زعيم "حزب الشعب في كندا" ماكسيم برنييه متحدثاً في لقاءٍ حزبي (Paul Chiasson / PC)

برنييه مع تخفيض عدد المهاجرين واللاجئين إلى كندا إلى ما بين 100 ألف و150 ألفاً سنوياً

كشف زعيم "حزب الشعب في كندا" (PPC)، عضو مجلس العموم ماكسيم برنييه، عن برنامجه الانتخابي في ما يتعلق بالهجرة إلى كندا والتعددية الثقافية فيها والهوية الكندية.

"بإمكانك أن تأتي من أية خلفية عرقية أو إيمانية وأن تكون كندياً إذا كنتَ تشاركنا القيم الكندية الأساسية"، قال برنييه مساء أمس في تجمع انتخابي في ميسيسوغا في تورونتو الكبرى.

وتعهد برنييه أمام مناصريه المتحمسين بتخفيض عدد المهاجرين واللاجئين إلى كندا إلى ما يتراوح بين 100 ألف و150 ألفاً سنوياً، أي ما بين أقل من ثلث العدد الحالي وأقل من نصفه، على ضوء الوضع الاقتصادي و"ظروف أُخرى"، إذا ما فاز حزبه الجديد، الذي بالكاد يحصل على 2% من نوايا الاقتراع في استطلاعات الرأي، بالسلطة في الانتخابات الفدرالية العامة بعد أقل من ثلاثة أشهر.

وأشار في هذا المجال إلى أنه مع استقبال اللاجئين المنتمين لأقليات دينية "مضطَهدة" في "بلدان ذات غالبية إسلامية"، "كالمسيحيين والإيزيديين وأفراد الطائفة الأحمدية، على سبيل المثال"، وأفراد "الأقليات الجنسية"، لا أن تفتح كندا أبوابها أمام من تقترح الأمم المتحدة استقبالهم كلاجئين.

وأضاف برنييه أنه مع بناء سياج لقطع طريق روكسام في جنوب مقاطعة كيبيك التي يسلكها بشكل غير نظامي الكثيرون من القادمين من الولايات المتحدة بهدف تقديم طلب لجوء في كندا.

مواطنون نيجيريون قادمون من الولايات المتحدة يعبرون الحدود الكندية بصورة غير نظامية عند طريق روكسام في مقاطعة كيبيك بهدف طلب اللجوء لدى السلطات الكندية (René Saint-Louis / Radio-Canada)

كما تعهّد برنييه المنشق عن حزب المحافظين بإنهاء برنامج يتيح للقادمين الجدد وللكنديين المنحدرين من أصول مهاجرة أن يكفُلوا الوالديْن والأجداد للانضمام إليهم في كندا.

"أفهم لماذا يريد المهاجرون استقدام سائر أفراد أسرهم الممتدة إلى هنا، ومن ضمنهم المسنون الذين سيستفيدون من نظام الرعاية الصحية لدينا"، قرأ برنييه من نص مُعَد سلفاً، مضيفاً "لكن لا يمكننا أن نكون دولة الرعاية الاجتماعية للكوكب (كلّه)".

ورأى برنييه أن على كندا الاعتناء بمواطنيها أولاً والتركيز على استقبال مهاجرين يحملون معهم قيمة اقتصادية إلى بلدهم الجديد.

وندّد برنييه بـ"الهجرة الكثيفة" وبـ"التعددية الثقافية الحادة" معتبراً أنهما قد تقودان إلى "صراعات اجتماعية وعنف محتمل"، ورأى في "الإسلاموية أو الإسلام السياسي" تهديداً لـ"قيمنا وأسلوب حياتنا".

"منذ عقود من الزمن هناك موقف واحد مقبول لدى نخبنا السياسية والثقافية، وهو المزيد والمزيد والمزيد من الهجرة (إلى كندا)"، قال برنييه، مضيفاً "هناك تابو (أمر محظور بنظر المجتمع) حول هذه المسألة، فما إن تثير قلقاً من مستويات الهجرة سيتهمك أحدهم بأن لديك وجهات نظر معادية للهجرة وأنك عنصري أو كاره للأجانب".

سيدة مهاجرة مسرورة بحصولها على الجنسية الكندية في حفل رسمي في هاليفاكس عاصمة مقاطعة نوفا سكوشا في شرق كندا (أرشيف) / Government of Canada

واستشهد برنييه بكلام أحد مرشحي حزبه في مقاطعة أونتاريو، الأستاذ المشارك في العلوم السياسية في جامعة ويستيرن في مدينة لندن في هذه المقاطعة، البروفيسور سليم منصور، الهندي المولد، الذي كتب أن التعددية الثقافية بمفهومها الرسمي في كندا هي "كِذبة".

"كذبة تستند إلى فكرة أن كافة الثقافات متساوية"، قال برنييه بحضور منصور، "كذبة مدمّرة لإرثنا وتقاليدنا وقيمنا الليبرالية الديمقراطية الغربية المستندة إلى الحقوق والحريات الفردية"، مضيفاً أن "أكبر بائع لهذه الكذبة في كندا هو بالطبع (رئيس الحكومة الفدرالية) جوستان ترودو".

يُشار إلى أن حكومة جوستان ترودو الليبرالية في أوتاوا أعلنت عام 2017 زيادة عدد القادمين الجدد إلى كندا بصورة تدريجية ليبلغ نحواً من مليون شخص على امتداد السنوات الثلاث 2018 و2019 و2020، ومن ضمنهم نحوٌ من 140 ألف لاجئ.

ويمثّل برنييه في مجلس العموم دائرة "بوس" (Beauce) في مقاطعة كيبيك، وأعلن تأسيس "حزب الشعب في كندا" في أيلول (سبتمبر) الفائت بعد انشقاقه عن حزب المحافظين الذي يشكل المعارضة الرسمية في المجلس، وينوي خوض الانتخابات الفدرالية العامة في 21 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل في كافة الدوائر الانتخابية الـ338.

وإذا كانت استطلاعاتُ رأيٍ قد أفادت أن غالبية من الكنديين يريدون تخفيض عدد القادمين الجدد، فالكثيرون، ومن بينهم المحلل السياسي جون إبيتسون، كاتب العمود في صحيفة "ذي غلوب أند ميل" الرصينة والواسعة الانتشار في كندا، يرون أن زعيم "حزب الشعب في كندا" يقدّم "حلولاً" لمشاكل غير موجودة.

(وكالة الصحافة الكندية / سي بي سي / راديو كندا الدولي)

رابط ذو صلة:
هل سيحوز موضوع الهجرة وأعداد القادمين الجدد على أهمية كبيرة في الحملة الانتخابية الكندية؟

استمعوا
فئة:سياسة، هجرة ولجوء
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.