أصدر القضاء السعودي اليوم حكماً بإعدام خمسة أشخاص وسجن ثلاثةٍ آخرين مدة 24 عاماً في قضية مقتل الصحفي السعودي جمال الخاشقجي قبل نحو سنة وثلاثة أشهر في القنصلية السعودية في اسطنبول.
وقالت النيابة العامة السعودية في مؤتمر صحفي اليوم إن هذه الأحكام الصادرة عن المحكمة الجزائية في الرياض هي أحكامٌ ابتدائية وليست نهائية، ويمكن استئنافها. وأضافت أن التحقيقات أثبتت أن جريمة قتل الصحفي السعودي في قنصلية بلاده في اسطنبول في 2 تشرين الأول (أكتوبر) 2018 لم تتم بنية مسبقة.
كما قالت النيابة العامة إنه لم توجَّه أيّ اتهامات إلى كل من المستشار السابق لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، سعود القحطاني، "لعدم وجود أي دليل ضده"، واللواء أحمد عسيري النائب السابق لمدير الاستخبارات "لعدم ثبوت تهم عليه في القضية" والقنصلِ السعودي في إسطنبول محمد العتيبي الذي "أثبت وجوده في مكان آخر وقت مقتل الخاشقجي".
كما أفادت النيابة العامة أن التحقيقات شملت 31 شخصاً وخلصت إلى توجيه الاتهام إلى 11 شخصاً من بينهم، وأن ثلاثة من هؤلاء أُسقطت عنهم الاتهامات لعدم كفاية الأدلة. ولم تكشف النيابة العامة عن أسماء المتهمين.
وكان الخاشقجي يكتب مقالات في صحيفة "ذي واشنطن بوست" الأميركية بصورة دورية ينتقد فيها، كما في إطلالات إعلامية أُخرى، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي يُعتبر رجل السعودية القوي.
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان / Reuters
وفي إطار ردود الفعل، اعتبر الأمين العام لمنظمة "مراسلون بلا حدود" كريستوف دولوار أن "العدالة لم تحترم" في قضية الخاشقجي، وأن هذا الحكم قد يكون "وسيلة لإسكات الشهود على الاغتيال إلى الأبد". ومن جهتها رأت منظمة العفو الدولية أن الحكم عبارة عن "تبرئة لا تحقق العدالة ولا تظهر الحقيقة".
وفي تركيا وصف المتحدث باسم الرئاسة فخر الدين ألتون الأحكام القضائية التي أعلنت عنها النيابة العامة السعودية في قضية مقتل الخاشقجي بـ"الفاضحة".
"أصدر القضاء السعودي حكماً فاضحاً بعد أشهر من جلسات الاستماع السرية حول اغتيال جمال خاشقجي"، قال ألتون في تغريدة نشرها على موقع "تويتر" للتواصل.
وتابع المتحدث باسم الرئاسة التركية قائلاً، "أولئك الذين أرسلوا فريق الاغتيال إلى إسطنبول عبر طائرة خاصة، وقعوا على ضمانة قتل خاشقجي وأخفوا جثة الصحفي وسعوا إلى طمس آثار العملية تحت الغطاء الذي مُنح الحصانة".
ضيفي مواطن سعودي مقيم في كندا، يعرّف عن نفسه باسم "عمر" فقط، وهذا ليس اسمه الحقيقي، من باب الحرص على سلامة أهله وعائلته الموسعة في المملكة السعودية. سألته عن رأيه في الحكم الصادر اليوم في قضية الخاشقجي.
(أ ف ب / راديو كندا / فرانس 24 / الجزيرة / سي أن أن / القدس العربي / راديو كندا الدولي)
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.