هل التدخين الالكتروني بديل آمن للسيجارة العاديّة؟

يوم بدأ استخدام  السيجارة الالكترونيّة، ظنّ الكثيرون أنّها تشكّل بديلا أقلّ خطورة وأنّها تساعد المدمنين في الإقلاع عن التدخين.

واليوم، وبعد نحو عقد من الزمن، بدأ الحديث يتنامى عن مخاطر التدخين الالكتروني، ومضاعفاته على الصحّة، وبصورة خاصّة، على صحّة الشباب.

و قد أظهرت التجارب السريريّة أنّ السيجارة الالكترونيّة  تحوي مركّبات عضويّة  مثل البنزألدهيد و البوليغون قد تكون ضارّة حسبما أفاد به تحقيق اجرته سي بي سي هيئة الاذاعة الكنديّة الشهر الفائت.

وقد يشكّل البوليغون Pulegone خطرا على صحّة الانسان في حال تنشّقه بكميّات كثيفة، وقد يكون مسرطِنا، وقد منعت وكالة الغذاء والدواء الأميركيّة استخدامه كإضافات غذائيّة عام 2018 بعد أن اظهرت التجارب المخبريّة أنّه تسبّب  بإصابة الحيوانات بالسرطان.

ويفيد تقرير سي بي سي بأنّ نسبة المدخّنين الكنديّين تراجعت من نحو 50 بالمئة قبل نصف قرن إلى 15 بالمئة حاليّا.

واعتقد البعض أنّ السيجارة الالكترونيّة قد تساهم في خفض هذه النسبة، وفي حثّ من تبقّى من المدخّنين على الاقلاع عن هذه العادة.

لكنّ الآمال تلاشت خصوصا عندما ظهرت حالات من أمراض الرئة المرتبطة بالتدخين الالكتروني في الولايات المتّحدة ، وهنا في كندا، تحقّق وزارة الصحّة في نحو اثنتي عشرة حالة قد تكون لها علاقة بالتدخين الالكتروني هي الأخرى.

وتمّ اجراء التجارب على العديد من السوائل التي تحوي النيكوتين في مركز الأبحاث الأميركي في بافالو في ولاية نيويورك في الأميركيّة.

وأظهرت التجارب وجود كميّات عالية من النيكوتين، علما أنّ وزارة الصحّة الكنديّة لا ترغم منتجي السجائر الالكترونيّة على وضع معلومات على علب السجائر.

ويفيد تقرير سي بي سي بأنّ ربع تلاميذ المرحلة الثانويّة في كندا يستخدمون السيجارة الالكترونيّة، والعدد يتنامى، ومحاولات وقف التدخين لم تفلح بعد رغم أنّ الكلّ يدرك مضار السيجارة الالكترونيّة كما قال بعض الطلّاب الذين تحدّثوا إلى سي بي سي.

"نرى على موقع إنستغرام الكثير من مستخدمي السيجارة الالكترونيّة المرتاحين لتجربتهم، والناس في هذه الأيّام ليسوا حذرين بما يكفي رغم أنّهم يدركون العواقب، قالت المتحدّثة الأولى، واستغربت ثانية أن يكون التدخين الالكتروني قد أصبح أمرا عاديّا، ويعرف الكثيرون العواقب الناجمة عنه. وتساءلت كيف يمكن أن يستمرّ من يدرك العواقب في التدخين وكأنّ الأمر عادي" كما قالت.

ويفيد تقرير سي بي سي بأنّ بعض المدخّنين يستخدمون في آن معا السيجارة العاديّة والسيجارة الالكترونيّة، ولم تساعدهم هذه الأخيرة في الاقلاع عن التدخين.

وتشير الأبحاث إلى أنّ التدخين الالكتروني فشل في مساعدة المدخّنين على الاقلاع عن عادتهم في ما بين 85 إلى 95 من الوقت.

ورغم إدراك الشباب لمخاطر السيجارة الالكترونيّة ، إلّا أنّ استخدامهم لها  مستمرّ، وقد لا تكون المسؤوليّة حكرا عليهم فحسب دون سواهم.

"إنّه لمن المحزن أن يستغلّ البعض حرّيتهم للقيام بأمور مثل التدخين الالكتروني. وأعتقد أنّه من المؤلم أنّ الذين ينتجون السيجارة الالكترونيّة يستهدفوننا بالدرجة الأولى، دون أن يدركوا أنّنا قادة المستقبل، وينبغي أن تهتمّوا بنا بدل قتلنا" كما قالت طالبة كنديّة تحدّثت إلى سي بي سي.

ويبقى السؤال: هل التدخين الالكتروني أكثر أمانا من السيجارة العاديّة؟

المؤكّد أنّ مضاعفاته على صحّة المدخّن ليست محمودة، أقلّه بالنسبة للشباب، فضلا عن أنّ آلاف المواد الكيمياويّة تدخل إلى رئة المدخّنين، والتجارب المخبريّة بشأنها ليست مشجّعة حسبما ورد في تقرير سي بي سي.

(راديو كندا الدولي/ سي بي سي/ هيئة الاذاعة الكنديّة)

استمعوا