توفّي اليوم الإثنين، أحمد قايد صالح رئيس أركان الجيش الجزائري ونائب رئيس الدفاع إثر سكتة قلبية ألمّت به في بيته عن عمر يناهز 80 سنة، وفقا لبيان صادر عن رئاسة الجمهورية الجزائرية.
وأضاف نفس المصدر أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبّون عيّن " اللواء سعيد شنقريحة، رئيسا لأركان الجيش الوطني الشعبي بالنيابة."
وجاءت وفاة أحمد قايد صالح، الرجل القوي في النظام الجزائري، بضعة أيام بعد انتخاب الرئيس الجزائري الجديد في 12 ديسمبر كانون الأول الجاري على خلفية حراك شعبي تعرفه الجزائر منذ 22 فبراير شباط 2019.
ولمعرفة تداعيات رحيل أحمد قايد صالح على الوضع السياسي في الجزائر، حاورت اليوم رؤوف فرّاح، الخبير الجيوسياسي وعضو حركة ابتكار التي تطالب بإرساء الديمقراطية في الجزائر.
ويقول ضيفي إن "وفاة أحمد قايد صالح لن تغيّر موازين القوى حيث يبقى الجيش ماسكا بزمام الأمور. ومنذ انتخابات 12 ديسمبر كانون الأول، يدفع الجيش إلى الحوار بين الحراك وواجهة النظام الجديدة المتمثلة في الرئيس المنتخب عبد المجيد تبّون".
ويضيف رؤوف فراح أن رحيل أحمد قايد صالح "لا يغيّر أي شيء للحراك الشعبي. فالهدف بقي نفسه، الطريقة السلمية ستبقى نفسها والجزائريون الذين يتظاهرون منذ أكثر من 10 أشهر عبر التراب الوطني، يطالبون بنفس المطالب وهي : بناء دولة القانون والديمقراطية."
أما من جانب النظام، "فسـتأخذ الأمور بعض الوقت لمعرفة نواياه وخاصة نوايا الجيش."، كما أضاف.
(يمكن الاستماع إلى المقابلة التي أجراها الصحفي سمير بن جعفر مع رؤوف فرّاح، الخبير الجيوسياسي وعضو حركة ابتكاربالنقر على الصورة أسفله - 6 دقائق 2 46 ثانية)
"النظام الجزائري لم يرحل (برحيل أحمد قايد صالح). فهو ليس مبنيّا على شخص أو شخصين. النظام الجزائري، منظومة مبنيّة على قواعد واليوم القوة العظمى بين أيادي قيادة أركان الجيش. وهذا الأمر يعرفه كل الشعب الجزائري. وقبل 22 فبراير شباط الماضي (تاريخ انطلاق الحراك الشعبي)، كانت هناك مجموعة الرئيس السابق بوتفليقة. وميزان القوى في الدولة الجزائرية كان دائما لعبة بين قوى مختلفة والآن قيادة أركان الجيش تمثّل القوة الحقيقية."، رؤوف فراح
وفيما يخصّ خليفة أحمد قايد صالح، سعيد شنقريحة، يُذكّر رؤوف فرّاح أنه " تقلّد منصب قائد القوات البرية في سبتمبر أيلول 2018. وكان أيضا على رأس الناحية العسكرية الثالثة التي تغطّي الحدود مع المغرب والصحراء الغربية. وليس له علاقات مع السياسيين. ووصل إلى منصبه باتباع مسار مهنيّ محض."
ويبقى السؤال مطروحا : هل يعني وصول سعيد شنقريحة إلى رئاسة أركان الجيش الجزائري بالنيابة فتح صفحة جديدة مع الحراك الشعبي ؟ وهل سيؤدّي ذلك إلى تغييرات في قيادة أركان الجيش ؟ . "الأيام المقبلة ستخبرنا"، كما يقول الخبير الجيوسياسي الذي يؤكّد أنّ "هناك فرق بين الضباط الشباب والقيادة العليا للجيش. فأغلبية المؤسسة العسكرية مع الحوار وتطالب بالتغيير. ولكن تحت قيادة الراحل أحمد قايد صالح كان هناك منهج متشدّد فرض الانتخابات الرئاسية لـ12 ديسمبر كانون الأول."
وفي الوقت الراهن، يقول رؤوف فرّاح، إنّه "من الصعب التكهّن بتغيّر هذا المنهج وقد يتطلب ذلك بعض الوقت."
(راديو كندا الدولي / وكالة الأنباء الجزائرية)
روابط ذات صلة:
الانتخابات الرئاسية الجزائرية، ابتداءً من يوم الغد في كندا
“الإنتخابات الرئاسية في الجزائر مناهضة للثورة”، وفق الباحث السياسي رؤوف فرّاح
برنامج بلا حدود حولنتائج الانتخابات الرئاسية في الجزائر (15-12-2019)
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.