اصطحبت هذه السيدة بطانيتها من المنزل لتفترش الأرض داخل مكاتب وزارة الهجرة في مونتريال وتنام منتظرة دورها لتقديم أوراق الكفالة للاجئ تريد استقدامه إلى كندا/ RADIO-CANADA / IVANOH DEMERS

كفيلُ اللاجئ يعاني الأمرّين في أروقة مكاتب الهجرة في كيبيك

عمّت حالة من الفوضى في ساعات الصباح الأولى اليوم الاثنين أمام وداخل مكاتب وزارة الهجرة في حكومة مقاطعة كيبيك في وسط مدينة مونتريال.  وقارب المشهد اليوم في المدينة الكوسموبوليتية مشاهد المُخّيمات الكشفيّة حيث اصطحب عدد من الكفلاء على غرار المُخيّمين أغطيتهم وبطانياتهم وافترشوا بها أرضية المكاتب.

وفي التفاصيل أن عددا كبيرا من الأشخاص اضطر إلى النوم منذ ليلة الخميس الماضي ولغاية صباح اليوم داخل مكاتب وزارة الهجرة بعدما أعلنت هذه الأخيرة بأنها ستبدأ اعتبارا من الساعة الثامنة والنصف صباح اليوم الاثنين ببدء تلقي طلبات الكفالة الجماعية للاجئين.

ومن قبل الرأفة بالكفيل فتحت وزارة الهجرة مكاتبها خلال عطلة الاسبوع خارج دوام العمل لكي يحتمي الناس المصطفون بالطوابير في الخارج من البرد القارس والعاصفة الثلجية التي شهدتها مونتريال.

وكانت وزارة الهجرة أوضحت بأن فتح المكاتب لا يعني أن تعديلا سيطرأ على موعد البدء بتلقي الطلبات والذي سيبقى على موعده اعتبارا من الثامنة والنصف صباح الاثنين.

ولوحظ داخل المكاتب وخارجها تدافع بين الناس ومحاولة بعضهم لأخذ مكان غيرهم من الواقفين في الطابور باللين حينا والعنف حينا آخر أو بالبرطيل أيضا...كل هذه التجاوزات التي نقلتها هيئة الإذاعة الكندية سببها أن وزارة الهجرة أكدت أن 750 ملف كفالة فقط يمكن تقديمها وسيُعمل بمبدأ المثل الشعبي القائل "اللي سبق أكل النبق" أي أن أول الواصلين المتقدّمين بالملفات هم الذين ستكون لديهم الأولوية بقبول دراسة كفالتهم.

وعليه فإن أعدادا هائلة من الكُفلاء اصطفت اليوم وبيدها ملف أو أكثر من ملفات طالبي اللجوء إلى كندا ولكن مشاعر الخيبة والتشاؤم ساورت عددا كبيرا منهم كما نقلت هيئة الإذاعة الكندية.

فيليب كان يحمل اليوم طلب كفالة شخصية لقريبه كما كان يحمل في الوقت ذاته طلبات أخرى كلّف بحملها من قبل كفلاء آخرين بعدما فرضت وزارة الهجرة أن تقدم الطلبات بواسطة سعاة رسميين "من باب الانصاف".  وذكرت هيئة الإذاعة الكندية بأن بعض السعاة تقاضوا على هذه الخدمة "الشائكة" مبالغ تراوحت بين 400$ و1000$/حقوق الصورة: هيئة الإذاعة الكندية

خرج فيليب في التاسعة صباح اليوم من مكاتب وزارة الهجرة متعبا مرهقا ولكنه مرتاح لإنجاز مهمته بنجاح.

ففيليب كان جالسا على كرسي رقمه واحد داخل مكاتب الهجرة منذ يوم الخميس الماضي وبيده نحو من عشرين ملف لجوء أوكل إليه تسليمها باليد. وبين الملفات ملف قريبه اللاجئ السوري في لبنان وهو قدّمها كلها وكان أول من التقى مندوبا في وزراة الهجرة هذا الصباح، أودعه الملفات وأدبر مطمئنا غانما يحلم بفراشه الذي سيعوّضه سهرا طويلا...

وقال متحدث آخر من الكفلاء: إنه البازار الأسوأ الذي أشاهده في حياتي وأنا لست متفائلا على الإطلاق. نعى هذا الشخص الذي وصل إلى مبنى وزارة الهجرة منذ بعد ظهر يوم الجمعة الفائت واستحق المركز الـ 11 في الطابور. وهو يخشى اليوم أن تذهب كل جهوده وانتظاره الطويل أدراج الرياح.

هذا ولم يشأ عدد كبير ممن حاورتهم هيئة الإذاعة الكندية الإفصاح عن هويتهم مخافة أن يؤثر ذلك في دراسة طلبهم بالكفالة.

يقول أحد الكفلاء: لقد خلقوا سوقا سوداء، الطريقة خاطئة لا ترقى إلى المستوى الإنساني. لقد ارتكبت وزارة الهجرة خطأ فادحا وآمل في أن تفكر جليا في الأمور.

(المصدر: الصحافة الكندية، القسم الانكليزي لهيئة الإذاعة الكندية، هيئة الإذاعة الكندية)

فئة:هجرة ولجوء
كلمات مفتاحية:، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.