كتاب "أنا ارييل شارون" بقلم الروائيّة يارا الغضبان/RCI/Marie-Claude Simard

كتاب "أنا ارييل شارون" بقلم الروائيّة يارا الغضبان/RCI/Marie-Claude Simard

الروائيّة يارا الغضبان: أرييل شارون بعيون أربع نساء

يوم قرّرت الروائيّة الكنديّة الفلسطينيّة  يارا الغضبان كتابة روايتها عن الزعيم الاسرائيلي الراحل أرييل شارون، اختارت أن تروي قصّته على لسان 4 نساء أثّرن في حياته.

وتمزج يارا الغضبان في روايتها بين الواقع والخيال، وبين البعدين السياسي والإنساني لشخصيّة أرييل شارون، وتصوّر للقارئ على طريقتها ما يدور في خاطر هذا الرجل الذي دخل في غيبوبة استمرّت ثماني سنوات، بين عامي 2006 و2014.

سألت الروائيّة الفلسطينيّة في مستهلّ حديثي معها لماذا اختارت لروايتها هذا العنوان الذي يوحي بالتعاطف مع الزعيم الاسرائليّ الراحل، فأجابت بأنّ شارون يوحي للفلسطينيّين بكلّ ما هو سيّئ وبالعذاب، والشخصيّة  في الرواية كانت صعبة بالنسبة لها كما قالت.

وعندما دخل شارون  في غيبوبة، كانت  السيّدة الغضبان موجودة في حينه في فلسطين، وسمعت من الفلسطينيّين أنّه سيتعذّب طويلا في هذه المرحلة، كما عذّب الفلسطينيّين، قالت يارا الغضبان.

وأحبّت أن تدخل إلى رأسه وتفكيره طوال ثماني سنوات أمضاها في حالة الغيبوبة، ، والعنوان الذي اختارته  ليس للتعاطف، بل للقيام برحلة داخل ضمير الزعيم الاسرائيلي الراحل أرييل شارون.

واختارت الروائيّة يارا الغضبان أن تحكي روايتها عن شارون على لسان 4 نساء، هنّ والدته وزوجته الأولى وزوجته الثانية والممرّضة التي كانت تقرأ له القصص وترعاه صحيّا عندما كان في حالة الغيبوبة، لأنّه كان

يستحيل عليها كفلسطينيّة أن تتحدّث إليه، ووضعت بذلك مسافة بينها وبين شخصيّته ولم تكن وجها لوجه معه في روايتها كما تقول.

الروائيّة الفلسطينيّة يارا الغضبان/(c) Manoucheka Lachérie

الروائيّة الفلسطينيّة يارا الغضبان/(c) Manoucheka Lachérie

ووتضيف بأنّ والدته التي هاجرت من جورجيا في القوقاز كانت قاسية الطباع،  ولم يكن يهمّها اسرائيل أو فلسطين، وقد ضحّت بأحلامها عندما هاجرت، وقد تكون هذه القساوة في طباعها قد انتقلت إلى شخصيّة ابنها أرييل شارون.

ولا تريد يارا الغضبان أن تبرّر سياسات  أرييل شارون، الذي تسبّب بالعذاب للملايين كما تقول، ولكنّها  فهمت الكثير من خلال مطالعتها عن والدته عندما كانت تحضّر لروايتها.

وسألت يارا الغضبان إن كانت كتابة الرواية بهذه الطريقة على لسان نساء أثّرن في حياة أرييل شارون قد أعطتها الحريّة للغوص في أبعاد شخصيّته كسياسي وكمجرّد إنسان، فأجابت بأنّ الرواية أعطتها القدرة على التحكّم بالحوار الذي يدور بينها وبين رجل طالما كانت له السيطرة على الفلسطينيّين، وقد أمسكت بخيوط الرواية كما تشاء، وقرّرت كيف سيموت ومع من سيتكلّم قبل موته.

وتقول يارا الغضبان في نهاية الرواية نقلا عن نجل ارييل شارون قوله إنّ العربيّة ليست آخر لغة يريد والده سماعها قبل موته، وتجيب الممرّضة التي كانت تقرأ له القصص : إنّ العربيّة موجودة بداخله كما هي بداخلك.

وتقول الروائيّة يارا الغضبان إنّهالم تقصد بذلك ليس اللغة العربيّة فحسب وإنّما ايضا الهويّة العربيّة، وقصدت أنّه لن يمكن للاسرائيليّين أن يمحوا  من تاريخهم الوجود الفلسطيني كما يحاولون أن يفعلوا منذ 72 عاما، وقد وضعت الروائيّة نجل أرييل شارون أمام واقع لا يريد أن يتقبّله كما قالت.

وتقول إنّ الممرّضة ريتا التي هي شخصيّة من وحي الخيال، استوحتها من شخصيّة سيّدة يهوديّة أحبّت فلسطينيّا ، وأحبّها فلسطيني هو  الشاعر محمود درويش الذي كتب لها قصيدة، وهي تمثّل الصوت الفلسطيني في الرواية.

وأكّدت الروائيّة والأخصائيّة في الأنثروبولوجيا يارا الغضبان في ختام حديثها للقسم العربي بأنّ ردود الفعل العربيّة والفلسطينيّة على روايتها كانت إيجابيّة، وكان فيها كرم، ولكنّها تنقل عن البعض قولهم إنّهم وجدوا صعوبة في قراءتها.

استمعوا
فئة:مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.