أستاذ جامعي مستقل وقطب إعلامي معتقل، كلاهما من خارج المنظومة الحاكمة، تأهّلا للجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في تونس بعد تنافسهما مع 24 مرشحاً آخر في الجولة الأولى التي جرت يوم الأحد فوق التراب الوطني، ويوميْ الجمعة والسبت إضافةً إلى الأحد لتونسيّي الانتشار ومن ضمهم التونسيون المقيمون في كندا.
فقد أعلنت اليوم الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس النتائج النهائية للجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية والتي أظهرت حصول المرشح المستقل أستاذ القانون الدستوري قيس سعيّد على 18,4% من أصوات المقترعين، يليه رجل الأعمال والقطب الإعلامي نبيل القروي المعتقل بتهمة غسل الأموال والتهرب الضريبي الذي حصل على 15,58% من الأصوات. والقروي هو رئيس حزب "قلب تونس" وصاحب قناة "نسمة" التلفزيونية.
وسيتواجه سعيّد والقروي في الجولة الثانية التي تجري في 29 أيلول (سبتمبر) الجاري في حال عدم وجود أي طعون.
كما أظهرت النتائج حلول عبد الفتّاح مورو، مرشح "حركة النهضة" الإسلامية، أكبر حزب من حيث عدد المقاعد في البرلمان، ثالثاً بـ12,88% من الأصوات، يليه وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي بـ10,73% من الأصوات، فرئيس الحكومة يوسف الشاهد، رئيس حزب "قلب تونس"، الذي حلّ خامساً بـ7,4% من الأصوات.
وبلغت نسبة المشاركة في هذه الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية 49%.
وفي تعليق لها قالت اليوم بعثة مراقبي الاتحاد الاوروبي في تونس إن هذه الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية كانت "شفافة"، لكنها أعربت عن أسفها لعدم تمكن مرشحين من القيام بحملتهم الانتخابية، في إشارة الى قطب الاعلام المعتقل نبيل القروي.
وقال رئيس بعثة المراقبين ونائب رئيس البرلمان الأوروبي فابيو ماسيمو كاستالدو إن الاقتراع "شكّل مرحلةً إضافيةً في بناء الديمقراطية التونسية التي تتكرّس كنموذج في المنطقة".

المرشح نبيل القروي حلّ ثانياً في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التونسية، وهو رئيس حزب "قلب تونس" وصاحب قناة "نسمة" التلفزيونية وأُوقف في 23 آب (أغسطس) الفائت بتهمة تبيض الأموال والتهرب الضريبي، ويبدو هنا في صورةٍ مأخوذة في 2 آب (أغسطس) الفائت في تونس العاصمة (زبير السويسي / رويترز)
وهذه الانتخابات الرئاسية مُبكرة، إذ فرضتها وفاة الرئيس الباجي قائد السبسي في 25 تموز (يوليو) الفائت بعد أن كان من المقرر إجراؤها في 17 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
وتونس على موعد أيضاً مع انتخابات تشريعية في 6 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. ويقترع تونسيّو الانتشار في الرابع والخامس أيضاً من الشهر المذكور، إضافةً إلى السادس منه.
ما تفسير اختيار التونسيين مُرشحيْن من خارج المنظومة الحاكمة للجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية؟ ومن الأوفر حظاً بين الاثنين؟ وكيف تؤثّر مواقف قيس سعيّد المحافظة، كدعمه تطبيق عقوبة الإعدام ورفضه مبدأ المساواة في الميراث بين الرجال والنساء، على حظوظه بالفوز في الجولة الثانية؟ وماذا يحصل إذا ما اختار التونسيون نبيل القروي المسجون رئيساً لهم؟ أسئلة طرحتُها على الناشط الكندي التونسي السيد نصر الدين بن علي، الرئيس السابق لـ"جمعية التونسيين المقيمين في أوتاوا وغاتينو"، في حديث أجريتُه معه اليوم.
(أ ف ب / مونت كارلو الدولية / الجزيرة / دويتشه فيليه / راديو كندا الدولي)
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.