جدّد الكنديّون ثقتهم بالحزب الليبرالي بزعامة جوستان ترودو في الانتخابات التشريعيّة التي جرت أمس الاثنين في كندا.
و فاز ترودو بحكومة أقليّة بعد حملة انتخابيّة استمرّت 40 يوما.
وفاز الليبراليّون بـ157 من أصل 338 مقعدا في مجلس العموم الكندي، أي اقلّ من الـ170 مقعدا الضروريّة لتشكيل حكومة أكثريّة.
وفاز حزب المحافظين بزعامة أندرو شير بـ121 مقعدا، ونال حزب الكتلة الكيبيكيّة الداعي إلى استقلال كيبيك عن الاتّحاديّة الكنديّة والذي يقدّم مرشّحيه في هذه المقاطعة دون سواها بـ32 مقعدا، ونال الحزب الديمقراطي الجديد 24 مقعدا، وحزب الخضر 3 مقاعد.
زعيم المحافظين أندرو شير الذي فاز حزبه بأعلى نسبة من أصوات الناخبين في الانتخابات التشريعيّة/Adrian Wyld/CP
وإذا كان الحزب الليبرالي متقدّما في عدد المقاعد، إلّا أنّ حزب المحافظين تقدّم من حيث التأييد الشعبي ونال 34,4 بالمئة من أصوات الناخبين، مقابل 33 بالمئة للحزب الليبرالي.
ونجح الحزب الليبرالي في الحفاظ على شعبيّته في مقاطعة أونتاريو، وخسر بعض المقاعد في مقاطعات الشرق الأطلسيّة، وفقد بعض المقاعد في مقاطعة كيبيك ، في حين حافظ حزب المحافظين على شعبيّته في مقاطعات البراري في وسط الغرب الكندي.
وفاز كافّة زعماء الأحزاب في دوائرهم الانتخابيّة باستثناء ماكسيم برنييه زعيم حزب الشعب في كندا المنشقّ عن حزب المحافظين الذي خسر في دائرة بوس في كيبيك امام مرشّح المحافظين ريشار لوهو.
وألقى جوستان ترودو بعد صدور النتائج كلمة شكر فيها مؤيّديه وأعضاء فريقه، مشيرا إلى أنّ الكنديّين من شرق البلاد إلى غربها رفضوا الانقسامات والسلبيّة، ورفضوا الاقتطاعات والتقشف وصوّتوا لصالح أجندا تقدميّة وعمل قوي في مجال التغيّر المناخي.
"لقد سمعنا صوتكم أيّها الأصدقاء. لقد أعدتم فريق عملنا الليبرالي للعمل مجدّدا في أوتاوا، في مهمّة واضحة، و سنجعل كلفة حياتكم معقولة أكثر، ونستمرّ في مكافحة التغيّر المناخي، ونُخرج الأسلحة من شوارعنا، ونواصل الاستثمار في الكنديّين": زعيم الليبراليّين ورئيس الحكومة المقبلة جوستان ترودو.
ويشير المراقبون إلى أنّ الأيّام المقبلة لن تكون للحسابات السياسيّة والقرارات فحسب وإنّما أيضا ليلتقي الزعماء والسياسيّون مع أعضاء فريقهم في نهاية حملة انتخابيّة أرهقت الجميع.
جاغميت سينغ زعيم الديمقراطيّين الجدد يلقي كلمة بعد صدور نتائج الانتخابات التشريعيّة/CBC/ هيئة الاذاعة الكنديّة
ولم يتجاهل ترودو في كلمته حالة الانقسام في البلاد، وأكّد للمواطنين أنّه أصغى إليهم، ولا سيّما في كيبيك ومقاطعات البراري في وسط الغرب، ولكن دون أن يوضح كيف يمكن أن تتأثّر قراراته بذلك.
وقد يكون مضطرّا لاقامة تحالفات وفق كلّ حالة بمفردها، مع هذا الحزب أو ذاك، ولن يكون ذلك بالأمر السهل بالنسبة له.
من جهة أخرى، شكر زعيم المحافظين أندرو شير في كلمته كلّ مؤيّديه، وكلّ المتطوّعين الذين شاركوا في حملته الانتخابيّة، مشيرا إلى أنّ الديمقراطيّة لا تقاس بعدد الأصوات في صناديق الاقتراع فحسب وإنّما أيضا بطريقة عملها وتحرّكها بعد فرز الأصوات.
وأضاف شير بأنّ المحافظين وجّهوا اشعارا لجوستان ترودو مفاده أنّهم جاهزون عندما تسقط حكومته، مشيرا إلى أنّ تراجع التأييد للزعيم الليبرالي في مختلف أنحاء البلاد.
