رؤساء حكومات المقاطعات والأقاليم الكندية يشاركون في مؤتمر صحفي اليوم في ختام أعمال مجلس الفدرالية في ساسكاتون في مقاطعة ساسكاتشيوان في غرب كندا. رئيس حكومة ألبرتا جايسن كيني هو الثاني من اليمين في الصورة فيما رئيس حكومة كيبيك فرانسوا لوغو هو الخامس (Jonathan Hayward / CP)

أنبوب الشقاق بين ألبرتا وكيبيك أرخى بظلاله على اجتماع مجلس الفدرالية

ألبرتا هي أغنى مقاطعات كندا بالنفط، وتملك ثالث أكبر احتياطي نفطي حول العالم. وهي الرابعة من حيث عدد السكان والثالثة من حيث حجم الاقتصاد بين مقاطعات كندا العشر.

ورئيس حكومة ألبرتا جايسن كيني قال أمس، وكرر الكلام اليوم، إنه لا يحق لمقاطعة كيبيك أن ترفض أن يعبر أراضيها أنبوب جديد يتيح لمقاطعته نقل نفطها إلى ساحل كندا الشرقي بهدف زيادة صادراتها منه إلى الخارج.

وجاء كلام رئيس حكومة حزب المحافظين المتحد (UCP) في ألبرتا خلال مؤتمر "مجلس الفدرالية" في ساسكاتون، كبرى مدن مقاطعة ساسكاتشيوان في غرب كندا، حيث عقد أمس واليوم رؤساء حكومات المقاطعات والأقاليم الكندية اجتماعهم السنوي.

وإذا كان كيني معجباً بالرؤية الاقتصادية لدى نظيره الكيبيكي فرانسوا لوغو، فهو يرى أنه مخطئ في رفضه المتكرر للسماح بمرور أنبوب نفط جديد في مقاطعة كيبيك ليصل إلى مرفأ سانت جون في مقاطعة نيو برونزويك (نوفو برونزويك) على ساحل الأطلسي.

فلوغو، رئيس حكومة حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك (CAQ)، كرّر من ساسكاتون بلغة شكسبير ما سبق أن قاله بلغة موليير.

"لا يحظى مشروع أنبوب نفط بمقبولية اجتماعية حالياً في كيبيك، وبالتالي قراري (في هذا الموضوع) يجب أن يكون قرار الكيبيكيين"، قال لوغو أمس، وكرّر كلامه اليوم.

رئيس حكومة مقاطعة كيبيك فرانسوا لوغو متحدثاً للصحفيين أمس (Radio-Canada)

وواقع الحال أن مختلف الأحزاب الممثلة في الجمعية الوطنية (الجمعية التشريعية) في كيبيك ترفض، لأسباب بيئية بالدرجة الأولى، مد أنبوب نفط جديد في المقاطعة.

لكنّ رئيس حكومة ألبرتا ذكّر الكيبيكيين بأن مقاطعتهم ستحصل على 13,1 مليار دولار من أصل مبلغ إجمالي قدره 20 مليار دولار ستحوّلها الحكومة الفدرالية خلال السنة المالية الحالية إلى المقاطعات الأقل غنىً في إطار برنامج "مدفوعات المساواة" (equalization payments)، وبأن هذا المبلغ "كله تقريباً يأتي من ألبرتا".

ويرى كيني أن أضعف الإيمان في هذه الحالة هو أن تساعد كيبيك ألبرتا في تطوير قطاعها النفطي بإفساح المجال أمام تصدير نفطها إلى الأسواق الخارجية، ما يساهم أيضاً في حصولها على سعر أفضل له.

ولكن أمام الرفض الكيبيكي الصارم لمد أنبوب نفط جديد، يرى رئيس حكومة ألبرتا أن الحل الوحيد هو بين أيدي الحكومة الفدرالية التي عليها برأيه أن تأمر بمد أنبوب جديد، شاء الكيبيكيون أو رفضوا.

"أتوقع من أي رئيس حكومة (فدرالية)، إلى أي حزب انتمى، أن يحترم الدستور الكندي الذي يقول بوضوح شديد في المادة 92 منه إن لحكومة كندا (الحكومة الفدرالية) ولاية حصرية على البنى التحتية العابرة للمقاطعات"، قال رئيس حكومة ألبرتا جايسن كيني، مضيفاً أن "المشكلة التي نواجها مع رئيس الحكومة (الفدرالية جوستان) ترودو في هذا الموضوع هي أنه عملياً أعطى إحدى المقاطعات حق نقض (فيتو) أحادي الجانب على مشروع أنبوب نفط عابر للمقاطعات لا يمكن، ولا يجب، أن يخضع لـ’’فيتو‘‘ مقاطعةٍ واحدة"، قال كيني في إشارةٍ إلى مقاطعة كيبيك.

جزء من أنبوب "ترانس ماونتن" الذي ينقل حالياً 300 ألف برميل من النفط يومياً من ألبرتا إلى ميناء بورنابي في فانكوفر الكبرى، وهذه الكمية مرشحة للتضاعف ثلاث مرات مع مدّ أنبوب ثانٍ موازٍ للأنبوب الحالي / راديو كندا

يُذكر أن حكومة ترودو الليبرالية في أوتاوا أعطت موافقتها قبل ثلاثة أسابيع لمشروع توسيع أنبوب "ترانس ماونتن" (Trans Mountain)، ما يتيح نقل 890 ألف برميل من النفط المستخرج في ألبرتا يومياً إلى مرفأ بورنابي على ساحل المحيط الهادي، في مقاطعة بريتيش كولومبيا، بدلاً من الـ300 ألف برميل التي ينقلها الأنبوب حالياً، بالرغم من معارضة حكومة بريتيش كولومبيا للمشروع.

لكن فيما كندا تستعد لانتخابات فدرالية عامة في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، يستبعد المراقبون أن يستجيب ترودو لـ"الحل" الذي يقترحه كيني والذي أجمع سكان كيبيك، ثاني أكبر مقاطعة من حيث عدد السكان وحجم الاقتصاد بعد أونتاريو، على رفضه.

(راديو كندا / راديو كندا الدولي)

رابط ذو صلة:
ارتياح في ألبرتا لقرار أوتاوا السماح بتوسيع "ترانس ماونتن"

استمعوا
فئة:اقتصاد، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.