رئيس الحكومة الليبرالية المقبلة جوستان ترودو (إلى اليمين) مجتمعاً أمس في مكتبه في مبنى البرلمان الفدرالي في أوتاوا بزعيم الكتلة الكيبيكية إيف فرانسوا بلانشيه (Sean Kilpatrick / CP)

انزعاج المحافظين المعارضين في أوتاوا والحاكمين في ألبرتا من ترودو وبلانشيه

أزعج التفاهم بين رئيس الحكومة الليبرالية المقبلة جوستان ترودو وزعيم الكتلة الكيبيكية إيف فرانسوا بلانشيه حول عدد من الملفات وكلامُ بلانشيه عن الغرب الكندي كلاً من زعيم حزب المحافظين الكندي أندرو شير ورئيس حكومة مقاطعة ألبرتا جايسن كيني.

"المشكلة الفعلية هي أن جوستان ترودو يقوم منذ عدة سنوات بزرع البذور لخطاب تقسيمي شبيه بخطاب السيد بلانشيه"، قال شير، زعيم المعارضة الرسمية في مجلس العموم الجديد، في بيان أصدره اليوم، مضيفاً أن "ترودو قام بشيطنة العاملين في قطاع الطاقة وأخرج مئات الآلاف منهم من وظائفهم، ويجوب العالم حاملاً رسالة مفادها أنه يريد إزالة قطاع الطاقة الكندي بشكل تدريجي".

زعيم حزب المحافظين الكندي أندرو شير ملقياً خطاباً في تورونتو في 28 أيار (مايو) 2019 (Cole Burston / CP)

وكان ترودو قد استقبل أمس بلانشيه في مكتبه في مبنى البرلمان الفدرالي في أوتاوا، في إطار الاجتماعات التي يعقدها مع زعماء الأحزاب الممثلة في مجلس العموم المنتخب في 21 تشرين الأول (أكتوبر) الفائت.

وخلال الاجتماع قال ترودو "أعرف أن هناك الكثير من المواضيع التي نتفق حولها بشكل كُلي، إن بالنسبة لمواجهة تكاليف المعيشة، لاسيما لكبار السن، أو للدفاع عن نظام إدارة العرض (للألبان والدواجن والبيض) ومكافحة التغيرات المناخية وضمان مراقبة الأسلحة النارية"، مضيفاً "هناك الكثير من المواضيع التي سنتمكن من الاصطفاف إزاءها، وبالطبع هناك مواضيع ستكون لنا حولها محادثات أكثر صرامة".

ومن جهته اتفق زعيم الكتلة الكيبيكية مع ما قاله ترودو من أن هناك مواضيع "لن نتفق حولها ونعرفها مسبقاً"، في إشارة منه إلى قانون علمانية الدولة في مقاطعة كيبيك الذي تدعمه الكتلة ويعارضه حزب ترودو الليبرالي، مضيفاً في حديث مع الصحفيين عند خروجه من الاجتماع "لكني أعتقد أن هناك الكثير من العناصر، وهذا أمر طبيعي في إطار حكومة أقلية، يمكن التوافق حولها أكثر، وأتوقع خطابَ عرشٍ قادراً على أن يجمع حوله كافة الأحزاب السياسية الممثلة في مجلس العموم، وبعد ذلك فقط سننظر في التفاصيل وإلى أي مدى يجب التفاوض".

جلسة لمجلس العموم الكندي في أوتاوا (Adrian Wyld / CP)

ويشكل خطاب العرش برنامجَ عمل الحكومة الجديدة وعلى أساسه تخضع الحكومة لتصويت بالثقة في مجلس العموم، وبما أن حكومة ترودو المقبلة التي سيعلن تشكيلتها يوم الأربعاء القادم هي حكومة أقلية، ستحتاج الحكومة لدعم حزب آخر على الأقل.

وحصل الليبراليون في الانتخابات الأخيرة على 157 من مقاعد مجلس العموم الـ338، 35 منها في مقاطعة كيبيك البالغة حصتها في المجلس 78 مقعداً. ونالت الكتلة الكيبيكية، التي لا تقدّم مرشحين سوى في كيبيك، 32 مقعدا.

رئيس حكومة حزب المحافظين المتحد في ألبرتا، جايسن كيني (Chris Wattie / Reuters)

وفي ما يتعلق بالغرب الكندي، لاسيما بمقاطعتيْ ألبرتا وساسكاتشيوان، على التوالي أغنى مقاطعتيْن بالنفط وحيث لم يحصل الليبراليون على أي مقعد في الانتخابات الأخيرة، وفي ظل الحديث عن تنامي الرغبة فيهما بالانفصال عن كندا، قال زعيم الكتلة الكيبيكية الداعمة لاستقلال كيبيك عن كندا إنه إذا ما سعى القادة هناك "لإنشاء دولة خضراء (بيئية) في الغرب الكندي قد أفكر بمساعدتهم. (لكن) إذا ما حاولوا إنشاء دولة نفطية في الغرب الكندي فلا يمكنهم توقع مساعدةٍ منّا".

وردّ رئيس حكومة ألبرتا، زعيمُ حزب المحافظين المتحد (UCP) جايسن كيني، بشدة على كلام بلانشيه، متوجهاً إليه وإلى مقاطعة كيبيك الرافضة لعبور أنابيبِ نفط جديدة في أراضيها لتصدير نفط الغرب من ساحل الأطلسي بالقول سائلاً "إذا كنتم تعارضون لهذه الدرجة الطاقة التي ننتجها في ألبرتا، فلماذا إذاً أنتم حريصون للغاية على أخذ المال الذي ينتجه عمال حقول النفط في هذه المقاطعة وفي الغرب الكندي؟"، في إشارةٍ منه إلى المبلغ الذي تحصل عليه كيبيك في إطار برنامج "مدفوعات المساواة" (equalization payments) الفدرالي والذي بلغ 13,1 مليار دولار هذه السنة.

جزء من أنبوب نفط "ترانس ماونتن" الذي ينقل حالياً 300 ألف برميل من النفط يومياً من ألبرتا إلى فانكوفر الكبرى، وهذه الكمية مرشحة للتضاعف ثلاث مرات إذا ما جرى مد أنبوب ثان مواز للأنبوب الحالي / راديو كندا

وكان ترودو قد ذكّر الشهر الفائت بأنه ينوي السير قُدماً في تنفيذ مشروع توسيع أنبوب "ترانس ماونتن" (Trans Mountain) الذي يتيح نقل 890 ألف برميل من النفط يومياً من مقاطعة ألبرتا إلى فانكوفر الكبرى على ساحل المحيط الهادي بدلاً من الـ300 ألف برميل التي ينقلها الأنبوب حالياً، كي تبيع كندا المزيد من نفطها في الأسواق العالمية بسعر أفضل من الذي تحصُل عليه في سوق الولايات المتحدة، جارتها البرية الوحيدة.

وكانت حكومة ترودو الأولى قد اشترت هذا الأنبوب ومشروع توسيعه من شركة "كيندر مورغان" الأميركية في كانون الثاني (يناير) الفائت بقيمة 4,5 مليارات دولار.

(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا / سي بي سي/ راديو كندا الدولي)

استمعوا
فئة:سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.