رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو خلال إلقائه كلمة في مراسم تكريم ضحايا الطائرة الأوكرانية في إدمونتون يوم الأحد 12 كانون الثاني (يناير) 2020 (Todd Korol / CP)

ترودو كان يفضّل أن يُحاطَ علماً بعملية اغتيال سليماني قبل حصولها

قال رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو إنّ واشنطن لم تبلغه أنها كانت تنوي اغتيال قائد "فيلق القدس" الإيراني الفريق قاسم سليماني.

وأضاف ترودو في مقابلة مع محطة "غلوبال نيوز" التلفزيونية الكندية حول قضية طائرة الركاب الأوكرانية التي تحطمت قرب العاصمة الإيرانية طهران أنه كان "بالطبع" يفضّل أن يُحاطَ علماً بالغارة الجوية الأميركية التي استهدفت القائد العسكري الإيراني وأدت إلى ارتفاع منسوب التصعيد في الشرق الأوسط وعرّضت القوات الكندية في العراق للخطر.

"تتخذ القوات الأميركية القرارات الخاصة بها، ونحن نسعى للعمل كأسرة دولية حول المسائل الرئيسية، لكن أحياناً تقوم بعض الدول بأعمال دون إبلاغ حلفائها عنها"، قال ترودو.

الرئيس الأميركي دونالد ترامب ملقياً كلمةً يوم الأربعاء الفائت في البيت الأبيض في واشنطن حول الهجوم الصاروخي الإيراني في الليلة السابقة على قاعدتيْن تستخدمهما القوات الأميركية في العراق (Kevin Lamarque / Reuters)

"أعتقد أنه لو لم يكن هناك توتر، لو لم يكن هناك تصعيد في المنطقة مؤخراً، لكان أؤلئك الكنديون الآن في البلاد مع عائلاتهم"، قال ترودو في المقابلة مع "غلوبال نيوز" في إشارةٍ إلى الكنديين الـ57 الذين قضوا في تحطّم الطائرة الأوكرانية يوم الأربعاء الفائت، إضافة إلى عشرات الركاب الآخرين الذين كانوا على متنها وكانت كندا وجهتهم النهائية. ويُذكر أن ركاب الطائرة الـ167 وأفراد طاقمها الـ9 قُتلوا جميعاً في الحادث.

وكان ترودو، لحين إجراء هذه المقابلة، قد تجنب انتقاد الإدارة الأميركية على خلفية ارتفاع التوتر في الشرق الأوسط، بالرغم من الأسئلة العديدة التي طرحها عليه الصحفيون في هذا المجال.

"هذا ما يحدث عند اندلاع النزاعات والحروب، يتحمّل الأبرياء العبء الأكبر منها، وهذا يذكرنا لماذا علينا جميعاً أن نعمل بجد لإيقاف التصعيد والسير قدماً لتخفيف التوتر وإيجاد سبيل لا يؤدّي إلى مزيد من النزاعات والقتل"، أضاف ترودو.

ويتواجد حالياً في إيران محققون من المكتب الكندي لسلامة النقل (BST - TSB)، وهو مؤسسة فدرالية، للمشاركة في التحقيق في قضية تحطم الطائرة، وممثلون عن وزارة الشؤون العالمية في الحكومة الكندية لتوفير الخدمات القنصلية لعائلات الضحايا الكنديين في إيران.

بعضٌ من حطام طائرة الركاب الأوكرانية التي تحطمت في محيط مطار طهران الدولي يوم الأربعاء 8 كانون الثاني (يناير) 2020 والتي قُتل جميع ركابها، ومن ضمنهم 63 كندياً، وأفراد طاقمها ( Screen grab obtained from a social media video via REUTERS)

يُذكر أن "حرس الثورة الإسلامية" في إيران أعلن يوم السبت مسؤوليته الكاملة عن إسقاط الطائرة الأوكرانية بصاروخ أرض – جو نتيجة "خطأ بشري بعد اقترابها من مركز حسّاس" تابع له.

وأُسقطت الطائرة بعد ساعات قليلة من قصف إيران بالصواريخ الباليستية قاعدتيْن عسكريتيْن تستخدمهما القوات الأميركية في العراق، هما عين الأسد وأربيل، رداً على اغتيال الولايات المتحدة قاسم سليماني في بغداد يوم الجمعة 3 كانون الثاني (يناير) الجاري.

وكان جنودٌ كنديون متواجدين في قاعدة أربيل عند تعرضها للقصف الإيراني، لكنّ أياً منهم لم يُصب بأذى.

وتقود كندا في العراق مهمة تدريبية لمنظمة حلف شمال الأطلسي ("ناتو") أعلن الحلفُ مطلع الأسبوع الفائت تعليقها "بسبب الوضع الأمني الميداني". كما تشارك كندا في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" ("داعش") في العراق، وهو تحالف تقوده الولايات المتحدة.

(وكالة الصحافة الكندية / غلوبال نيوز / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:
تحطّم الطائرة الأوكرانية: مكتب سلامة النقل الكندي في إيران
منظمات يهودية وإيرانية كندية تطالب الحكومة بإدراج الحرس الثوري الإيراني في قائمة الإرهاب

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.