الكنديّون على موعد مع الانتخابات التشريعيّة في الحادي والعشرين من تشرين الأوّل اكتوبر المقبل، والحملة الانتخابيّة انطلقت قبل أيّام .
ويجوب زعماء الأحزاب الكنديّة البلاد بطولها وعرضها لجسّ نبض الناخبين وتقديم برامجهم الانتخابيّة والاسباب التي تجعلها حسب رأي كلّ منهم أفضل من برامج منافسيه.
ويتابع الرأي العام كما وسائل الاعلام، تحرّكات الزعماء، ويبحثون بدقّة في كلّ ما يصدر عنهم من مواقف وتصريحات، ليحّدّدوا بعد ذلك خياراتهم الانتخابيّة على ضوئها.
ويأمل الحزب الليبرالي بزعامة رئيس الحكومة الخارج جوستان ترودو بالفوز بعدد كبير من أصوات الناخبين الشباب كما كانت الحال عليه في الانتخابات الأخيرة التي جرت عام 2015.
ويأمل في أن يخرج الشباب للتصويت كما فعلوا قبل أربعة اعوام، حيث فاز الليبراليّون بأغلبيّة المقاعد في مجلس العموم الكندي.
فقد صوّت ما يزيد على 63 بالمئة من الناخبين المسجّلة اصواتهم قبل أربع سنوات، وهي أعلى نسبة منذ العام 1993.

من اليمين: الزعيم الليبرالي جوستان ترودو وزعيم المحافظين أندرو شير وزعيم الديمقراطيّين الجدد جاغميت سينغ يشكّلون قائمة أصغر القادة سنّا لزعماء الأحزاب الرئيسيّة في كندا/Canadian Press
و المؤكّد أنّ كلّ صوت انتخابي في صندوق الاقتراع مهمّ، ولكنّ فئة الناخبين دون الأربعين من العمر بالتحديد قد تؤثّر إلى حدّ بعيد في النتائج حسب تقرير لهيئة الاذاعة الكنديّة سي بي سي.
ويرصد التقرير مواقف شباب من مختلف أنحاء البلاد، من الناخبين المتردّدين الذين لكلّ منهم أولويّاته، و يتابعون الحملة الانتخابيّة عن كثب قبل اتّخاذ قرارهم النهائي.
يتحدّث هؤلاء الشباب عن أولويّاتهم، ومن بينها توفير فرص العمل، وقطاع الطاقة وكلفة المعيشة و ملفّ البيئة وسواها من الاهتمامات والملفّات التي تؤثّر في خيارهم الانتخابي، ويشير البعض منهم إلى أنّهم كانوا وما زالوا يصوّتون في الانتخابات.
"أودّ أن أرى حزبا يكون له برنامج قوّي بشأن البيئة، ويضع استراتيجيّات وطنيّة للتأكّد من أنّنا نحافظ على البيئة من أجل الأجيال المقبلة": صباح شودري الأخصائيّة في إدارة الاتّصالات من تورونتو.
وتقول صباح شودري إنّ كندا برزت في السنوات الأخيرة كصوت عالمي للدفاع عن المناخ، ولكنّها حسب رأيها، لم تقرن دوما أقوالها بالأفعال.
ويرى ايفان وايت السينمائي من مقاطعة نيوفاوندلاند أنّ ردم الهوّة مع السكّان الأصليّين هو في أولويّاته في الانتخابات المقبلة.
"نريد أن تكون الحكومات إلى جانبنا لإصلاح مكامن الخلل التي تتسبّب بالمشاكل. وقد صوّتُ في أربع انتخابات فدراليّة ولم أر نفسي في سياسة الحكومة، ولا تسيئوا فهمي، ولكنّي في الحملة الانتخابيّة أرى نفسي في التعهّدات ولا أراها في السياسات": السينمائي أيفان وايت من مقاطعة نيوفاوندلاند ولابرادور.
وتتطلّع طالبة علوم التنمية الاقتصاديّة إميلي جو من كيبيك إلى أجندا طموحة حول البيئة، وتتابع الحملة الانتخابيّة عن كثب كما تقول.
"لقد تتبّعت أخبار فضيحة أس أن سي لافالان في الأشهر القليلة الماضية، واعتزم التصويت لحزب أشعر أنّه يشمل كلّ شخص ويدافع عن الأقليّات المهمّشة ويعمل من أجلها": إميلي جو طالبة العلوم الاجتماعيّة في كيبيك.
وفي مقاطعة سسكتشوان الغنيّة بسهولها وأراضيها الزراعيّة، يقول مزارع الحبوب كريستيان هيبير إنّ اولويّاته تتمحور حول الموظّف الشخصي والمؤسّسات الصغيرة وروّاد الأعمال، وايضا وبصورة أخصّ أسواق التصدير.
"كيف سنعيد بناء علاقاتنا مع هذه الدول، وكيف سنطوّرها، ونوفّر قيمة مضافة وحوافز للاستثمار في القيمة المضافة للعديد من المنتوجات الكنديّة" كريستيان هيبير مزارع الحبوب في مقاطعة سسكتشوان.
يبقى أن نشير إلى أنّ الحزب الليبرالي يحظي بتأييد 35 بالمئة من الشباب ما بين الثامنة عشرة والأربعين من العمر، مقابل 23،5 بالمئة لحزب المحافظين، حسب استطلاعين للرأي اجرتهما اباكوس داتا وليجيه الأسبوع الفائت.
لكنّ هامش الفرق كان يضيق عندما نأخذ فئة متوسّطي الأعمار الذين يؤيّد 32،5 بالمئة منهم المحافظين، في حين يحظى الليبراليّون بتأييد 30،5 بالمئة من المستطلعة آراؤهم.
(راديو كندا الدولي/ سي بي سي/ هيئة الاذاعة الكنديّة)
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.