رئيس الحكومة الفدرالية جوستان ترودو يصغي إلى حاكمة كندا العامة جولي باييت وهي تقرأ خطاب العرش أمام البرلمانيين في مجلس الشيوخ في أوتاوا في 5 كانون الأول (ديسمبر) 2019 (Chris Wattie / CP)

خطاب العرش: دعوة من حكومة الأقلية الليبرالية للتعاون بين كافة الأحزاب

قدّمت اليوم حكومة جوستان ترودو الجديدة خطاب العرش. ويشكل هذا الخطاب برنامج عمل الحكومة، وعلى أساسه تخضع لتصويت بالثقة في مجلس العموم.

ووفقاً للتقليد المتّبع قامت حاكمة كندا العامة، وهي جولي باييت منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2017، بقراءة الخطاب أمام أعضاء مجلسيْ العموم والشيوخ في مقر مجلس الشيوخ، وهو حالياً مقر مؤقت. ويُمثل حاكم كندا العام ملكةَ إنكلترا، إليزابيث الثانية، التي هي أيضاً ملكة كندا.

وشدّد الخطاب الذي أعدته حكومة ترودو الليبرالية على أهمية التعاون بين مختلف الأحزاب الممثلة في مجلس العموم.

ويكتسب هذا التعاون أهمية كبرى في ظل حكومة أقلية، كما هي حال حكومة ترودو الجديدة المنبثقة عن الانتخابات الفدرالية العامة التي جرت في 21 تشرين الأول (أكتوبر) الفائت والتي حل فيها الحزب الليبرالي بقيادته أولاً بـ157 مقعداً من أصل 338 مقعداً في مجلس العموم، أي أنّه كان بحاجة لـ13 مقعداً إضافياً للفوز بحكومة أكثرية مثل حكومته السابقة.

أعضاء مجلسيْ العموم والشيوخ يصغون بعد ظهر اليوم لخطاب العرش الذي تتلوه حاكمة كندا العامة جولي باييت في المقر المؤقت لمجلس الشيوخ في أوتاوا (Chris Wattie / CP)

"تدرك الحكومة أنّ عليها العمل مع البرلمانيين للتوصل إلى نتائج، والتفويضُ الذي حصلت عليه في الانتخابات الأخيرة هو نقطة انطلاق وليس الكلمةَ الأخيرة. الحكومة منفتحة على الأفكار الجديدة التي تصدر عن جميع البرلمانيين والأطراف المعنية والموظفين العامين و(المواطنين) الكنديين"، جاء في خطاب العرش الذي قرأته الحاكمة العامة فيما كان رئيس الحكومة جالساً على مقربةٍ منها.

وذكر الخطاب أن فكرةً كتوسيع نطاق الرعاية الطبية المجانية ليشمل خدمات طب الأسنان هي جديرةٌ بالدرس، و"شجّع" البرلمان على القيام بذلك.

ويُذكر هنا أنّ هذه الفكرة هي للحزب الديمقراطي الجديد، اليساري التوجه، الذي وعد زعيمه جاغميت سينغ خلال الحملة الانتخابية الأخيرة بتحقيقها في حال وصوله إلى السلطة.

"يعتقد البعض أنّ حكومات الأقلية غير قادرة على إنجاز أعمال. لكنّ تاريخ كندا يقول لنا عكس ذلك"، أضافت حكومة ترودو في خطاب العرش.

حاكمة كندا العامة جولي باييت (إلى اليمين) خلال قراءتها خطاب العرش اليوم في المقر المؤقت لمجلس الشيوخ في أوتاوا (Fred Chartrand / PC)

وبشكل عام استعاد خطاب العرش الأفكار الرئيسية التي أعادت الليبراليين بقيادة ترودو إلى السلطة.

"أيها البرلمانيون الأعزاء، الكنديون يتكلون عليكم لمكافحة التغيرات المناخية وتعزيز الطبقة المتوسطة والسير قُدماً على طريق المصالحة (مع السكان الأصليين) وتأمين صحة الكنديين وسلامتهم ووضع كندا في موقع ملائم لضمان نجاحها في عالم مضطرب"، جاء في خطاب العرش الذي قرأته الحاكمة العامة.

وأكدت الحكومة في هذا الخطاب أنّ تخفيض الضرائب لـ"جميع الكنديين باستثناء الأكثرِ ثراءً" سيكون الإجراء الأول الذي ستتخذه.

وفي موضوع يتصل بسلامة الكنديين وعدت حكومة ترودو بفرض حظر على الأسلحة النارية ذات "الطراز العسكري".

ودافعت حكومة ترودو في الخطاب عن الضريبة على الكربون كأحد إجراءات تخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة. لكنها أضافت أنها مدركة للقلق الاقتصادي "المبرَّر والهام" السائد في بعض مناطق كندا، في إشارةٍ إلى ألبرتا وساسكاتشيوان، على التوالي أغنى مقاطعتيْن بالنفط، دون ذكرهما بالاسم، مجددةً التعهد بإيصال الموارد الكندية إلى أسواقٍ جديدة، في إشارةٍ منها إلى عزمها على تنفيذ مشروع توسيع أنبوب "ترانس ماونتن" لنقل النفط من ألبرتا إلى ساحل مقاطعة بريتيش كولومبيا، دون ذكره بالاسم أيضاً.

الرئيس الجديد لمجلس العموم أنتوني روتا متوجهاً إلى أعضاء المجلس عقب انتخابه اليوم (Adrian Wyld / CP)

وسبق خطابَ العرش اليوم انتخابُ رئيس جديد لمجلس العموم. وفاز بهذا المنصب النائب الليبرالي أنتوني روتا الذي فاز في الانتخابات العامة الأخيرة بمقعد دائرة "نيبيسينغ – تيميسكامينغ" (Nipissing – Timiskaming) في أونتاريو لمرة خامسة.

وتنافس روتا مع أربعة مرشحين آخرين لمنصب رئيس مجلس العموم، من بينهم رئيس المجلس السابق جيف ريغان، الليبرالي أيضاً.

وفي الخطاب الذي ألقاه بعد فوزه بمنصبه الجديد دعا روتا زملاءه النواب من كافة الأحزاب إلى أن قدوة للمواطنين عندما يتناولون الكلام في المجلس، في إشارةٍ منه إلى النقاشات التي تكون حامية جداً في بعض الأوقات والتي لا تخلو من نبرةٍ عالية.

"عندما تقفون لتناول الكلام تأكدوا من أنّ أصدقاءنا وعائلاتنا وأولادنا وأهلنا (الذين يستمعون إلينا) هم فخورون بنا. هذا كل ما أطلبه"، قال روتا.

وأضاف روتا في خطابه أنه "فخور جداً" بأن يكون "أول رئيس (لمجلس العموم) من أصل إيطالي".

(سي بي سي / راديو كندا / وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا الدولي)

استمعوا
فئة:سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.