نصفا الدماغ البشري والخط الفاصل بين الصحة والإعاقة رفيع جدا...رأسي هو صديقي وهو عدوي، كتاب صدر مؤخرا في مونتريال وفيه بورتريه لـ 12 مريض عقلي وحوارات مع عدد من الاختصاصيين والمعالجين النفسيين/حقوق الصورة: راديو كندا

نصفا الدماغ البشري والخط الفاصل بين الصحة والإعاقة رفيع جدا...رأسي هو صديقي وهو عدوي، كتاب صدر مؤخرا في مونتريال عن منشورات "تريكاريه" وفيه بورتريه لـ 12 مريض عقلي وحوارات مع عدد من الاختصاصيين والمعالجين النفسيين/حقوق الصورة: راديو كندا

عندما يروي مرضى الصحة العقلية فصولا مُشرقةً في حياتهم

"رأسي، صديقي، عدّوي" عنوان كتاب صدر مؤخرا في مونتريال عن منشورات "تركاريه" بتوقيع الكاتبين آلان لابونتيه وفلورانس مونيه. يسرد الكتاب حكايات على لسان الأشخاص أنفسهم ممن مرّوا بمعاناة ومراحل كآبة وانهيار نفسي وعصبي، ممن كانوا يعانون مرضا عقليا في الماضي وتماثلوا اليوم للشفاء وهم يروون حكاياتهم لإعطاء العبرة والتشجيع لمن مثلهم اليوم يمرّون بالظروف ذاتها.

يقول الكاتبان إن واحد من أصل خمسة أشخاص في مقاطعة كيبيك كما تدّل الإحصاءات يواجه في حياته مشكلة متعلّقة بالصحة العقلية بدرجات متفاوتة.

غلاف الكتاب: رأسي، صديقي، عدوّي، للكاتبان آلان لابونتيه وفلورانس مونيه من مونتريال/Alain Labonte

غلاف الكتاب: رأسي، صديقي، عدوّي، للكاتبان آلان لابونتيه وفلورانس مونيه /Alain Labonte

من منا لم يعش مرحلة كآبة أو مرحلة انعزال أو وحدة، من منا لم يعش حزنا مطبقا أو شجنا أويأسا وإحباطا؟ يتساءل الكاتبان ويؤكدان بأن مؤلفهما هو بمثابة تحية إلى هؤلاء الأشخاص وإلى إصرارهم على التغلب على كل الصعاب والمشاكل في مجتمع تحكمه بعد الكليشيهات والتابوهات القديمة الرثة البالية.

يقول آلان لابونتيه في الحوار الذي أجريته معه حول الإصدار الادبي الجديد بأن الصحة العقلية تعنينا جميعا والكل مدعو إلى المساهمة في التخفيف عن الأشخاص الذين يعانون مرضا عقليا في مجتمعهم القريب أو البعيد. وإنه لا يجوز في أي حال من الأحوال إطلاق الأحكام المسبقة عليهم أو الضحك من حالات أو مواقف وأفعال قد يقوم بها هؤلاء.

ويعطي محدثي مثلا عن شخص يعاني من مرض الانفصام، فهذا الأخير قد نسمعه يُحدث ذاته ويتخاطب مع نفسه بصوت عال في مكان عام ولعل أول ردة فعل منا تجاه هذا الشخص تكون الضحك والاستهزاء والسخرية، إن هذا غير مقبول إطلاقا ويضّر بهذا الشخص ضررا كبيرا. إعلموا قال ألان لابونتيه أن هناك أشخاصا يسمعون حقا أصواتا بداخلهم وهم يتفاعلون معها.

وفي سؤالي له عما إذا كانت الصحة العقلية تعنيه لأسباب شخصية لم يتردد آلان لابونتيه للحظة واحدة في الإفصاح عن وجع يخصّه شخصيا. فهو يعيش منذ أكثر من 40 عاما مع والدته المصابة بحالات كآبة شديدة وعميقة وهي تُعالج عبر الصدمات الكهربائية وحبوب الدواء.

الكاتب الكندي الفرنسي آلان لابونتيه والكاتبة الكندية الفرنسية فلورانس مونيه موّقعا كتاب: Ma Tete Mon Amie Mon Ennemi/Alain Labonte

الكاتب الكندي الفرنسي آلان لابونتيه والكاتبة الكندية الفرنسية فلورانس مونيه موّقعا كتاب:  Ma Tete Mon Amie Mon Ennemi/حقوق الصورة:Alain Labonte

ويؤكد لابونتيه أن المشكلة الأكبر لدى غالبية المرضى العقليين الذين التقاهم كانت في سوء فهمهم من قبل أهل بيتهم ومجتمعهم ومدرستهم وأصدقائهم. هذا الرفض وعدم الفهم لمعاناتهم يجعلهم يرتمون في أحضان الرذيلة ويضلّون الطريق.

في هذا السياق يروي برنارد سونييه الذي كان مصابا بمرض الانفصام في كتاب:"رأسي، صديقي، عدوي" كيف بدأ يتعاطى الحشيشة والقنب بعمر الـ 13 ربيعا ليدمن بعد ذلك على شتى أنواع المخدرات والكحول والسجائر حيث أنه كان يمضي بعمر الـ 16 سنة كل وقته في الحانات والبارات وهو لم يتوصل إلى استئصال كل هذه الآفات في حياته إلا بعمر الـ 37 عاما مع دواء الـ Zyprexa الذي شفاه من دائه وهو يواظب إلى اليوم على تناوله. يساعد برنارد اليوم أشخاصا آخرين يعانون من مرض عقلي وهو يحاضر في كندا وفي العالم ويعطي شهادة حياته وكيفية تخطيه لدائه.

تاليا تستمعون إلى المقابلة كاملة التي أجريتها مع الكاتب الكندي الفرنسي ألان لابونتيه والكتاب الأخير هو مؤلفه الرابع في مسيرته الأدبية الفتية.

استمعوا
فئة:ثقافة وفنون
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.