Carlo Allegri / Reuters

وكان ترامب قد أعلن يوم الخميس الفائت عزمه على فرض رسوم جمركية بنسبة 5% على مجمل الواردات المكسيكية ابتداءً من 10 حزيران (يونيو) الجاري إذا ما استمر تدفق "المهاجرين غير الشرعيين" من المكسيك إلى بلاده. وفي حال استمرار تدفق المهاجرين القادمين من المكسيك ترتفع هذه الرسوم الأميركية بـ5 نقاط مئوية شهرياً إلى أن تصل نسبتها إلى 25% في تشرين (أكتوبر) المقبل.

ويوم أمس شنّ ترامب هجوماً جديداً شديد اللهجة على المكسيك، متهماً إياها بـ"استغلال" الولايات المتحدة "منذ عقود من الزمن"، فهي "تأخذ ولا تعطي مطلقاً" حسب قوله، مضيفاً أن على المكسيك أو توقف "اجتياح" بلاده من قبل "تجار المخدرات وكارتيلاتها ومُهرّبي البشر".

والولايات المتحدة والمكسيك هما شريكا كندا في اتفاقيْ التجارة الحرة لأميركا الشمالية، في اتفاق "نافتا" أولاً كما في الاتفاق الجديد، "أوسمكا – USMCA"، الذي يحل مكانه والذي انطلقت عملية المصادقة عليه في كل من كندا والمكسيك.

التوصل لاتفاق تبادل حر جديد بين كندا والولايات المتحدة والمكسيك في 30 أيلول (سبتمبر) الفائت ليحل مكان اتفاق "نافتا" كان من أبرز الأحداث الاقتصادية على الصعيد العالمي في 2018. وتبدو في الصورة وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند والممثل التجاري للولايات المتحدة روبرت لايتهايزر (يمين الصورة) ووزير الاقتصاد المكسيكي إلديفونسو غواهاردو فيلاريا في نهاية الجولة السادسة من مفاوضات تعديل "نافتا" التي انعقدت في مونتريال في أواخر كانون الثاني (يناير) 2018 / Graham Hughes / CP

وإذا كان المستهلك الأميركي سيتأثر كثيراً بالرسوم الجمركية على الواردات المكسيكية إلى بلاده في حال تطبيقها، فالمستهلك الكندي سيتأثر بها "حتماً" كما يقول المحرر في مجلة "الأعمال" (Les Affaires) الاقتصادية الصادرة في مونتريال رينيه فيزينا.

"لأنه إذا ما دفع المستهلكون الأميركيون أكثر لمجموعة كاملة من المنتجات (المستوردة من المكسيك)، سيقومون بتخفيض سائر نفقاتهم، فقدرتهم الشرائية غير مطاطة، والاقتصاد، كاقتصاد الولايات المتحدة أو كندا، يعتمد بنسبة الثلثيْن على نفقات المستهلكين، على مشترياتهم من السلع والخدمات"، قال فيزينا في مقابلة إذاعية صباح اليوم مع راديو كندا.

ويوم الجمعة ندّدت رئيسة مجلس النواب الأميركي، الديمقراطية نانسي بيلوسي، بـ"تهوّر" الرئيس الأميركي، معتبرةً أن ترامب "أثار الفوضى مرةً جديدة" على الحدود مع المكسيك "بدلاً من أن يقدّم حلولاً للعمال والمستهلكين الأميركيين". كما أعرب أعضاء جمهوريون في الكونغرس عن استيائهم من تهديد الرئيس الأميركي المكسيك بالرسوم الجمركية.

يُشار إلى أن ما أثار حفيظة ترامب مؤخراً كان بشكل خاص توقيفَ السلطات الأميركية في شهريْ آذار (مارس) ونيسان (أبريل) الفائتيْن أكثرَ من 100 ألف شخص فيما كانوا يحاولون عبور الحدود بشكل غير شرعي قادمين من المكسيك. ومنذ توليه سدة الرئاسة مطلع عام 2017 وضع ترامب مكافحة "الهجرة غير الشرعية" بين أبرز أولوياته.

(أ ف ب / أسوشيتد برس / راديو كندا / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:
إزالة رسوم الفولاذ والألومينيوم مُريحة لكندا لكن الحمائية الأميركية لا تزال تقلقها
بنس في أوتاوا والمصادقة على “نافتا” الجديد في صلب المحادثات

استمعوا
فئة:اقتصاد، دولي، سياسة، هجرة ولجوء
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.