الرئيس الأميركي دونالد ترامب (إلى اليمين) ورئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو خلال اجتماعهما في البيت الأبيض اليوم (Sean Kilpatrick / CP)

أزمة كندا مع الصين واتفاقُ “نافتا” الجديد في صلب اجتماع ترودو بترامب في واشنطن

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه سيفعل كل ما بوسعه لمساعدة كندا في نزاعها الدبلوماسي المستمر مع الصين.

هذا ما وعد به الرئيس الأميركي اليوم ضيفه رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو خلال اجتماعهما في البيت الأبيض في واشنطن، بعد مرور سنة على تدهور العلاقات بينهما خلال قمة مجموعة السبع في كندا.

فلدى سؤاله من قبل الإعلام ما إذا كان سيثير موضوع الكندييْن مايكل كوفريغ ومايكل سبافور المعتقليْن في الصين مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، أجاب ترامب "بناءً على طلب من جوستان (ترودو)، سأثير الأمر بالتأكيد".

ومن المنتظر أن يجتمع ترامب بنظيره الصيني أواخر الأسبوع المقبل على هامش قمة مجموعة الدول العشرين في اليابان.

وفي مجال آخر دافع ترامب وترودو عن اتفاق التبادل الحر الجديد بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا ("أوسمكا" - USMCA) الذي يحلّ مكان اتفاق التجارة الحرة لأميركا الشمالية ("نافتا" – NAFTA) بين هذه الدول.

ورأى ترامب أن الاتفاق الجديد "جيد فعلاً" لدوله الثلاث في ظل التنافس الاقتصادي مع كل من الاتحاد الأوروبي والصين.

وبعد اجتماعه بالرئيس الأميركي وبعدد من كبار المسؤولين، من بينهم رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، عقد ترودو مؤتمراً صحفياً في واشنطن شدّد فيه على أهمية التجارة الحرة بين كندا والولايات المتحدة.

"ملايين الأشخاص والشركات يعتمدون على شراكة اقتصادية قوية بين بلديْنا لكسب لُقمة العيش. ولهذا السبب عمِلنا بجَهد كبير مع شركائنا في أميركا الشمالية لتأمين التوصل إلى اتفاق "نافتا" جديد يحمي سلاسل الإمداد لدينا ويوجد فرصاً جديدة للناس ويساهم في نمو الطبقة المتوسطة"، قال رئيس الحكومة الكندية.

لكن ترودو أشار إلى بعض المسائل العالقة على الصعيد التجاري التي تحتاج لحلول، كالرسوم الأميركية المفروضة على خشب البناء المستورد من كندا.

رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي مرحبةً برئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو اليوم في مقر الكونغرس في واشنطن (AP Photo / J. Scott Applewhite)

ويوم أمس أصبحت المكسيك أولى دول الاتفاق الجديد الثلاث التي تصادق عليه. وهنا في كندا قدّمت حكومة ترودو الليبرالية مشروع قانون للمصادقة على الاتفاق.

لكن الحزب الديمقراطي الذي يتمتع بالأغلبية في مجلس النواب الأميركي لا يزال متردداً في الموافقة على الاتفاق الجديد، وإن كان ترامب قد أبدى اليوم تفاؤلاً بموافقة الديمقراطيين ورئيسة المجلس بيلوسي على المصادقة على الاتفاق، رداً على سؤال من "سي بي سي" (هيئة الإذاعة الكندية).

وكان قرار الإدارة الأميركية بإزالة الرسوم الجمركية بشكل كامل على واردات الفولاذ والألومينيوم من كندا والمكسيك قد مهّد الطريق أمام المصادقة الرسمية على الاتفاق الجديد لدى شريكتيْ الولايات المتحدة.

ويُذكر أن إدارة ترامب كانت قد بادرت إلى فرض رسوم بنسبة 25% على واردات الفولاذ و10% على واردات الألومينيوم من كندا والمكسيك ودول الاتحاد الأوروبي ابتداءً من حزيران (يونيو) 2018 لأسباب قالت إنها متصلة بالأمن القومي. وردّت كندا على الرسوم بروسم مضادة.

لكن احتمال إعادة فرض واشنطن هذه الرسوم مجدداً ليس أمراً مستبعداً كلياً. فترامب رفض اليوم استبعاد إعادة فرض رسوم على الواردات من كندا والمكسيك. "سوف نرى"، أجاب ترامب عندما طُرح عليه السؤال، "عليهم القيام بما يجب فَعله".

وكانت الإدارة الأميركية قد أبدت قلقاً من دخول فولاذ أجنبي رخيص الثمن إلى أسواقها عن طريق كندا. واتخذت كندا إجراءات لمنع إعادة شحن الفولاذ الأجنبي إلى السوق الأميركية.

(سي بي سي / أ ف ب / بلومبيرغ / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:
الكونغرس لن يقر “أوسمكا” قبل إصلاح قانون العمل المكسيكي
إزالة رسوم الفولاذ والألومينيوم مُريحة لكندا لكن الحمائية الأميركية لا تزال تقلقها
بكين تحذّر أوتاوا من "تبعات" الوقوف إلى جانب واشنطن
قراءة في التدهور الكبير في العلاقة بين جوستان ترودو ودونالد ترامب

استمعوا
فئة:اقتصاد، دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.