رئيس حكومة كيبيك فرانسوا لوغو تعهّد خلال حملته الانتخابيّة بإخضاع طالبي الهجرة إلى كيبيك لامتحان القيم الكيبيكيّة/Jacques Boissinot//CP

رئيس حكومة كيبيك فرانسوا لوغو تعهّد خلال حملته الانتخابيّة بإخضاع طالبي الهجرة إلى كيبيك لامتحان القيم الكيبيكيّة/Jacques Boissinot//CP

هل لامتحان القيم الكيبيكيّة مضاعفات على طالبي الهجرة؟

أثار قرار حكومة كيبيك برئاسة فرانسوا لوغو باخضاع طالبي الهجرة  الراغبين في الهجرة إلى كيبيك لامتحان القيم الكيبيكيّة ردود فعل عديدة في كندا.

وكان وزير الهجرة الكيبيكي سيمون جولان باريت قد كشف قبل أيّام عن قرار حكومة المقاطعة بفرض الامتحان على كلّ من يرغب في الهجرة إلى المقاطعة.

ويشار إلى أنّ بإمكان وزارة الهجرة الكيبيكيّة أن تختار بنفسها المهاجرين إلى المقاطعة بموجب اتّفاق موقّع  مع الحكومة الكنديّة،  لكنّ القرار النهائي المتعلّق برفض المهاجر أو قبوله منوط بالحكومة الفدراليّة.

حول قرار حكومة كيبيك وما إذا كانت له مضاعفات على طالبي الهجرة، أجريت مقابلة مع الاستاذ جوزيف دورا المحامي في مكتب فرلان ماروا لانكتو.

يقول الأستاذ دورا إنّ هنالك تقاسما في الصلاحيّات بين حكومة كيبيك والحكومة الكنديّة في ما يتعلّق باختيار طالبي الهجرة إلى كيبيك.

ومن حقّ حكومة كيبيك أن تفرض امتحان القيم الذي اعلنت عنه قبل أيّام، المتعلّق بالقيم المشتركة في المجتمع الكيبيكي، ومن بينها على سبيل المثال، المساواة بين الرجل والمرأة، والعلمانيّة وسيادة القانون، وسواها كما يقول الأستاذ دورا.

وبإمكان طالب الهجرة أن يخضع للامتحان عبر الانترنت وبإمكانه  متابعة تدريب على مدى 24 ساعة للتعرّف إلى هذه القيم.

الأستاذ جوزيف دورا المحامي في مكتب فرلان ماروا لانكتو في مونتريال/جوزيف دورا

الأستاذ جوزيف دورا المحامي في مكتب فرلان ماروا لانكتو في مونتريال/جوزيف دورا

ويذكّر  المحامي دورا بشرعة القيم الكيبيكيّة التي وضعتها الحكومة الليبراليّة المحليّة السابقة في كيبيك، ويشير إلى  أنّ الحكومة الحاليّة أضافت امتحانا للقيم.

ويعتبر المحامي جوزيف دورا أنّ لبّ الموضوع ليس في فرض امتحان للقيم، خصوصا أنّ للقيم بعدا ثقافيّا واجتماعيّا، و قرار فرض الامتحان يؤدّي لإطلاع طالب الهجرة على القيم فحسب وعلى ما يمكن أن يتوقّعه في المجتمع الكيبيكي.

ويصنّف الأستاذ دورا امتحان القيم من وجهة نظر قانونيّة كعقد معنوي غير ملزم  بين مقاطعة كيبيك وطالب الهجرة،  ولا يمكن أن تلاحق الدولة  طالب الهجرة في حال عدم التزامه به.

فالحقوق والواجبات تحدّد العلاقة الثنائيّة بين الحاكم والمحكوم، ونحن هنا بصدد امتحان قيم يرتدي ثقلا معنويّا ليس إلّا.

ويتحدّث المحامي دورا عنمّا يصفه بالتأرجح في تسميات وزارة الهجرة التي كانت تُسمّى وزارة الهجرة والمجموعات الثقافيّة، وأصبحت فيما بعد وزارة الهجرة والتنوّع والاندماج، وهي تُسمّى حاليّا وزارة الهجرة والفرنسة والاحتواء، ويشير إلى تخبّط في المصطلحات في وقت يمكن اختصار الاندماج كما يقول باللغة والمهارات والخبرة.

وقد يكون الهدف من وضع امتحان القيم توجيه رسالة سياسيّة كما يقول الأستاذ دورا، ويضيف أنّ الحكومة الكيبيكيّة تضع نفسها في مستوى الحكومة الفدراليّة، لأنّ من يريد الحصول على الجنسيّة الكنديّة يخضع لامتحان، حتّى ولو كان الامتحان الفدرالي مختلفا عن الكيبيكي.

كما أنّها رسالة إلى المواطنين الكيبيكيّين بأنّ الحكومة فرضت على من يرغب في الهجرة إلى المقاطعة أن يكون على دراية بقيمها

والمبادئ الواردة في الامتحان هي كلّها قانونيّة وأقرّتها المحاكم، ومنها على سبيل المثال الزواج  وقانون علمانيّة الدولة والمساواة بين الرجل والمرأة.

ويستبعد المحامي جوزيف دورا أن يثني امتحان القيم الراغبين في الهجرة عن تقديم طلبهم لا سيّما وأنّه امتحان سهل، وبالإمكان التدريب عليه، في حين أنّ  الاندماج يكون من خلال معرفة اللغة ومهارات المهاجر والخبرة التي يحملها معه.

وقد يكون  من الأنسب بدل فرض امتحان القيم، تسهيل حصول  المهاجر على عمل لدى وصوله، ومعادلة شهاداته.

والفرق بين امتحان الحكومة الفدراليّة وامتحان القيم الكيبيكيّة هو أنّ هذا الأخير يجري قبل أن يصل المهاجر إلى كيبيك في حين الامتحان الفدرالي يجري بعد إقامة المهاجر  لفترة محدّدة قانونيّا للحصول على الجنسيّة.

وهنالك فرق من حيث المضمون، بحيث أنّ الامتحان الفدرالي للحصول على الجنسيّة يتناول الأمور السياسيّة والجغرافيّة وتاريخ كندا وارتباطها بالعالم الخارجي، بينما امتحان القيم الكيبيكي محصور بالقيم أكثر منه بتاريخ المقاطعة كما يقول الأستاذ جوزيف دورا المحامي في مكتب فرلان ماروا لانكتو في ختام حديثه لإذاعتنا.

استمعوا

روابط ذات صلة:

إخضاع طالبي الهجرة إلى مقاطعة كيبيك لامتحانٍ للقِيم الكيبيكية

فئة:هجرة ولجوء
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.