نسب شيّا: جرحُ الوطن أكثرُ إيلاما وأنت بعيدٌ عنه

دفعت "الحرب اللبنانية والأوضاع الاقتصادية الصعبة" السيدة نسب شيّا إلى الهجرة إلى كندا قبل 25 عاما ولم تغيّر السنون شيئا في حبها والتزامها بقضايا أهل بلدها الأم.

ناشطة فنية أسست تجمع Le Levant للفن التشكيلي في مونتريال، حوّل الحراك الشعبي في لبنان الذي حمل شعار "لبنان ينتفض" نسب شيّا إلى ناشطة سياسية.  و"تتبنى هذه الأخيرة مطالب الثوار وتواكب انتفاضتهم من أرض البلاد التي وفرّت لها الحماية والأمن والسلام والعيش الهانئ الكريم.  حيث يشكّل الاختلاف الاثني في بلدها الثاني ثروة وتحفّز التعددية فيه على الإبداع ويعمل أبناء المجتمع الكندي على اختلاف أطيافهم ومذاهبهم وجنسياتهم من أجل خلق فسيفساء حضارية وثقافية مبهرة وعظيمة مبدعة".

أطلقت نسب شيّا مؤخرا مع مجموعة من الناشطين الكنديين اللبنانيين في مونتريال من الشباب وذوي الاختصاص وربّات البيوت والامهات تجمعا أطلقوا عليه اسم "ثورة" أو Revolution  يهدف " إلى دعم أهلنا في لبنان وهو دعم معنوي يساندهم في حراكهم ويشجعهم على المضي قدما بالمطالبة بحقوقهم المشروعة".

وتؤكد ضيفتي أن لا ضير من تعدد التجمعات وتوّسعها عبر الأراضي الكندية لمساندة الحركة الاحتجاجية في لبنان، ففي ذلك حشد لجهود أكبر وانتشار أشمل. وقد أكدت شيّا بأن التنسيق موجود بين كافة هذه المجموعات وهم يتشاركون في الانشطة فيما بينهم ويجمعهم "علم لبنان فقط " فلا تحيّز لدين أو حزب أو طائفة ويمثل تجمعنا كل شرائح المجتمع اللبناني وجميع أبناء الجالية اللبنانية في مونتريال.

وتعدّد ضيفتي بعضا من الأسماء في تجمع الـ "ثورة" المونتريالي وبينهم ألبير معوّض ومحمد سلامة ونينا معصراني وميرا شيّا ووصال الأسعد وطارق عريضي ومنال جمعة وشنتال استفان والشابة دالية نزهة التي استطاعت جمع نحو 000 100$ أرسلتها إلى الدفاع المدني اللبناني والمنكوبين بفعل الحرائق التي استعرت نيرانها عبر الأراضي اللبنانية عشية حركة "لبنان ينتفض" في السابع عشر من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

وتؤكد نسب شيّا أن غالبية المشاركين في التظاهرات والانشطة التضامنية مع ثورة لبنان التي تشهدها مونتريال، "هم من الشباب من جيل الهجرة الثالث ممن لم تلوّث الحرب الأهلية والطائفية السياسية عقولهم".

قالت لي نسب شيّا: لا نسعى إلى أي حوار مع الحكومة الكندية لحثها على تشكيل ضغط على الحكومة اللبنانية، فالثوار لم يطلبوا منا ذلك...ولعلها مطالب تعنينا كشعب والثوار هم الأولى بالمطالبة. ،أخذ على عاتقنا العمل على تغيير واقعنا في لبنان من دون طلب الحماية من أحد وعندما تستاء الأمور ويحين الوقت للاستعانة بالمجتمع الدولي عندها قد نتوّجه إلى السلطات الكندية. أما اليوم فيكفي أن الشرطة والسلطات الكندية متعاونة تماما معنا لجهة إقامة التظاهرات والتجمعات السلمية.

"صلاة وتأمل" عنوان النشاط المقبل لتجمع "ثورة" الذي ينظم في كنيسة صغيرة داخل مزار القديس يوسف (أوراتوار) العريق وسط مونتريال يوم السبت المقبل 14 كانون الأول/ديسمبر. ولاختيار هذا الحرم الكنسي الكاثوليكي دلالات واسباب تشرحها لنا السيدة نسب شيّا في حواري معها اليوم.

عندي وجع اشتكت نشب شيّا وإنني مُنهكة القوى لا أستطيع التركيز على حياتي في كندا لأن قلبي وروحي في لبنان...تركت عملي وأتابع الثورة منذ اسابيع...ولكنني على الرغم من كل شيء متفائلة لأن شعب لبنان عظيم وهو لا يقنط ولا ييأس، أكملوا يا أبناء وطني الأم في ثورتكم ولا تدعوا اليأس يتسلّل إلى قلوبكم ونحن معكم وندعمكم وإيماننا قوي بأن لبنان سيكون أجمل وأن أهله سيظفرون بالحياة الحلوة".

المقابلة مع الناشطة الكندية اللبنانية نسب شيّا تستمعون إليها تاليا:

استمعوا