دعت اليوم منظمة الأمم المتحدة كافة الأطراف المعنيّة إلى ممارسة "أقصى درجات ضبط النفس" بعد تعرض ضاحية بيروت الجنوبية، معقل تنظيم "حزب الله" اللبناني، لهجوم بطائرات مسيّرة.
وكانت طائرتان مُسيّرتان قد سقطتا فجر أمس في ضاحية بيروت الجنوبية، وانفجرت إحداهما مخلفةً أضراراً مادية كبيرة في مكتب العلاقات الإعلامية للتنظيم اللبناني المدعوم من إيران. وتزامن هذا الحادث مع غارات إسرائيلية على بلدة عقربة السورية جنوب دمشق.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أمس أنه استهدف مواقع في عقربة لمنع حصول هجوم بالطائرات المسيّرة على إسرائيل كانت إيران تشرف عليه. وسقط عدد من القتلى في هذه الضربات من بينهم عنصران من تنظيم "حزب الله".

الرئيس اللبناني ميشال عون (Dalati Nohra / Handout via Reuters)
ووصف الرئيس اللبناني ميشال عون الهجوم على ضاحية بيروت الجنوبية بأنه "إعلان حرب"، فقال أمام منسق الأمم المتحدة الخاص لشؤون لبنان يان كوبيش إن "ما حصل هو بمثابة إعلان حرب يتيح لنا اللجوء إلى حقنا بالدفاع عن سيادتنا واستقلالنا وسلامة أراضينا".
ومن جهته قال الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله أمس إن ما حصل في ضاحية بيروت الجنوبية هو هجوم بطائرة مسيّرة انتحارية واعتبره بمثابة "أول عمل عدواني وخرق لقواعد الاشتباك" منذ انتهاء حرب تموز (يوليو) 2006 مع إسرائيل، وأشار إلى أن الموقع الذي استهدفته إسرائيل في عقربة هو مركز تابع لحزبه.
وأضاف نصر الله في خطاب ألقاه في بلدة العين في شمال شرق لبنان، "لن نسمح في لبنان بمسار يماثل ما وقع للحشد الشعبي في العراق، وسنفعل كلَّ شيء لمنعه"، وشدّد على أن حزبه "سيدافع عن بلدنا عند كل الحدود، سواء الجنوبية والشرقية أو البحر أو في سمائنا، ولن نسمح بإعادة عقارب الساعة إلى الوراء ولا أن يستباح لبنان".
كما تعرّضت للقصف مواقعُ لـ"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة" في مرتفعات في شرق لبنان عند الحدود مع سوريا الليلة الماضية. واتهمت "الجبهة" إسرائيلَ بأنها من قام بهذا القصف.

عناصر من "قوات الحشد الشعبي" العراقية يرددون شعارات اليوم في مدينة النجف خلال مراسم تشييع القيادي أبو علي الدبّي الذي قُتل في غارة شنتها طائرتان مُسيَّرتان إسرائيليتان، حسب "قوات الحشد الشعبي"، في محيط مدينة القائم في غرب العراق قرب الحدود مع سوريا (علاء المرجاني / رويترز)
وفي العراق بدأت السلطات التحقيق في الغارة التي نفذتها طائرتان مُسيّرتان إسرائيليتان، حسب "قوات الحشد الشعبي"، في محيط مدينة القائم في غرب العراق قرب الحدود مع سوريا والتي أسفرت عن مقتل أحد القادة العسكريين في هذه القوات التابعة للقوات المسلحة العراقية والمدعومة من إيران وإصابة آخر بجراح بليغة.
واتهمت "قوات الحشد الشعبي" سلاح الجو الأميركي بتوفير تغطية للطائرتيْن المسيَّرتيْن المهاجمتيْن.
ما الذي دفع إسرائيل إلى توسيع نطاق غاراتها على أهداف إيرانية أو لقوات مدعومة من إيران بعد أن كانت محصورة في سوريا؟ وهل المنطقة على أبواب حرب جديدة بين "حزب الله" وإسرائيل؟ وهل تعرّض الغاراتُ على "قوات الحشد الشعبي" الجنودَ الأميركيين في العراق لأعمال انتقامية؟ محاور تناولتُها مع رئيس "المنتدى الديمقراطي السوري الكندي" والمدير العام لـ"منظمة مسار من أجل الديمقراطية والحداثة" في مونتريال، المدوّن الكندي السوري الأستاذ عماد الظواهرة، في حديث أجريتُه معه بُعيْد ظهر اليوم.
(أ ف ب / أ ب / سي أن أن / النهار / راديو كندا الدولي)
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.