سيريل عريس تخرّج مهندسا في مونتريال فعاد إليها سينمائيا

طيلة حياتي كنت أرغب في أن أكون سينمائيا ولكن حالت دون ذلك عقليتنا في الشرق والنظرة إلى الفن عموما بأنّه لا  يُؤَكِّل خبزا، فكان عليّ أن أجتاز أولا هذه العقبة بتحصيل الشهادة الهندسية لأتكمش بأول فرصة فتحت لي الباب على مصراعيه في عالم الشاشة الذهبية.

وهكذا بين عامي 2007 و2009 حصّل سيريل عريس شهادة الليسانس في الهندسة من جامعة ماكغيل في مدينة مونتريال ليعود إليها بعد عقد من الزمن بفيلم وثائقي طويل بعنوان: "المرجوحة".

ويندرج الفيلم السينمائي اللبناني ضمن المختارات السينمائية التي تقدّمها على مدار العام المنظمة الخيرية الغير ربحية "الصندوق الكندي اللبناني". وتؤكد رئيسة المنظمة السيدة نيكول عبد المسيح بأن السينمائي الشاب قدّم فيلمه لهم مجانا ليعود كل الريع من عرضه إلى الصندوق الذي يرسل الأموال إلى مؤسسات خيرية لبنانية.

يُحدث موت العمة ماري-تيريز المفاجئ ارتباكا كبيرا في العائلة خصوصا لجهة ضرورة إخفاء خبر الوفاة عن الجد المريض أنطون "ليموت مع البسمة على شفاهه". وتتحمل الجدة فيفيان كل العناء والمشاق والوجع والألم والحزن لوحدها مضطرة إلى الظهور قوية أمام حبيبها وشريك عمرها منذ 65 عاما. ومن سخرية الاقدار وعبثيتها كما يقول لي سيريل عريس أن "جدتي رحلت قبل جدي بشهور قليلة".

في البداية شاء سيريل أن يتابع بعدسته تطورات الأحداث بعد موت عمته ولكن سرعان ما اكتملت فصول الفيلم وأحداثه ليخرج باكورة وثائقية طويلة عميقة وممتعة ومؤّثرة في آن معا.

بنظر ضيفي المخرج الشاب تستحق رواية الحب والتضحية عند هذين العجوزين أن تشاهد وتروى تفاصيلها على الملأ وهي قصة تلامس كل إنسان في كل مكان وزمان وهذا ما يفسّر تفاعل الجمهور في كل أنحاء العالم مع فيلمه الذي حقق العديد من الجوائز في مهرجانات سينمائية عالمية.

إن العديد من المشاهدين يأتون إلى بعد مشاهدة الفيلم ليخبروني عن قصة مماثلة عاشتها عائلتهم، أدعو جمهور مونتريال إلى مشاهدة المرجوحة وهو سيجد فيها مرآة لحياته وحكايته، قال محدثي السينمائي اللبناني سيريل عريس في الحوار الذي أجريته معه عبر الهاتف عشية عرض فيلمه يوم الأحد 6 تشرين الأول/اوكتوبر المقبل في صالة سينما غوتزو في مدينة مونتريال.

استمعوا