الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي توفّي عن 92 عاما/Hassene Dridi/ AP

الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي توفّي عن 92 عاما/Hassene Dridi/ AP

وفاة الرئيس الباجي قائد السبسي: حزن في تونس وعين على المستقبل

استفاق التونسيّون اليوم على نبأ وفاة الرئيس الباجي قائد السبسي عن عمر يناهز اثنين وتسعين عاما.

ورغم أنّ الوفاة لم تكن مفاجئة، فقد سادت مشاعر الحزن والأسى ومشاعر الخوف حتّى لدى العديد من التونسيّين كما قال لي الدكتور جابر فطحلي أستاذ القانون الدولي والمقارن في جامعة اوتاوا والموجود حاليّا في زيارة للوطن الأمّ تونس.

ويقول الدكتور فطحلي في حديث أجريته معه من تونس العاصمة إنّ البرلمان التونسي كان في جلسة مفتوحة منذ الوعكة الصحيّة التي ألمّت برئيس البلاد، والتونسيّون قلقون على مستقبلهم والمصير.

ورغم بعض السلبيّات التي أحاطت بشخصيّة الباجي قائد السبسي، فقد وجد فيه التونسيّون الشخص الملاذ والرجل الذي وفّق بين الحساسيّات السياسيّة  والاجتماعيّة.

ويتساءل التونسيّون عمّا سيحصل في الايّام المقبلة، رغم أنّ الدستور واضح وينصّ على أنّ يتولّى رئيس مجلس الشعب السلطة مؤقّتا في حال وفاة الرئيس، وهو ما حصل كما قال الدطتور فطحلي.

وشخصيّة الباجي قائد السبسي لم تكن عاديّة ، وهو الشخصيّة السياسيّة الوحيدة التي عايشت مختلف الأنطمة  الدستوريّة والسياسيّة التونسيّة كما يقول الدكتور فطحلي الذي يلقّب القائد السبسي برومل تونس.

الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي يدلي بصوته في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسيّة 2014/ Mohamed Werteni/ AP

الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي يدلي بصوته في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسيّة 2014/ Mohamed Werteni/ AP

ويتحدّث الدكتور فطحلي عن النجاح الذي حقّقة الباجي قائد السبسي في مرحلة ما بعد الربيع العربي في تونس، ودوره في التوفيق بين مختلف الحساسيّات خاصّة في الفترة التي تولّى فيها رئاسة الحكومة ونظّم انتخابات نزيهة وديمقراطيّة في تونس.

ويقول الدكتور جابر فطحلي إنّ الباجي قائد السبسي كان الشخصيّة السياسيّة البارزة عندما تولّى رئاسة الحكومة وقد جنّب البلاد الفراغ الدستوري بعد فرار الرئيس بن علي، ولا يخفي السبسي ميوله اوايديولوجيّته وهو الذي تولّى العديد من المناصب الرفيعة في عهد الرئيس الحبيب بورقيبة، وعايش النظام الملكي و أيضا النظام البوليصي في عهد بن علي كما يقول ضيفي.

ويتابع مشيرا إلى أنّ الرئيس القائد السبسي وظّف خبرته الواسعة لإرساء نوع من التوازن في البلاد، وقبل بفضل حنكته السياسيّة بالتفاوض مع حركة النهضة رغم معارضته لها، حرصا على مصلحة البلاد، وكون الحركة تتمتّع بامتداد شعبي واسع.

الدكتور جابر فطحلي أستاذ القانون الدولي والمقارن في دامعة اوتاوا/جامعة اوتاوا

الدكتور جابر فطحلي أستاذ القانون الدولي والمقارن في دامعة اوتاوا/جامعة اوتاوا

وقد وقع السيسي في الخطأ عندما أراد توريث ابنه حافظ بشكل دستوري، ما أثار التململ في أوساط حزب النهضة وأدّى إلى انهيار التوافق معه، ولكنّ الحزب يكنّ الاحترام للرئيس الراحل  ويرى فيه رجلا ديمقراطيّا رغم بعض الاختلافات بينهما.

و حول استشرافه لمرحلة ما بعد الرئيس السبسي، وسط الخلافات التي عصفت بحزب النداء، يقول الدكتور جابر فطحلي أستاذ القانون الدولي والمقارن في جامعة أوتاوا إنّ  حافظ السبسي نجل الرئيس الراحل هو الذي يتولّى قيادة النداء منذ فترة، وتسبّب ذلك بمشاكل داخل الحزب وخرجت أحزاب من عباءته، والأمر ليس محصورا بحزب نداء تونس بل يخصّ مختلف الأحزاب، وخاصّة الأحزاب الكبرى بما فيها حزب النهضة.

وهنالك خلافات وانقسامات داخل هذه الأحزاب وخلافات بين قيادات النهضة كما يقول الدكتور فطحلي الذي يتساءل إن كان السياسيّون يتمتّعون بالحسّ السياسي والمدني لتستمرّ حالة الاستقرار التي تنعم بها تونس، وهو ما ينشده التونسيّون في ظلّ الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعانيه البلاد كما قال الدكتور جابر فطحلي أستاذ القانون الدولي والمقارن في جامعة اوتاوا الذي تحدّث للقسم العربي من تونس العاصمة.

والمقابلة بأكملها مع الدكتور جابر فطحلي متوفّرة على موقعنا الالكتروني.

استمعوا
فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.