"لقد أنجزنا اليوم ما نجح في انجازه حزبان فقط من قبل، وهو أنّنا حوّلنا حكومة كانت تتمتّع بالأكثريّة في ولايتها الأولى إلى حكومة أقليّة. وحصدنا المقاعد والدعم في سائر أنحاء البلاد، والآن وأنا اتحدّث إليكم، نحن في الطليعة من حيث تأييد الناخبين": زعيم المحافظين أندرو شير.
زعيم الكتلة الكيبيكيّة ايف فرانسوا بلانشيه قال في كلمته إنّ ما من حزب استطاع أن يحصل على الأكثريّة في مجلس العموم، وحزبه مستعدّ للتعاون مع الآخرين داخل مجلس العموم.
ايف فرانسوا بلانشيه زعيم الكتلة الكيبيكيّة يلقي كلمة مع صدور نتائج الانتخابات التشريعيّة/Radio-Canada
ويشار إلى أنّ الكتلة الكيبيكيّة ضاعفت عدد نوّابها ثلاث مرّات ، من 10أعضاء في الانتخابات الأخيرة عام 2025 إلى 32 عضوا في انتخابات الأمس.
"لا تريد الكتلة الكيبيكيّة تشكيل حكومة ولا المشاركة في أيّة حكومة. بالمقابل، يمكن للكتلة الكيبيكيّة، أن تتعاون مع أيّة حكومة. ويمكنكم الاتّكال علينا في حال كانت مقترحات الحكومة مفيدة لكيبيك": ايف فرانسوا بلانشيه زعيم حزب الكتلة الكيبيكيّة.
وأجرى جاغميت سينغ زعيم الديمقراطيّين الجدد اتّصالا هاتفيّا برئيس الحكومة المقبل جوستان ترودو بعد صدور النتائج، لم يتمّ الكشف عن مضمونه.
وأشار في كلمته إلى أنّ حزبه سيلعب دورا بنّاء وايجابيّا في البرلمان الجديد، المنبثق عن الانتخابات.
"أودّ أن تعرفوا أنّنا عندما سنعود إلى أوتاوا، سنعمل كلّ يوم على أن تكون حياتكم أفضل، وأن تكون حياة الكنديّين أفضل. وأودّ أن اهنّئ زعما الأحزاب الكنديّة الأخرى لفوزهم": جاغميت سينغ زعيم الحزب الديمقراطي الجديد.
وأكّدت اليزابيث ماي زعيمة حزب الخضر أنّ النضال مستمرّ وأنّ حكومة أقليّة هي أفضل من حكومة أكثريّة حسب رأيها.
ولوحظ خلال الانتخابات الحاليّة فوز عدد كبير من المرشّحات من مختلف الأحزاب.
فقد فازت 57 مرشّحة ليبراليّة من أصل 157 مرشّحا ليبراليّا حصدوا مقاعد في مجلس العموم.
وأوصل حزب المحافظين 22 سيّدة من بين 121 مرشّحا فائزا لديه، وفازت 9 نساء عن الحزب الديمقراطي الجديد الذي أوصل 24 نائبا إلى مجلس العموم، و وفازت 12 مرشّحة من أصل 32 مرشّحا فائزا عن حزب الكتلة الكيبيكيّة، واثنتان من أصل ثلاثة عن حزب الخضر، كما فازت المرشّحة المستقلّة جودي ولسون رايبولد، لتحتلّ النساء بذلك 96 من أصل 338 مقعدا في مجلس العموم الكندي.
ونشير إلى فوز عدد من المرشّحين من أصول عربيّة عن مختلف الأحزاب الكنديّة، نذكر من بينهم زياد أبو لطيف مرشّح المحافظين في مقاطعة ألبرتا، وفيصل الخوري المرشّح الليبرالي في مقاطعة كيبيك، وعمر الغبرا ومروان طبّارة المرشّحين الليبراليّين في مقاطعة أونتاريو، على سبيل المثال لا الحصر.
وقد خسر المرشّح عن دائرة سان ليونار سان ميشال في مقاطعة كيبيك حسن غيّة، الذي تقدّم كمرشّح مستقلّ بعد أن ألغى الحزب الليبرالي ترشيحه لغيّة بسبب تصريحات وتعليقات سابقة له اعتبرها الحزب معادية للسامية ولا تنسجم مع قيمه ومبادئه.
(راديو كندا الدولي/ راديو كندا/ سي بي سي)
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.