رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو في لحظة صمت خلال مسيرة الفخر لمثليي الجنس في مونتريال أمس (وسط الصورة حاملاً علماً يجمع علم كندا وراية المثليين)، وإلى يمينه على التوالي عمدة مونتريال فاليري بلانت ورئيس حكومة كيبيك فرانسوا لوغو، وإلى يساره على التوالي وزيرة اللغتيْن الرسميتيْن والفرنكوفونية في حكومته ميلاني جولي وزعيمة الحزب الأخضر إليزابيث ماي (Graham Hughes / CP)

مسيرة الفخر للمثليين: ترودو يدعو إلى ما هو أبعد من مجرّد “التسامح” مع الآخر

شارك 12 ألف شخص في النسخة السادسة والثلاثين من مسيرة الفخر لمثليي الجنس في مونتريال أمس، فساروا مسافة 2,7 كيلومتر في كبرى مدن مقاطعة كيبيك برفقة عشرات اللوحات الاستعراضية المحمولة على آليات، وبحضور 300 ألف شخص، وفق ما أكّده الرئيس المؤسس لمسيرات الفخر في مونتريال، إريك بينو.

وفيما البلاد تستعد لانتخابات فدرالية عامة موعدها بعد شهريْن، حضرت المسيرةَ شخصياتٌ سياسية فدرالية من الصف الأول، في طليعتها رئيس الحكومة الفدرالية، زعيم الحزب الليبرالي الكندي (PLC – LPC)، جوستان ترودو، وزعيمُ الحزب الديمقراطي الجديد (NPD – NDP)، اليساري التوجه، جاغميت سينغ، وزعيم الكتلة الكيبيكية (BQ) الداعمة لاستقلال مقاطعة كيبيك عن كندا، إيف فرانسوا بلانشيه، وزعيمة الحزب الأخضر (Green Party – Parti vert) إليزابيث ماي.

"لا يمكننا الاكتفاء بالسرور من هذه المسيرة، في إطار مسيرات الفخر، بل يجب مواصلةُ إدخال تغييرات ملموسة وإيجابية في حياة الناس"، قال جوستان ترودو.

"نحن حالياً في الواقع في مرحلةِ ما قبل بدء الحملة الانتخابية (بصورة رسمية)، ونريد أن نظهر للعالم أننا هنا من أجل الناس"، قال جاغميت سينغ.

"هذا اليوم ممتع ومسلٍ، لكنه ضروري ومفيد، فالمسائل لم تُحل بعد، إذ تتواصل أعمال التمييز (بحق المثليين)"، قال إيف فرانسوا بلانشيه.

بعضٌ من الـ12 ألف شخص الذين مشوا في مسيرة الفخر لمجتمع المثليين أمس في مونتريال (Graham Hughes / CP)

وغاب عن المسيرة أندرو شير، زعيم حزب المحافظين الكندي (CPC – PCC) الذي يشكل المعارضة الرسمية في مجلس العموم الحالي، وهو في العادة لا يحضر مسيرات الفخر، بغض النظر عن المدن التي تستضيفها. كما غاب عن المسيرة زعيم "حزب الشعب في كندا" (PPC)، عضو مجلس العموم ماكسيم برنييه المنشق عن حزب المحافظين.

وشكّل غياب شير وبرنييه فرصةً لترودو لينتقدهما، فقال "مسيرة الفخر هي أكثر من مجرّد مسيرة، فمن المهم أن يكون بوسع الناس (المثليّين) أن يخرجوا إلى الشوارع وأن يكونوا فخورين بأنفسهم. يجب على جميع السياسيين أن يدعموا مثل هذه المناسبات التي تشجع الناس على أن يكونوا على طبيعتهم".

ودعا رئيس الحكومة الكندية الجميع للذهاب إلى ما هو أبعد من "التسامح"، فقال "التسامح مع شخص يعني أن أقبل حقه في الوجود، لكن بشرط ألّا يزعجني كثيراً. لنتوقف عن الدعوة للتسامح في كندا، إذ يجب أن نتحدث عن القبول والصداقة والاحترام والمحبة بين بعضنا البعض".

ويرى ترودو في هذا المجال أن الكنديين، في انفتاحهم على التنوع المجتمعي، ذهبوا أبعد بكثير من مجرد "التسامح" مع الآخر.

راية مثليي الجنس وسائر "مجتمع الميم" (CP)

ومن جهتها ترى عالمة الاجتماع لين شامبيرلان، وهي رئيسة كرسي الدراسات حول رُهاب المثلية في جامعة كيبيك في مونتريال، أن التحدي الذي يواجه أحياناً مجتمع المثليين يكمن في التطبيق اليومي للقوانين التي تكفل المساواة بينهم وبين سائر أفراد المجتمع، وأن هذه التحديات تكون أكبر عندما ينتمي المثليون، وهم أقلية، إلى أقلياتٍ أُخرى، كأفراد الأقليات الظاهرة أو المصابين بإعاقات مثلاً.

كما حضرت مسيرةَ الفخر في مونتريال عمدةُ المدينة فاليري بلانت وأيضاً زعماءُ الأحزاب الأربعة الممثلة في الجمعية الوطنية الكيبيكية، وعلى رأسهم رئيس الحكومة فرانسوا لوغو، زعيم حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك ("كاك" - CAQ). وكانت تلك أول مسيرة فخر يشارك فيها لوغو في حياته السياسية المتواصلة منذ أكثر من 20 عاماً، كما أنها أوّل مسيرة فخر تُنظَّم في مونتريال منذ وصوله إلى السلطة في تشرين الأول (أكتوبر) 2018.

(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا / راديو كندا الدولي)

رابط ذو صلة:
لوغو يشارك الأحد في مسيرة فخر لمثليي الجنس للمرة الأولى في حياته السياسية

استمعوا
فئة:سياسة، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.