متظاهرون عراقيّون ينقلون جريحا أصيب في مظاهرة في النجف في 01-12-2019/Alaa Al-Marjani/Reuters

متظاهرون عراقيّون ينقلون جريحا أصيب في مظاهرة في النجف في 01-12-2019/Alaa Al-Marjani/Reuters

زخم المظاهرات مستمرّ في العراق بعد استقالة رئيس الحكومة

استمرّت مظاهرات الاحتجاج في العراق وازدادت زخما في بعض أنحاء البلاد، بعد قبول مجلس النواب استقالة رئيس الحكومة عادل عبد المهدي.

وقد  استقالت حكومة عبد المهدي بعد شهرين على انطلاق المظاهرات الحاشدة  احتجاجا على الفساد المستشري والأوضاع المعيشيّة الصعبة، وللمطالبة بتغيير النظام.

وأوقعت المواجهات بين قوّات الأمن والمتظاهرين ما يزيد على 420 قتيلا منذ انطلاق حركة الاحتجاج مطلع تشرين الأوّل أكتوبر الفائت.

واليوم، احرق المتظاهرون القنصليّة الايرانيّة في مدينة النجف ذات الأغلبيّة الشيعيّة للمرّة الثانية في غضون أيام قليلة، واستمرّت كذلك المظاهرات في العاصمة بغداد.

تناولت الأوضاع في العراق في مقابلة أجريتها مع الكاتب والاعلامي الكندي العراقي الأستاذ جورج منصور، الوزير السابق في حكومة إقليم كردستان العراقي الذي عاد قبل أيّام من زيارة للوطن الأمّ.

يقول الأستاذ منصور إنّه لم يلمس أيّ تحسّن على الاطلاق، على صعيد الخدمات الاجتماعيّة  والخدمات الأساسيّة التي يحتاجها الناس ، من ماء وكهرباء في بغداد ومناطق جنوب العراق.

والوضع متأزّم في مختلف أنحاء البلاد، ولم يحدث أيّ تغيير كفيل بإقناع الناس بعدم التظاهر، والبطالة متفشّية في أوساط الشباب وخرّيجي الجامعات كما قال الأستاذ جورج منصور.

متظاهرون عراقيّون عند جسر الأحرار في بغداد في 02-12-2019/REUTERS/Khalid al-Mousily

متظاهرون عراقيّون عند جسر الأحرار في بغداد في 02-12-2019/REUTERS/Khalid al-Mousily

ولم تنجح استقالة رئيس الحكومة في تهدئة الشارع، وكان ينبغي أن يستقيل عادل عبد المهدي وطاقمه الحكومي قبل شهرين، وهو يتحمّل الدماء التي أريقت في العراق منذ بدء المظاهرات، وهنالك دعوات لمحاكمته لاستخدام القتل واللجوء إلى القوّة كما قال الأستاذ منصور.

وقوّات الأمن اعتمدت على القانون 111 الصادر عن مجلس قيادة الثورة السابق المنحلّ، والذي تنصّ  إحدى مواده على أنّ  كلّ من يقوم بأعمال التخريب والهدم يعاقب بالسجن أو الاعدام، واستفادت منه لضرب المحتجّين الذين يتظاهرون سلميّا.

والمتظاهرون يطالبون بحقوقهم البسيطة في بلد غني مثل العراق، و بعد العام 2003، هذه أوّل حكومة أقالها الشعب العراقي على يد وسائل التواصل الاجتماعي كما قال الأستاذ منصور.

و ردّا على سؤالي حول إقدام المتظاهرين على احراق القنصليّة الايرانيّة مرّتين في غضون أيّام في النجف، يشير إلى وجود غضب واستياء كبيرين من التدخّل الايراني السافر كما يقول، في الشأن العراقي.

فمنذ العام 2003، لا تتمّ أيّة تعيينات على أيّ مستوى كان دون علم ايران وموافقتها، ورئيس الحكومة المستقيل ردّ ذات مرّة على سؤال لأحد الصحفيّين عمّا إذا كانت المخدّرات تأتي إلى العراق من ايران، بالقول إنّها تأتي من الأرجنتين، والتعتيم على التدخّل الايراني بلغ مرحلة متقدّمة ، لدرجة أنّ الحديث عنه لم يعد يرتدي طابعا مقدّسا، بل المقدّس هو الشعب العراقي والتظاهرات والدماء التي تسيل من أجل حقوق مشروعة،ليس للشباب فحسب وإنّما لمجموع الشعب العراقي كما قال ضيفي.

ومطالب المحتجّين واضحة، وهم يريدون تغيير النظام السياسي في البلاد، وتغيير الدستور ومفوضيّة الانتخابات، وشلّ يد كلّ من يتدخّل بشكل سافر في الشأن العراقي.

فالقضيّة عراقيّة، وينبغي أن تكون هنالك هيبة عراقيّة وهويّة عراقيّة، ورغم أنّه لا يجوز حرق أيّة قنصليّة، إلّا أن  زمام الأمور أفلت من يد الحكومة التي باتت تتحدّث عن طرف ثالث يقتل المحتجّين، والحكومة التي لا تعرف من يقتل أبناءها هي بالتأكيد فاشلة كما قال الكاتب والاعلامي الكندي العراقي جورج منصور.

واعرب عن اعتقاده بأنّ المظاهرات ستستمرّ دون توقّف إلى أن تتحقّق مطالب المتظاهرين،التي لا تُختصر بتغيير رئيس الحكومة والحكومة وإنّما بتغيير النظام السياسي بأكمله، وإعادة الهيبة واللحمة الوطنيّة إلى العراق، وإلى أن تنتفي الفروقات بين عراقي وآخر بغضّ النظر عن انتمائه الديني والمذهبي.

ويشير جورج منصور إلى صفات الفهم والمعرفة والادراك الواسع التي  يتمتّع بها المتظاهرون أبناء الجيل الجديد  ما بعد 2003،  الذين لم يعرفوا  البعث ولم يعرفوا النظام السابق، ويعرف ون من خلال وسائل التواصل الاجتماعي كيف يعيش الآخرون حول العالم، وكيف يعيشون هم.

فالعراق غنيّ بنفطه الذي يدرّ عائدات بمليارات الدولارات تذهب إلى جيوب الفاسدين الكبار، وهم مستعدّون للمضيّ قدما في حركة الاحتجاج لتغيير الأوضاع التي يعيشونها قال الأستاذ منصور خاتما حديثه للقسم العربي.

استمعوا
فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.