يعيش فرناندو لاركا في أحد الأحياء في الجهة الشرقية لوسط مدينة فانكوفر في مقاطعة بريتيش كولومبيا ويسعى من أجل ممارسة حقه الانتخابي على الرغم من غياب عنوان سكن دائم له، هذا الشرط الذي يفرضه قانون الانتخابات الكندي منذ العام 2007/حقوق الصورة:RAFFERTY BAKER/CBC

يعيش فرناندو لاركا من دون مقر سكن دائم في أحد الأحياء في الجهة الشرقية لوسط مدينة فانكوفر في مقاطعة بريتيش كولومبيا ويسعى من أجل ممارسة حقه الانتخابي على الرغم من غياب عنوان سكن ثابت ودائم له، هذا الشرط الذي يفرضه قانون الانتخابات الكندي منذ العام 2007/حقوق الصورة:RAFFERTY BAKER/CBC

كيف ينتخب من هم بلا سكن في كندا؟

يُشكّل التصويت بالنسبة للمشردين والأشخاص الذين لا يملكون سكنا أو مأوى أو مقّر إقامة محدد تحدياً حقيقيا. وتصعب غالبا عملية تسجيل الاشخاص لدى "مؤسسة انتخابات كندا" ممن لا يملكون بطاقة هوية مع صورة أو ليس لديهم عنوان ثابت. ولكن على الرغم من كل ذلك يحاول عدد كبير من هؤلاء الاشخاص قصارى جهدهم  من أجل ممارسة حقهم في التصويت.

وتسرد هيئة الإذاعة الكندية حكاية المواطن الكندي فرناندو لاركا الذي يعيش في أحد الأحياء الفقيرة الواقعة في الجهة الشرقية لوسط مدينة فانكوفر في مقاطعة بريتيش كولومبيا في الغرب الكندي.

يؤكد هذا الناخب الكندي بأنه في الانتخابات السابقة في البلاد قيل له أكثر من مرة بأنه لا يستطيع الانتخاب لأنه لا يملك عنوان سكن دائم ولا يملك رخصة قيادة مرفقة بصورة شمسية له.

في كل مرة أذهب فيها إلى أحد مراكز الاقتراع يقولون لي: اسمك ليس مسجلا لدينا، لماذا لا تسجّل اسمك لتحق لك المشاركة في التصويت؟

إن ما لا يعرفه الجميع أنني حاولت مرارا وتكرارا أن أفعل ذلك.

وتجدر الإشارة إلى أنه كان قد تم تعديل القانون الانتخابي في العام 2007 في عهد حكومة المحافظين بزعامة ستيفان هاربر ليصبح اجباريا تقديم بطاقة هوية تعرّف بالناخب وبوثيقة تدّل على عنوان سكنه الدائم.

ويرى عدد من الحقوقيين بأن هذا القانون يُشكل حاجزا لا لزوم له يمنع الفئات الأكثر ضعفا من أن يكون لها صوت.

يعتقد 95% من الكنديين أن المشاركة في الانتخابات هي حق ولكن يرى ثلثهم أنها مضيعة للوقت - The Canadian Press / Peter Power

يعتقد 95% من الكنديين أن المشاركة في الانتخابات هي حق ولكن يرى ثلثهم أنها مضيعة للوقت - The Canadian Press / Peter Power

ويشير المحامي الكندي جيم كويل الذي طعن دون جدوى بهذه المتطلبات الجديدة في المحكمة العليا لبريتيش كولومبيا في العام 2008 إلى أن هناك العديد من الحواجز التي تمنع المشرّدين من الادلاء بأصواتهم في الانتخابات الكندية بينها وضعهم الاقتصادي والاجتماعي وغيرها من الظروف. ولعلني أتساءل لماذا أدخلت كندا هذا التعديل إلى القانون الانتخابي؟

يذكر أنه قبل العام 2007 كان حلفان اليمين وحده كافيا أثناء التصويت.

ولكن من اليوم فصاعدا يجب على الضامن أن يشهد لشخص ما من دون هوية لكي يمارس حقّه في التصويت. وعلى هذا الضامن أن يكون هو نفسه مسجلا في مركز الاقتراع ذاته هذا ولا يمكنه أن يضمن أكثر من شخص واحد فقط.

ولعل تمركز المشردين من دون مأوى في الجهة الشرقية لوسط مدينة فانكوفر يجعل من الصعب للبعض من سكانها الاجابة على هذا الشرط.

في الانتخابات الحالية وجد فرناندو لاركا الحل لمشكلته وقدم طلبا باستصدار جواز سفر كندي عليه صورته وهو سيعمد يوم التصويت إلى إبرازه مع رسالة تفيد بمكان سكنه موّقعة من إدارة ملجأ أو مأوى في مدينة فانكوفر.

وقد أبدى فرناندو لاركا استعدادا كاملا للتضحية بمبلغ قدره 75 دولارا، وهي نفقات إدارية لاستصدار جواز السفر، وذلك من أجل ممارسة حقه في التصويت.

لعلني أشعر بأن لدي سُلطة بعض الشيء لأنه من المهم جدا أن يكون صوتنا مسموعا أكد هذا الناخب الكندي الذي يعيش حياة التشرّد.

(المصدر: هيئة الإذاعة الكندية)

فئة:سياسة، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.