مقاتلات من "وحدات حماية الشعب" الكردية (YPG)، المدعومة من واشنطن والتي تصفها أنقرة بـ"الإرهابية"، يشاركن في استعراض عسكري أُقيم في 28 آذار (مارس) الفائت في مدينة القامشلي، في شمال شرق سوريا على الحدود مع تركيا، احتفالاً بالنصر على تنظيم "الدولة الإسلامية" ("داعش") المسلح (الصورة لرودي سعيد / رويترز)

الولايات المتحدة وتركيا وتحديات إقامة “منطقة آمنة” في شمال شرق سوريا

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اليوم إن بلاده لن تسمح بتعثر جهود إقامة "منطقة آمنة" في شمال سوريا إلى الشرق من نهر الفرات بسبب المفاوضات مع الولايات المتحدة.

وشبّه جاويش أوغلو المفاوضات الحالية مع واشنطن باتفاق سابق معها كان يهدف لإخلاء مدينة منبج، في شمال سوريا إلى الغرب من الفرات، من المقاتلين الأكراد. واتهمت أنقرة مراراً واشنطن بالمماطلة في تطبيق الاتفاق الذي تم التوصل إليه في حزيران (يونيو) 2018 والمعروف باسم "خارطة طريق منبج".

وقال جاويش أوغلو في مؤتمر صحفي في أنقرة "لن نسمح بتحوّل هذه الجهود (لإقامة منطقة آمنة) إلى خارطة طريق منبج".

ويأتي كلام جاويش أوغلو غداة توصل الولايات المتحدة وتركيا إلى اتفاق لإقامة "منطقة آمنة" في شمال شرق سوريا بعد ثلاثة أيام من المفاوضات الشاقة.

ولم يرشح الكثير عن تفاصيل الاتفاق. فطرفاه تحدثا عن إقامة "مركز عمليات مشترك" للتنسيق بشأن إقامة المنطقة الآمنة، لكن لم يُذكر شيء بعد عن مساحة هذه المنطقة وعن القوات التي ستسيّر دوريات فيها والجهة التي ستقود تلك القوات.

وينظر الأكراد بحذر إلى الاتفاق في ظل عدم نشر طرفيْه تفاصيل كثيرة عنه. وتشكل "وحدات حماية الشعب" الكردية (YPG)، المدعومة من واشنطن والتي تصفها أنقرة بـ"الإرهابية"، العمود الفقري لـ"قوات سوريا الديمقراطية" المسيطرة على الشمال السوري إلى الشرق من الفرات.

وأعلن نظام الرئيس السوري بشار الأسد رفضه "اتفاق المحتليْن الأميركي والتركي بشكل قاطع". وقالت الحكومة السورية اليوم إن الاتفاق حول إقامة منطقة آمنة يشكل "تصعيداً خطيراً" و"اعتداءً فاضحاً" على سيادة سوريا ووحدة أراضيها.

الرئيس الأميركي دونالد ترامب (إلى اليسار) في دردشة مع نظيره التركي رجب طيّب أردوغان في 11 تموز (يوليو) 2018 عند افتتاح قمة منظمة حلف شمال الأطلسي في بروكسل (Ludovic Marin / Reuters)

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد جدّد تهديده في وقت سابق من هذا الأسبوع بالقيام بعملية عسكرية في شمال سوريا شرقَ الفرات ضد "وحدات حماية الشعب" الكردية، فردّ وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر يوم الثلاثاء بأن بلاده ستمنع أي توغل أحادي الجانب في شمال سوريا، وأن أي عملية عسكرية تركية هناك هي "غير مقبولة".

وإنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا مطلب تركي منذ بدايات النزاع السوري في عام 2011.

وتجتاز العلاقات الأميركية التركية مرحلة صعبة فاقمها شراء تركيا، حليفة الولايات المتحدة في منظمة حلف شمال الأطلسي ("ناتو")، منظومة "أس 400" الدفاعية الروسية الصنع.

على ماذا اتفقت الولايات المتحدة وتركيا حول شمال شرق سوريا؟ وهل من الممكن أن تنقل تركيا قسماً من الـ3,6 ملايين نازح سوري لديها إلى "المنطقة الآمنة" إذا ما أبصرت هذه الأخيرة النور؟ محاور تناولتُها مع رئيس "المنتدى الديمقراطي السوري الكندي" والمدير العام لـ"منظمة مسار من أجل الديمقراطية والحداثة" في مونتريال، المدوّن الكندي السوري الأستاذ عماد الظواهرة، في حديث أجريتُه معه بُعيْد ظهر اليوم.

(أ ف ب / رويترز / بي بي سي / راديو كندا الدولي)

استمعوا
فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.