أُثيرت ردود فعل متباينة داخل البلدة الريفية النائية فال ريتا-هارتي في شمال مقاطعة أونتاريو على تحويل كنيسة البلدة القديمة إلى مصنع للقنّب.
ولم يترك قرار تحويل مكان كان مكرسا للصلاة إلى مركز لزراعة الحشيشة لأهداف طبية، سكان القرية غير مبالين.
فلا زال لدى العديد منهم ارتباط عميق بالمبنى الذي شكّل في الماضي مكانا لعبادة الله ولإقامة الصلوات والذبائح الإلهية لدى الطوائف المسيحية.
وتقول السيدة مادلين باريل التي تقيم في البلدة بأن الإعلان عن المشروع الجديد الذي سيأخذ له مقرا في الكنيسة شكل مفاجأة كبرى بالنسبة إليها "ولم نكن نأمل إطلاقا بحدوث ذلك".
ولكن هذه المتحدثة أكدت على ثقتها بالمجلس البلدي الذي سيكون مسؤولا عمّا سيجري داخل مركز زراعة القنّب الجديد.
وتطمئن السيدة باريل إلى أن "الحكومة تحكم السيطرة على زراعة القنّب ولا شيء جديد في هذا الإطار طالما أن المكان لن يتحوّل إلى مكّب للنفايات."
وأعربت هذه السيدة عن سرورها لمعرفة أن المشتري التزم بالحفاظ على المظهر الخارجي لمبنى الكنيسة نظرا إلى أنه لا يزال يحمل قيمة رمزية بالنسبة إلى العديد من سكان المنطقة.

السيدة مادلين باريل عقدت قرانها في كنيسة بلدة فال ريتا القديمة ويعتصر قلبها لتحويل هذا الرمز الكبير في حياتها وذكرياتها إلى مركز لزراعة وتصنيع القنّب/ RADIO-CANADA / FRANCIS BOUCHARD
كان زواجي في تلك الكنيسة وعمادة أولادي الأربعة جرت مراسمها في هذه الكنيسة أيضا وثلاثة منهم عقدوا قرانهم فيها وأحفادي الأثنا عشر عدا واحد منهم فقط تعمدوا في هذه الكنيسة أيضا، لدينا ذكريات كثيرة حلوة داخل أعمدة ذلك المبنى. أحدث هذا التحويل للرمز الذي تشكله الكنيسة بالنسبة إلينا غصة ولكن في أي حال من الأحوال فإن ذلك المبنى لم يعد مأهولا ولا شيء كان يحدث داخله.
من جهتها رأت السيدة لورانس موراي المقيمة في البلدة أيضا أن المصير الذي سيشهده مبنى الكنيسة المهجور هو أفضل بكثير من الهدم والتدمير.
في النهاية تقول هذه السيدة، كان من غير المجدي هدمه، فماذا كان بالإمكان أن نفعل به؟
وتعرب سيدة أخرى من أهالي البلدة عن اغتباطها بأن البلدية قد وجدت أخيرا طريقة للاستفادة من الكنيسة القديمة لتحفيز الاقتصاد وتوفير الوظائف.
تقول السيدة ميلاني بريفو إنه بمجرد حدوث أي نشاط في قرية صغيرة مثل قريتنا فهذا أمر جيد. عليك أن تتبع القانون وأن يكون لديك عقل متفتح ولا ضارة في استهلاك الاشياء بطريقة جيدة.
هذا وأثار خبر تحويل الكنيسة إلى مصنع للقنّب في تلك البلدة ردود فعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي أيضا.
وتندد السيدة مارلين بيلنجيه عبر فيس بوك بالمهمة الجديدة داخل مبنى الكنيسة القديمة وهي كتبت تقول:
لقد جهد آباؤنا بكّدٍ وتعب من أجل بناء هذه الكنائس ودعمها ماليا. اجعلوا منها مسارحا أو متاحف ولكن ليس مستودعات ولا مصانع للقنّب.
على خلاف هذا الكلام، رحبّت صوفي ديجاردين من جهتها بوصول شركة تصنيع القنب إلى بلدتها وكتبت تقول:
إنّه باعتقادي استثمار جيد جدا لضمان استمرارية هذا المجتمع الصغير الجميل وهو مصدر دخل ممتاز.
تجدر الإشارة إلى أن مركز صناعة القنب الجديد سيقوم بزراعة 600 كيلوغراما من القنب بحد أقصى سنويا. وينتظر أن تعمد البلدية إلى تغيير نشاط هذه المنطقة التي تقع فيها الكنيسة قبل أن تبدأ المؤسسة الجديدة نشاطها الخاص بتصنيع القنّب لأغراض طبية.
(المصدر: هيئة الإذاعة الكندية، الصحافة الكندية)
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.