جوستان ترودو، زعيم الحزب الليبرالي الكندي الفائز بولاية حكومية ثانية، متحدثاً في مؤتمر صحفي في أوتاوا في 23 تشرين الأول (أكتوبر) 2019 (Adrian Wyld / CP)

دعوةٌ لحضورٍ أقوى لكيبيك في الدائرة اللصيقة بترودو في ولايته الثانية

نجح الحزب الليبرالي الكندي بقيادة رئيس الحكومة الخارجة جوستان ترودو في الحلول أولاً في مقاطعة كيبيك، مرةً أُخرى، من ضمن فوزه بحكومة أقلية في الانتخابات الفدرالية العامة التي جرت قبل عشرة أيام.

فقد نال الليبراليون 35 من مقاعد كيبيك الـ78 في مجلس العموم، أمام الكتلة الكيبيكية التي حلّت ثانية بـ32 مقعداً في المقاطعة الكندية الوحيدة ذات الغالبية الناطقة بالفرنسية.

وفي التصويت الشعبي تفوق الحزب الليبرالي أيضاً على الكتلة الكيبيكية في مقاطعة كيبيك، إذ نال 34,2% من أصوات ناخبيها مقارنةً بـ32,5% للكتلة. لكنّ غالبية أصوات الكيبيكيين الناطقين بالفرنسية ذهبت للكتلة المنادية باستقلال المقاطعة عن الاتحادية الكندية، مع الإشارة إلى أن زعيم الكتلة إيف فرانسوا بلانشيه آثر خلال الحملة الانتخابية التقليل من الكلام عن مشروع الاستقلال.

زعيم الكتلة الكيبيكية إيف فرانسوا بلانشيه (Radio-Canada)

لكنّ الليبراليين نالوا في كيبيك قبل عشرة أيام خمسة مقاعد أقل مما نالوه بقيادة ترودو أيضاً في الانتخابات السابقة عام 2015، فيما ضاعفت الكتلة الكيبيكية عدد مقاعدها أكثر من ثلاث مرات. وهذا ما يدفع نواب الحزب الليبرالي ومخططيه الاستراتيجيين إلى الاعتقاد بأن على جوستان ترودو أن يتعامل مع هذا الواقع الجديد وأنه يجب أن يكون لكيبيك حضورٌ أقوى لدى الزعيم الليبرالي في ولايته الحكومية الثانية.

"يجب الاستماع إلى كيبيك"، قال مسؤول ليبرالي، آثر ألّا يُذكر اسمه، لراديو كندا.

"وصلتنا رسالة، يجب الاستماع إليها، ويجب أن ينعكس ذلك على كافة المستويات"، قال عُضوٌ مؤثّر في مجموعة النواب والوزراء الليبراليين.وأعلى هذه المستويات الدائرة اللصيقة برئيس الحكومة.

"كايتي تيلفورد وجيرالد باتس كانا أقرب معاوني جوستان ترودو في ولايته الحكومية الأولى، وهما شخصان قادمان من الأسرة الليبرالية في أونتاريو. ورحيل باتس على خلفية قضية "أس أن سي - لافالان" قد يشكّل فرصة لاستقدام وجوه جديدة إلى الدائرة اللصيقة برئيس الحكومة، حسب بعض المسؤولين الليبراليين"، يشرح الصحفي في راديو كندا لويس بلوان.

يُذكر أن باتس صديق قديم لترودو، وكان كبير مستشاريه في ولايته الحكومية الأولى إلى أن استقال من منصبه في شباط (فبراير) الفائت على خلفية قضية "أس أن سي - لافالان"، إحدى أكبر الشركات العالمية في قطاع الهندسة والبناء والواقع مقرها الرئيسي في مونتريال، كبرى مدن مقاطعة كيبيك.

جيرالد باتس، كبير المستشارين السابق لدى رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو، خلال إدلائه بشهادته في قضية "أس أن سي - لافالان" أمام اللجنة الدائمة للعدل وحقوق الإنسان التابعة لمجلس العموم في أوتاوا في 6 آذار (مارس) 2019 (Radio-Canada)

ويعتقد بعض المسؤولين الليبراليين أن إساءة فهم الناخبين الكيبيكيين من قِبل شريحة واسعة من سائر الكنديين قد تكون ساهمت بإلحاق الأذى بحكومة ترودو على خلفية تعاطيها مع قضية "أس أن سي - لافالان".

ويرى بعض هؤلاء المسؤولين أنه يجب أن يختار ترودو من بين نواب حزبه الكيبيكيين في مجلس العموم الجديد مسؤولاً أولاً عنهم، لاسيما ليتولى الردّ على انتقادات الكتلة الكيبيكية التي بات لديها 32 نائباً في المجلس.

ولم يُقدم ترودو على هذه الخطوة في ولايته الأولى محاججاً بأن لا داعي لذلك طالما أنه هو من مقاطعة كيبيك. فترودو يمثّل في مجلس العموم دائرة "بابينو" (Papineau) الواقعة في مونتريال.

وأظهر ترودو منذ إعلان نتائج الانتخابات أنّ لديه توجهاً ينسجم مع ما يتوقعه منه مسؤولو حزبه الكيبيكيون. ففي خطاب الفوز أكد أنه سيعمل لأن "يكون صوت كيبيك مسموعاً أكثر من السابق في أوتاوا". كما أنه طلب مَشورة سفيرة كندا في فرنسا، إيزابيل هودون، في هذه المرحلة الانتقالية التي تسبق إعلان حكومته الجديدة في العشرين من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.

وهودون من مقاطعة كيبيك، وهي سيدة أعمال سابقة، ومن ضمن المناصب الإدارية الرفيعة التي تبوأتها رئاسةُ مجلس إدارة غرفة التجارة لمونتريال الكبرى (CCMM) ولمدةٍ طويلة.

(راديو كندا / راديو كندا الدولي)

رابط ذو صلة:
قراءة في نتائج الانتخابات الكندية وتحديات حكومة الأقلية الليبرالية

استمعوا
فئة:سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.