قافلة من السوريين النازحين من مدينة معرة النعمان في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا يوم أمس الأول (محمود حسّانو / رويترز)

قراءة للوضع في إدلب على ضوء التصعيد العسكري السوري الروسي وموقفيْ واشنطن وأنقرة

دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم كلّاً من روسيا وسوريا وإيران إلى إيقاف القتل بحق المدنيين في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا.

"روسيا وسوريا وإيران تقتل، أو في طريقها إلى قتل الآلاف من المدنيين الأبرياء في محافظة إدلب. لا تفعلوا ذلك!"، كتب ترامب في تغريدة على موقع "تويتر" التواصل.

ومنذ 16 كانون الأول (ديسمبر) الجاري كثفت القوات الحكومية السورية المدعومة من سلاح الجو الروسي قصفها في محافظة إدلب وحققت تقدماً ميدانياً متواصلاً بالرغم من وقف إطلاق النار في آب (أغسطس) ودعوات الأمم المتحدة إلى وقف التصعيد.

وأسفرت الغارات الجوية والقصف المدفعي عن مقتل نحو 80 مدنياً ونزوح أكثر من 40 ألف شخص منذ ذاك التاريخ حسب "المرصد السوري لحقوق الإنسان".

وقالت أمس منظمة "منسقو استجابة سوريا" الإغاثية إن نحو 217 ألف شخص نزحوا عن ديارهم في شمال غرب سوريا باتجاه الحدود مع تركيا منذ بداية تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.

ودعت تركيا الثلاثاء إلى إنهاء الهجمات في محافظة إدلب "بشكل فوري" بعد أن أرسلت وفداً إلى موسكو لمناقشة الأوضاع في هذه المحافظة السورية المحاذية لحدودها.

وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن أنقرة تمارس ضغوطًاً من أجل وقف جديد لإطلاق النار يحل محل اتفاق آب (أغسطس).

وأشاد ترامب في تغريدته اليوم بجهود تركيا، مشيراً إلى أن أنقرة "تعمل جاهدة لوقف هذه المجزرة" في محافظة إدلب.

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (إلى اليمين) مجتمعاً بنظيره السوري وليد المعلّم في موسكو يوم الاثنين (Shamil Zhumatov / Reuters)

وأكد الجيش السوري في بيان يوم الثلاثاء أنه استعاد في الأيام السابقة 320 كيلومتراً مربعاً في محافظة إدلب، من بينها "أكثر من أربعين قرية وبلدة"، مشدداً على أنه سيواصل تقدمه حتى استعادة كامل المحافظة و"طرد التنظيمات الإرهابية المسلحة منها".

وتخضع محافظة إدلب في معظمها لسيطرة "هيئة تحرير الشام" الإسلاموية التي كانت تعرف بـ"جبهة النُصرة"، وتُعتبر مع أجزاءٍ من المحافظات المجاورة (اللاذقية وحماة وحلب) المعقلَ الأخير للقوات المعارضة لنظام الرئيس بشار الأسد. وهذه المنطقة هي واحدة من مناطق خفض التصعيد الأربع في سوريا التي تم التوافق عليها في مفاوضات أستانا عام 2017.

إلى أي مدى تؤثّر مناشدة ترامب روسيا وسوريا وإيران في تغريدته اليوم على الوضع الميداني في محافظة إدلب؟ وهل من رابط بين قرار تركيا مساعدة حكومة فايز السراج المعترف بها دولياً في ليبيا وبين التصعيد العسكري الأخير في هذه المحافظة السورية؟ وما مستقبل عشرات الآلاف من مقاتلي "هيئة تحرير الشام" في حال تمكُّنِ القوات الحكومية السورية المدعومة من سلاح الجو الروسي من الحسم العسكري في إدلب؟ محاور تناولتُها في حديث أجريته اليوم مع الناشط والمدوّن الكندي السوري الدكتور محمد محمود.

(أ ف ب / الحرة / القدس العربي / راديو كندا الدولي)

رابط ذو صلة:
خيبة كندية "عميقة" من الفيتو الروسي والصيني على المساعدة الإنسانية إلى سوريا

استمعوا
فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.