مهدي عياشي: من تونس إلى كندا، طريق الاندماج سهلة

استمعوا

يوم وصل الشاب التونسي مهدي عياشي إلى كندا قبل 3 سنوات، كان يحمل شهادة من معهد التجارة العليا في الوطن الأمّ تونس.

وكان الشاب الذي  جاء بتأشيرة طالب أجنبي قد قدّم وثائقه إلى جامعة كيبيك في مونتريال، وحصل على منحة لمتابعة دراسة الماجيستير بعد أن تابع دروسا في إدارة الأعمال وتألّق فيها.

وبدأ مهدي عياشي بعد ذلك في البحث عن عمل، وسعى للاندماج  والتعرّف إلى أبناء هذا المجتمع، وكانت التجربة مثرية وحلوة بالنسبة له.

وزاول أعمالا في قطاع المطاعم وسواها وعمل في حرم الجامعة كمساعد للطلاّب ومصحّح في المسابقات لأنّ وقته كان يسمح له بذلك.

ولم يحاول معادلة شهادته لدى وصوله إلى كندا، وتحديدا إلى مونتريال، خصوصا أنّ برنامج الجامعة أعجبه، وشكّلت متابعة الدراسة إضافة بالنسبة له على الصعيد المهني وساعدته في التواصل مع الكيبيكيّين.

ويقول مهدي عياشي ردّا على سؤالي إنّ علاقات العمل التي يقيمها مع زملائه في اتّحاد غرف التجارة الكيبيكي مميّزة، ويشعر وكأنّه الطفل المدلّل بينهم، وكأنّه بين أفراد عائلته الثانية.

ويضمّ الاتّحاد موظّفين من أصول مهاجرة كما يقول مهدي عياشي، ويهتمّ الكنديّون بالتعرّف إلى الثقافات المختلفة وبتراث المهاجرين وعاداتهم، وغالبا ما تشكّل المائدة والتعرّف إلى المأكولات والعادات الغذائيّة فرصة للتقارب بين الجميع.

ويقول إنّ اندماجه في سوق العمل كان سهلا، وقد سهّله عليه اندماجه في المجتمع الكيبيكي، ويضيف أنّه تابع درسا حول كيفيّة تحضير السيرة الذاتيّة وفق المعايير المتّبعة هنا.

ولعلّ التحدّي الكبير بالنسبة له كان البرد القارس الذي شعر به ، رغم أنّه كان يعرف عن كندا وفصل الشتاء فيها كما قال.

وقد وصل في فصل الخريف، وكانت الصدمة عندما تدنّت الحرارة شتاء إلى 25 درجة مئويّة تحت الصفر.

ورغم البرد والثلج، تستمرّ الحياة على طبيعتها، ويقول مهدي عياشي إنّه حقّق ما يسمّيه "الحلم الكندي"، ويحقّق المرء ما يصبو إليه بالمثابرة والعطاء.

ويقول مهدي عياشي إنّه مرتاح لعمله في اتّحاد غرف التجارة الكيبيكي، حيث يساعد الشركات على التواصل مع المتدرّبين، ويوفّر لطلاّب المعاهد فرصة التواصل مع هذه الشركات، وذلك بهدف تقليص معدّل البطالة في كيبيك كما قال ضيفي الشاب التونسي مهدي عياشي في حديثه لإذاعتنا.