السنةُ الحالية صعبةٌ على تنظيم "الدولة الإسلامية" ("داعش"). فزعيم هذا التنظيم التكفيري المسلّح أبو بكر البغدادي قُتل نهاية الأسبوع الفائت في عملية عسكرية أميركية في شمال غرب سوريا. وفي آذار (مارس) الفائت تم القضاء عسكرياً على التنظيم، في آخر معاقله في الباغوز في شرق سوريا قرب الحدود مع العراق، بعد معارك ضارية بينه وبين "قوات سوريا الديموقراطية" المدعومة آنذاك من الولايات المتحدة.
وأمس أكّد تنظيم "الدولة الإسلامية" مقتل كل من زعيمه ومؤسسه أبو بكر البغدادي والمتحدث باسم التنظيم أبو الحسن المهاجر في العملية الأميركية. وأعلن التنظيم أنه عيّن أبو إبراهيم الهاشمي القُرشي خلفاً للبغدادي وأن مجلس الشُورى في التنظيم بايع القُرشي "أميراً للمؤمنين وخليفةً للمسلمين". كما أعلن تعيين أبو حمزة القُرشي متحدثاً باسمه خلفاً لأبو الحسن المهاجر.
وتوعّد التنظيمُ الولايات المتحدة بهجماتٍ أشدّ من التي وقعت في زمن البغدادي، ودعا أتباعه للثأر لقادتهم. وقال المتحدث الجديد باسمه "لا تفرحي أميركا بمقتل الشيخ البغدادي (...) فلقد جاءك من ينسيك أهوال ما رأيتِ".
زعيم "الدولة الإسلامية" أبو بكر البغدادي ملقياً خطبة الجمعة الموافق في 4 تموز (يوليو) 2014 في جامع النوري الكبير في الموصل، كبرى مدن شمال العراق، بصفته "الخليفة ابراهيم أمير المؤمنين" (AP / Video)
ويُذكر أن البغدادي كان قد أعلن قيام دولة "الخلافة" في العراق والشام في خطبة ألقاها بصفته "الخليفة ابراهيم أميرَ المؤمنين" يوم الجمعة 4 تموز (يوليو) 2014 في جامع النوري الكبير في الموصل، كبرى مدن شمال العراق. وكان تنظيم "الدولة الإسلامية" قد تمكن آنذاك من بسط سلطته على أكثر من ثلث مساحة العراق وسوريا.
وتشير بعض التقارير إلى أنه لا يزال لدى تنظيم "الدولة الإسلامية" آلافُ المقاتلين. ويُذكر أن التنظيم تبنى هجمات الفصح في سريلانكا التي أوقعت نحواً من 260 قتيلاً وأكثر من 500 جريح بعد شهر من القضاء على آخر معاقله في شرق سوريا.
ما مستقبل تنظيم "الدولة الإسلامية" وسائر الجماعات الإسلاموية التكفيرية بعد مقتل أبو بكر البغدادي؟ طرحتُ السؤال على الباحث في شؤون الإسلام السياسي والحركات الإسلاموية الدكتور وائل صالح، وهو بروفيسور مشارك في معهد الدراسات الدولية في جامعة كيبيك في مونتريال (UQAM) ومستشار رئيسي للأبحاث في معهد الدراسات الدينية في جامعة مونتريال ومؤسس مشارك في "معهد دراسات ما بعدَ الربيع العربي" (IEPPA).
(أ ف ب / رويترز / الجزيرة / راديو كندا الدولي)
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.