الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس معلناً وقف العمل بالاتفاقيات الموقعة مع دولة إسرائيل في نهاية اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني في رام الله مساء الخميس الفائت (محمد تركمان / رويترز)

الرئيس الفلسطيني وتحديات تنفيذ قرار وقف العمل بالاتفاقيات مع إسرائيل

أعلن رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس مساء الخميس الفائت، في نهاية اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني، وقف العمل بالاتفاقيات الموقعة مع دولة إسرائيل وتشكيل لجنة لبحث آلية تنفيذ هذا القرار تبدأ عملها اعتباراً من اليوم التالي، الجمعة.

كما أكّد عبّاس أن "الأوان قد حان لتطبيق اتفاق القاهرة 2017 الذي ترعاه الشقيقة مصر"، مضيفاً "يدي ممدودة للمصالحة وآن الأوان أن نكون أكثر جدية"، في إشارة إلى إتمام جهود المصالحة الفلسطينية بين حركة "فتح" التي يرأسها وحركة "حماس" التي تسيطر على قطاع غزة.

وفي اليوم التالي قالت حركة "حماس" إن قرار الرئيس الفلسطيني وقف العمل بالاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل يشكل "خطوة في الاتجاه الصحيح". ومن جهته أكد عضو المكتب السياسي لحركة "الجهاد الإسلامي" نافذ عزّام أن قرار الرئيس عبّاس "إيجابي" ويستجيب لمتطلبات المرحلة ولما يريده الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن الأهم هو تطبيق القرار.

أما بخصوص المصالحة بين "فتح" و"حماس" فقال أمس القيادي في "حماس" يحيى موسى إن اتفاق القاهرة 2017 للمصالحة الفلسطينية لم يعد قائماً، مشيراً إلى أن أكثر من تغيير وزاري حصل بعد التوصّل إليه ومضيفاً أنّ من يريد المصالحة الفلسطينية يتوجب عليه العودة لاتفاق القاهرة عام 2011 والبدء بتنفيذه.

لكن في تصريح لافت أشاد أمس المفتي العام في سوريا، أحمد بدر الدين حسّون، بالقيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس ودعا "حماس" للعودة و"الانضواء تحت الراية الوطنية الفلسطينية ونبذ الفُرقة والاختلاف من أجل حماية الحقوق الوطنية". وجاء كلام المفتي حسّون، المقرّب من الرئيس السوري بشّار الأسد، لدى استقباله قاضي قضاة فلسطين، محمود الهبّاش.

يُشار إلى أن قرار الرئيس الفلسطيني صدر بعد قيام القوات الإسرائيلية يوم الاثنين الفائت بهدم اثنيْ عشر مبنىً عائدة لفلسطينيين في بلدة صور باهر الفلسطينية الواقعة جنوب القدس، بالرغم من احتجاجات فلسطينية ودولية ومن قبل منظمة الأمم المتحدة. وحجة إسرائيل لهدم تلك المباني كانت أنها شُيّدت بطريقة غير قانونية على مسافة قريبة جداً من "الجدار الأمني" الذي باشرت تشييده عام 2002 في الضفة الغربية وأنها تشكل بالتالي خطراً أمنياً على قواتها المسلحة.

مبنى في بلدة صور باهر الفلسطينية يتعرض للنسف بواسطة المتفجرات من قبل القوات الإسرائيلية في 22 تموز (يوليو) الجاري في إطار عملية هدم مبان للفلسطينيين بحجة أنها قريبة من الجدار الأمني في الضفة الغربية وشُيّدت بطريقة غير قانونية (موسى القواسمة / رويترز)

يُذكر أنه سبق للسلطة الفلسطينية أن لوّحت بإمكانية وقف العمل بالاتفاقيات مع إسرائيل، كما أنه سبق للرئيس الفلسطيني محمود عبّاس أن هدّد أكثر من مرة بوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل في حال "استمرت إسرائيل بخرق الاتفاقيات" الموقّعة مع الجانب الفلسطيني.

ما الجديد في إعلان الرئيس الفلسطيني يوم الخميس الفائت وماذا يعني عملياً؟ وهل يقتصر الأمر على تسجيل موقف سياسي، لاسيما وأن اللجنة التي أعلن محمود عبّاس عن بدء عملها في اليوم التالي لم تتشكل بعد؟ وما مصير المصالحة الوطنية الفلسطينية؟ وهل من تقارب جدّي بين الرئيس الفلسطيني ونظام الرئيس السوري بشار الأسد؟ محاور تناولتُها مع المستشار العام في "مركز الدكتور حيدر عبد الشافي للثقافة والتنمية" في قطاع غزّة الكاتب الفلسطيني الأستاذ محسن أبو رمضان، الذي سبق له أن زار راديو كندا الدولي، في حديث أجريته معه اليوم.

(أ ف ب / مونت كارلو الدولية / الجزيرة / بي بي سي / عرب 48 / روسيا اليوم / راديو كندا الدولي)

رابط ذو صلة:
اجتماع الفصائل الفلسطينية في موسكو: قراءة في أسباب الفشل

استمعوا
فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.