عقد رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اجتماعاً اليوم في قصر الرئاسة الفرنسية في باريس.
ويأتي هذا الاجتماع غداة مشاركة الزعيميْن، مع قادة دول غربية أُخرى، في مراسم إحياء الذكرى الخامسة والسبعين للإنزال البحري على شواطئ منطقة النورماندي الفرنسية، الذي يُعتبر نقطة تحول رئيسية في الحرب العالمية الثانية.
واستقبل ماكرون ضيفه الكندي بحفاوة بالغة في قصر الإليزيه. وعقد الاثنان مؤتمراً صحفياً مشتركاً عقب المحادثات التي أجرياها.
"هذه الصداقة الفرنسية الكندية التي نحتفل بها اليوم تتجلى أيضاً في الثقة المتبادَلة بيننا وفي القيم المشتركة التي نريد التشجيع عليها"، قال الرئيس الفرنسي.
وذهب ترودو في الاتجاه نفسه، فقال "أريد أن أشكر إيمانويل على حسن الضيافة وعلى روح القيادة لديه. وأعتقد أن لقاءاتنا المتتابعة هي دليل على إرادة مشتركة بزيادة تعزيز الروابط التاريخية التي تجمع بلديْنا وإكثار الجسور بين الفرنسيين والكنديين".
وتناول الرئيس الفرنسي وضيفه رئيس الحكومة الكندية في محادثاتهما جملة قضايا تهم بلديهما والعالم، من أبرزها "الاتفاق الاقتصادي والتجاري الشامل" ("سيتا" CETA) والتغيراتُ المناخية وشؤونُ الأمن وقمةُ مجموعة الدول السبع الصناعية التي تُعقد بعد شهريْن ونصف في منتجع بياريتز الفرنسي على ساحل الأطلسي.

لقطة من اجتماع رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم في قصر الإليزيه في باريس (Sean Kilpatrick / CP)
وأعرب ماكرون عن أمله في أن يصادق البرلمان الفرنسي "في أفضل المهل" على اتفاق "سيتا"، وهو اتفاق تجارة حرة بين كندا والاتحاد الأوروبي دخل حيز التنفيذ في أيلول (سبتمبر) 2017 لكن لم تصادق عليه فرنسا بعد، لاسيما بسبب القلق من منافسة لحوم الأبقار الكندية للحوم الفرنسية.
"بعد نحو سنتيْن من التطبيق المؤقت، محصلة ’’سيتا‘‘ إيجابية، وعدم الاستقرار الاقتصادي الذي كانت تخشاه بعض القطاعات الزراعية الحساسة لم يحصل، لاسيما (ما هو متصل بـ)الواردات من لحوم الأبقار"، قال ماكرون.
وأثنى رئيس الحكومة الكندية على عزم الرئيس الفرنسي على المصادقة على هذا الاتفاق الذي "يوجد وظائف جيدة للطبقة المتوسطة وفرصاً جديدة لأصحاب الأعمال والمشاريع".
ودافع الزعيمان عن التعددية القطبية والتجارة الحرة وندّدا بارتفاع الحمائية التجارية. وكرّر الرئيس الفرنسي في مؤتمره الصحفي مع رئيس الحكومة الكندية تمسّكه بالتعددية القطبية.
"أعتقد أن بإمكاني القول إن الولايات المتحدة الأميركية، وهذا ما حاولتُ التذكير به أمس، لن تكون الولاياتِ المتحدة الأميركية إلّا عندما تعمل بقوة والتزام في هذا الإطار من التعددية القطبية الذي ساهمت في بنائه على نطاق واسع"، قال ماكرون.
وكان الرئيس الفرنسي قد أشاد أمس بمزايا التعددية القطبية بحضور الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي لا يتردّد في كيل الانتقادات للمؤسسات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، والذي فرض رسوماً جمركية على الواردات من دول حليفة، كدول الاتحاد الأوروبي، كما سبق له أن فعل مع كندا، وكما يهدد بمعاودة القيام به مع المكسيك.
(راديو كندا / أ ف ب / وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا الدولي)
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.