حصّل فازكين حبيب شهادة في الهندسة وعلّقها في البرواز إرضاء لوالديه لينطلق هو في عالم آخر مختلف كليا.
مسيرة ضيفي اليوم تؤكد أن الفن لا يُدّرس وهو موهبة وغريزة فطرية ننميها ونهذبها ونصقلها فحسب.
لم يعمل ابن حلب المقيم في مونتريال منذ نحو ثلاث سنوات في حياته قط بشهادة الهندسة بل هو متفرّغ كليا لتدوين وكتابة نوتات الأغنيات لمختلف الآلات الموسيقية ولتدريس آلة البيانو والغناء والموسيقى وقلّما أثرّت الأمكنة جغرافيا في نتاجه وشغفه وعطائه.
أمر واحد فقط يحّن إليه ضيفي اللاجئ السوري في كندا وهو نتاجه الأدبي الموسيقي الذي تركه في مكتبة بيته في حلب. علما أن فازكين حبيب الاسم المعروف في الأوساط الموسيقية في الشرق الأوسط، نشر كتبا عديدة دوّن فيها مختارات من أروع الألحان في تراث الموسيقى الشرقية والأرمنية في شكل خاص. ويقول فازكين حبيب إن الآلاف من نسخ هذه الكتب نفذت كلّها في الأسواق والمكتبات العربية وهو يحتفظ بنسخة واحدة منها في منزله الأم...
إنها نسخ مطبوعة أصبحت نادرة اليوم مع تنامي العصر الرقمي وأنا بشوق لأن أغمرها وأقلّب صفحاتها الورقية، فهي كفيلة بإعادتي إلى الزمن الماضي الجميل، علواه لو استطيع أن أحضر هذه الكتب كلّها من سوريا، فهي رأس مالي وفخري.
ولعّل فازكين حبيب لا يعيش على أمجاد الماضي فحسب بل هو يكمل مسيرته في كندا أيضا في محراب النوتة والنغم وآجلا سيُدرج موقعا الكترونيا ينشر عليه نوتات الاغنيات الشهيرة في كل الثقافات وعلى الأخص تلك التي يصعب العثور عليها في المكتبات الموسيقية الكندية. إضافة إلى ذلك يطلق فازكين حبيب قريبا في مونتريال جوقة "أنغام" الغنائية التي ستضطلع بالإنشاد بشتى اللغات.
فرقة "كنارة" الموسيقية في التحية الختامية لحفلها الباكورة الذي أحيته مؤخرا في كنيسة مار أفرام لطائفة السريان الكاثوليك في مدينة لافال ونرى في الصورة فازكين حبيب يتوسط أعضاء الفرقة إلى جانبة الأسقف أنطوان ناصيف وهو مطران السران الكاثوليك في كندا/بعدسة كوليت ضرغام
هذا وكنت حضرت مؤخرا في مونتريال الحفل الباكورة لفرقة "كنّارة" الموسيقية التي أسسها فازكين حبيب أيضا وجمعت عازفين هواة ومحترفين درّبهم وقادهم وكتب نوتات آلاتهم جميعا.
في المقابلة المصورّة في استديوهاتنا مع فازكين حبيب غوص في عالم النوتة وتساؤل حول الهوية والانتماء في حياة من عاش في بلدان وثقافات وحضارات مختلفة.
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.