لم يكن يعلم الشاب طارق هدهد ما يُخبئ له الزمان عندما وطأت قدماه لأول مرّة أرضا كندية بعيدة عن موطنه الأم ولم يكن يعلم أن الحياة ستغدق عليه نعما وسلاما وستكون الأرض الجديدة خيرا عليه وعلى أهله وبلده، وسيُعاد مجد آبائه في رقعة منسية من العالم.
أربع سنوات مرّت على وصول عائلة هَدهد السورية اللاجئة إلى بلدة أنتغونيش النائية في مقاطعة نوفاسكوشا في الشرق الكندي. ولم يمر وقت طويل ليذيع صيتها ليس في البلدة الصغيرة التي يربو عدد سكانها على الـ 4500 نسمة فحسب بل في كل أنحاء البلاد خصوصا أنها استحقت التنويه والإثناء من قبل زعيم البلاد رئيس الوزراء الكندي جوستان ترودو.
أطلقت عائلة هدهد المعروفة بصناعة الشوكولاته في سوريا مصنعها الكندي في العام 2016 وأسمته "السلام عبر حبة الشوكولاته" لافتة الانتباه قلبا ومضمونا، لناحية الشعار الرمزي الذي رفعته وقالبا لناحية جودة المنتج ورفعة المذاق.
أربع سنوات حققت خلالها عائلة هدهد الاندماج الكلي بمجتمعها الجديد والتفاعل الإيجابي مع كل المتغيرات التي حصلت في حياتها.
ويعيش الابن الشاب طارق هدهد حاليا بكل الفخر استحقاقا جديدا في حياته وهو نيل المواطنية الكندية.
وقد نشر مؤخرا شريط فيديو عبر حسابه على تويتر يخبر فيه أنه نجح بدرجة امتياز في فحص الجنسية الكندية الذي خضع له في الثاني من كانون الأول/ديسمبر الماضي وأنه ينتظر بفارغ الصبر حفل حلفان اليمين الذي يجري على الرصيف 21 الشهير في هاليفاكس في الخامس عشر من شهر كانون الثاني/يناير الجاري حيث يُسلم الجنسية الكندية.
وقد شوهد الفيديو أكثر من 000 500 مرة خلال يوم واحد.
غرّد طارق هدهد قائلا:
حفل تسليم الجنسية الكندية سيتم قريبا وقد طلبوا منا إحضار عائلتنا ولكنني لست أدري إذا كان هناك مكان يتسع لـ 37،59 مليون كندي، فإن لدي عائلة كبيرة اليوم.
وقد ردّ جوستان ترودو على تغريدة طارق خصوصا أنه يتابع مسيرته مع عائلته منذ وصولهم إلى كندا، قال ترودو:
إن عائلتك الكندية الكبيرة فخورة جدا بك.
فتح مصنع "السلام عبر الشوكولاته" أبوابه في أنتغونيش في العام العام 2016علما أن عائلة هدهد وصلت إلى كندا في شهر كانون الثاني/يناير من السنة ذاتها وأقامت منذ وصولها في بلدة Antigonish التي تقع بين هاليفاكس عاصمة نوفاسكوشا ومدينة سدني.
وتجدر الإشارة إلى أن عائلة طارق هدهد كانت متخصصة بصناعة الشوكولاتة في سوريا منذ أكثر من عشرين عاما وتُصدّر منتجاتها لكل أنحاء الشرق الأوسط ولكن بعدما دمّر مصنعها بسبب الحرب في سوريا أجبرت العائلة على مغادرة البلاد واللجوء إلى كندا.
يقول طارق هدهد: أسافر اليوم إلى كل أنحاء العالم وأنا أقول بكل فخر بأنني كندي، إنه أعظم فخر نلته في حياتي.
هذا وينال باقي أفراد اسرة طارق هدهد الجنسية الكندية لاحقا هذه السنة.
(المصدر: راديو كندا الدولي، هيئة الإذاعة الكندية)
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.