متظاهرون عراقيّون في بغداد وجها لوجه مع قوّات الأمن في 25-11-2019/Khalid Al-Mousily/ Reuters

متظاهرون عراقيّون في بغداد وجها لوجه مع قوّات الأمن في 25-11-2019/Khalid Al-Mousily/ Reuters

العصيان المدني مستمرّ في العراق وسط قمع السلطات للمحتجّين

فتحت قوّات الأمن العراقيّة النار أمس الأحد على المتظاهرين الذين احتشدوا في بغداد وفي عدد من مدن الجنوب العراقي، وتسبّبت المواجهات في وقوع تسعة قتلى وعدد من الجرحى.

ويشهد العراق منذ مطلع تشرين الأوّل أكتوبر الفائت موجة احتجاج عارمة، ضدّ الفساد والفقر البنى التحتيّة المنهارة  وتردّي الأوضاع المعيشيّة والخدمات وتفشّي البطالة في أوساط الشباب.

ولم تنجح  الاصلاحات الخجولة التي قدّمتها الحكومة لتهدئة الشارع في تلبية مطالب المحتجّين الذين يصرّون على استقالتها.

يقول الدكتور عمّار حسين صبيح أستاذ هندسة الميكانيك والناشط الكندي العراقي في حديث أجريته معه عبر الهاتف من مونتريال  إنّ ما يجري في العراق هو ثورة حقيقيّة يشارك فيها الأطفال والشباب والنساء والشيوخ.

والثورة، كما يقول، هي ضدّ نظام فاسد ليس بسبب سرقة الأموال وتدمير البنى التحتيّة وإنّما بسبب ولائه لدول الجوار أكثر من ولائه للعراق.

سيّدة عراقيّة ترسم جداريّة في أحد شوارع بغداد في 21-11-2019/Khalid Al-Mousily/Reuters

سيّدة عراقيّة ترسم جداريّة في أحد شوارع بغداد في 21-11-2019/Khalid Al-Mousily/Reuters

ورموز النظام يتبعون الجهة التي تمدّهم بالمال ليتفّذوا أجندا لصالح هذه الدولة أو تلك، وبصورة خاصّة ايران والسعوديّة وتركيا  كما يقول د. صبيح.

والشباب العراقي شاهد ما يحدث منذ ستّ عشرة سنة على الاحتلال الأميركي للعراق الذي أوصل إلى السلطة أكثر الناس فسادا.

وازدادت الأمور سوءا من سنة إلى أخرى، وآن وقت الثورة لتغيير النظام السياسي العراقي والوجوه التي جاءت لتدمير العراقي كما يقول ضيفي.

ويتحدّث الد. صبيح عن تخبّط كبير داخل الحكومة العراقيّة لأنّ أيّ تغيير يحدث يؤدّي إلى نهاية الفساد و نهاية الأحزاب والسياسيّين المنتفعين منه.

ولهذا السبب، لا تقدّم الدولة حلولا ناجعة ، ولم تعد ممارساتها تنفع مع شباب وضعوا حياتهم على المحكّ نتيجة وعي كامل  وليس نتيجة فوضى كما يحلو للبعض أن يقول.

وثمّة قناعة لدى المحتجّين بأنّه لا بدّ من تغيير النظام  و محاكمة كلّ الذين عبثوا بأمن العراق واقتصاده، والحلّ بالتالي لن يأتي من النظام الذي هو أساس المشكلة كما قال د. عمّر حسين صبيح.

وأضاف  ردّا على سؤالي بأنّ المسألة أكثر تعقيدا من الاعداد للموازنة، وتحدّث عن كمّيات كبيرة من النفط العراقي يتمّ تهريبها لصالح أحزاب سياسيّة، وعن  فاسدين يسرقون مقدّرات العراق .

والحكومة تراهن على عامل الوقت، وتعتبر أنّ الشعب سيملّ من المظاهرات بسبب الشتاء، كما تراهن على الرشاوى لبعض الوظائف، ولكنّ كلّ ذلك لم يعد يجدي نفعا.

والحلول الترقيعيّة لم تعد تنفع، والشعب يعي تماما الحاجة إلى خلق شيء جديد بعيد عمّا هو موجود حاليّا كما يقول د. صبيح.

وكلّ زعماء الأحزاب لديهم مليارات الدولارات في مصارف أجنبيّة، وفي عقارات بملايين الدولارات في أوروبا وكندا وأميركا، اشتروها من مال العراقيّين،  ولا بدّ من استلرجاعها كلّها كما يقول الناشط الكندي العراقي.

ويشير د. عمّار حسين صبيح أستاذ هندسة الميكانيك إلى  الدور الذي تلعبه  المرأة العراقيّة في حركة الاحتجاج.

والمرأة كما يقول ضيفي، مكوّن مهمّ في أيّ مجتمع كان، والمرأة العراقيّة هي الأمّ والزوجة والطالبة والطبيبة، ومساهمتها كانت خجولة في بداية حركة الاحتجاج، ولكنّها أصبحت اليوم فاعلة للغاية.

فهنالك طبيبات ومسعفات ومتظاهرات يقمن بدور مساند للرجال لإتمام المظاهرات وانجاحها، والمرأة العراقيّة من كلّ فئات الأعمار هي داعمة حقيقيّة للمظاهرات وعنصر مهمّ للتغيير،  وما يجري بداية النهاية للنظام الحالي في العراق كما قال د. عمّار حسين صبيح في ختام حديثه لإذاعتنا.

استمعوا
فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.