لم يبق إلاّ حوالي ثلاثة أشهر على الانتخابات الفيدرالية الكندية التي ستجري في 21 أكتوبر تشرين الأوّل، لكن بعض السياسيين لا ينتظرون الانطلاق الرسمي للحملة للتدخّل فيها. وهذا هو حال رئيس حكومة ألبرتا جيسون كيني الذي هاجم مرة أخرى رئيس الحكومة الكندية، جوستان ترودو، ملوّحا ومهدّدا بانفصال مقاطعته عن كندا في حالة إعادة انتخاب هذا الأخير.
وفي مقطع فيديو نشره على موقع التواصل الاجتماعي تويتر ومشوب بالوطنية والشعبوية، ذكر جيسون كيني تمسّكه بالكونفدرالية، قبل أن يهاجم جوستان ترودو.
وقال جيسون كيني، في مقطع فيديو مدته دقيقة: "سأظل دائمًا وطنيًا كنديًا. عليّ أن أعترف بأن ألبرتا تنخدع الآن". وواصل متهماً الحكومة الفيدرالية و "العديد من المقاطعات" بأنها مصدر الكثير من مشاكل ألبرتا.
وأضاف في رسالته عبر وسائل التواصل الاجتماعي: "لقد أضعفوا قدرتنا على الاستفادة من مواردنا وعاملونا بشكل غير عادل وغير محترم في العديد من المناسبات".
وأشار جيسون كيني إلى أن جزءًا من سكان ألبرتا قالوا مؤخرًا أنهم يؤيدون الانفصال عن باقي البلاد، مما يشير إلى أن ذلك كان بسبب سياسات جوستان ترودو، وفقا له.
Albertans have been rightfully frustrated by the unfair deal we are getting in the Federation going as far as to even express support for separation
I don’t want to let @JustinTrudeau push us out of our country
I’d rather focus on separating him from the Prime Minister’s office pic.twitter.com/AEMq22BrXt
— Jason Kenney (@jkenney) August 3, 2019
"لا أعتقد أننا يجب أن ندع جوستان ترودو يُبعدنا من بلدنا. وبدلاً من محاولة فصل ألبرتا عن بقية كندا، أود أن أركز على إبعاد جوستان ترودو عن مكتب رئيس الحكومة "، جيسون كيني، رئيس حكومة ألبرتا
وليست هذه المرة الأولى التي يلوّح فيها جيسون كيني بـ "شبح الانفصالية" في ألبرتا للضغط على نظيره الفيدرالي، كما يقول دوان برات، أستاذ العلوم السياسية في جامعة ماونت رويال في كالغاري.
ويقول هذا الأخير: "لقد استخدمها خلال الحملة الانتخابية في المقاطعة كإستراتيجية للرد على ضريبة الكربون الفيدرالية ... وعندما هدّد بإجراء استفتاء حول التحويلات المالية بين الحكومة الفدرالية والمقاطعات ".

جانب من الاحتفال بالعيد الوطني لكندا في مطلع يوليو تمّوز 2018 في أوتاوا -Justin Tang / The Canadian Press
وليست هذه المرّة الأولى التي يتدخّل فيها رئيس حكومة مقاطعة في الانتخابات الفدرالية. ففي عامي 2008 و 2015، دعا رئيس حكومة نيوفاوندلاند ولابرادور داني وليامز الناخبين إلى عدم التصويت لستيفن هاربر، رئيس الحكومة الكندية آنذاك وزعيم المحافظين.
ويضيف دوان برات : "كان جيسون كيني عضوا في حكومة خسرت انتخاباتها ضد جوستان ترودو في عام 2015. أعتقد أن التحدّيات أكبر هذه المرة".
و يخشى أستاذ العلوم السياسية أن يؤدي انتشار هذا النوع من التصريحات إلى توسيع الفجوة بين المقاطعات والحكومة الفيدرالية.
"ماذا سيحدث إذا أدّت مهاجمة جوستان ترودو إلى إثارة الغضب ضدّه ؟ هل ستصبح جميع مقاعد ألبرتا وسسكتشوان في مجلس العموم محافظة مع إعادة انتخاب الليبراليين ؟ "، كما قال.
ووفقا لدوان برات :"يمثل شريط فيديو رئيس حكومة ألبرتا خطوة أخرى نحو مشاركة فعالة له في الانتخابات الفيدرالية ، حيث يسعى جيسون كيني أيضًا إلى حشد الناخبين في تورنتو الكبرى لدعم زعيم المحافظين أندرو شير."
ولم تردّ الحكومة الكندية مباشرة على هذا الهجوم. واستدعى وزير الموارد الطبيعية أمارجيت سوهي على موقع تويتر يوم الأحد بعض النجاحات التي حققتها حكومته، بما في ذلك توسيع خط أنابيب ترانس ماونتن.
استمعوا(راديو كندا / سي بي سي)
روابط ذات صلة :
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.