يُبدي عدد متزايد من سكان هونغ كونغ رغبة بالهجرة إلى كندا، أو بالعودة إليها، وهم بدأوا يَفِدون، في ما قد يشكل بداية موجة جديدة من الهجرة الصينية إلى الديار الكندية. فنحوٌ من 300 ألفٍ من سكان هذه المستعمرة البريطانية السابقة يحملون الجنسية الكندية.
كريس هو، المولود في كندا والذي يحمل جنسيتها، هو أحد العائدين من هونغ كونغ التي يقيم فيها منذ عام 1997، أي في العام الذي انتقلت فيه من الحكم البريطاني إلى السيادة الصينية.
"في هونغ كونغ تخشى فعلاً بسبب كل ما تفعله أو تقوله"، يقول كريس هو لتلفزيون راديو كندا لدى وصوله إلى مطار فانكوفر، كبرى مدن مقاطعة بريتيش كولومبيا الواقعة على ساحل المحيط الهادي، برفقة صديقه تشان وينغ هونغ.
وقرر كريس هو العودة إلى كندا بشكل نهائي بسبب الوضع السياسي في هونغ كونغ، وبدأت زوجته، وهي من سكان هونغ كونغ، بالمعاملات الضرورية لتنضم إليه وتصبح فيما بعد هي الأخرى مواطنة كندية.
و كريس هو عضو مع تشان وينغ هونغ في إحدى فرق موسيقى الروك في هونغ كونغ، وأقنع صديقه بتقديم طلب هجرة إلى كندا في فانكوفر.
ويقول الصديقان إنه كان عليهما دوماً الانتباه لما يقولانه في هونغ كونغ مخافة أن توقفهما السلطات الصينية. لكن هنا في كندا يتوقعان التمتع بحرية تعبير واسعة ونوعية حياة أفضل.
وينوي الصديقان الإقامة في فانكوفر حيث يقيم 75 ألفاً من الـ200 ألف كندي الذين يعودون بأصولهم إلى هونغ كونغ.
ومنذ انتقالها إلى سيادة جمهورية الصين الشعبية قبل 22 عاماً تتمتع هونغ كونغ بشكل من أشكال الحكم الذاتي كـ"منطقة إدارية خاصة"، ما يعطي سكانها حريات وحقوقاً أوسع من تلك المتاحة لسكان الصين القارية.
لكن هونغ كونغ تشهد حركة احتجاجية واسعة على مشروع قانون قدّمته حكومتها يجيز تسليم مطلوبين إلى كيانات أُخرى من ضمنها جمهورية الصين الشعبية.
وانطلقت التظاهرات الاحتجاجية في الربيع واتسعت إلى أن بلغ عدد المشاركين فيها مليونيْن، من أصل إجمالي عدد سكان هونغ كونغ البالغ 7,4 ملايين نسمة.
وتتواصل الاحتجاجات بالرغم من قرار الحكومة تعليق المشروع، إذ يطالب المعارضون بإلغائه كلياً. ويرى المحتجون في مشروع القانون المذكور محاولة من السلطات الصينية لفرض سيطرتها على هونغ كونغ.
وأصدرت وزارة الخارجية الكندية بياناً قبل ثلاثة أسابيع قالت فيه إن هذه الاحتجاجات "تظهر القلق العميق لدى سكان هونغ كونغ بشأن مستقبلهم" وإن "حرية التعبير والتجمع هي في أساس مجتمع هونغ كونغ الحر" وإنه "من الضروري لأي تشريع أن يحافظ على مستوى هونغ كونغ العالي من الحكم الذاتي وسيادة القانون واستقلالية القضاء".
ومع ارتفاع مستوى القلق لدى سكان هونغ كونغ على مستقبل إقليمهم يرتفع عدد الراغبين منهم بالعودة إلى كندا أو الهجرة إليها. وهذا ما يؤكده، من بين آخرين، المستشار في شؤون الهجرة جون هو الذي يعمل في هونغ كونغ منذ 20 عاماً.
لكن في فانكوفر الكندية هناك خشية من نوع آخر، وهي أن تتسبب موجة جديدة من الهجرة من هونغ كونغ في ارتفاع أسعار العقارات في المدينة، وهي أسعار مرتفعة أساساً، أسوةً بما أدت إليه موجاتٌ سابقة من الهجرة من هونغ كونغ والصين القارية.
(راديو كندا / راديو كندا الدولي)
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.