غايتري بيرسو (إلى اليسار) وناتاشا باشوس ممثلتان من الصم والبكم تتمنيان نشر التوعية بين الاشخاص الاصحاء على ثقافتهما عبر المسرح الدرامي الذي يستخدم لغة الإشارة/راديو كندا

مهرجان Sound Off للفنون المسرحية في البرتا بتوقيع الصُّم والبُكم

لأن المسرح حالة ولأن الحالة شعور وتعبير داخلي قبل أي شيء آخر استحق الصم والبكم أن يكون لهم ايضا مسرح درامي بلغات شتى غير اللغة الناطقة، ويقول صمتهم الكثير عن معاناتهم وهمومهم وشجونهم وهواجسهم على هذه البسيطة.

"Sound Off"  مهرجان للمسرح الدرامي المخصص للصم والبكم، من الفنانين والمشاهدين على حد سواء.  وقد بدأت اليوم فعاليات النسخة الرابعة منه في مدينة ادمنتون في مقاطعة البرتا في الغرب الكندي، وتستمر لغاية يوم الأحد المقبل.

يشكل المهرجان الدرامي الريادي الذي يرتاده الصم والبكم من سائر أنحاء كندا احتفالية خاصة تكّرس مواهب الخُرس والطُرش وتحقق أحلامهم.  بحيث يصبح الفضاء كله مباحا لهم للتحليق فيه بحرية مطلقة ولا تعود إعاقتهم تابوها جائرا يُثبط عزيمتهم أو يُقصيهم ويعزلهم عن مجتمعهم.

تقول غايتري بيرسو المشاركة في المهرجان وهي صماء بكماء: إن هذا المهرجان مهم جدا بالنسبة إلينا لأنه مصدر وحي وإلهام.  ولعل الأعمال المسرحية المعروضة والتي يجسد أدوارها صم وبكم تساهم في نشر ثقافتنا وتعزيزها. هذا المسرح يسمح بخلق قنوات للتواصل مع الآخر ويساعدنا في تجسيد ما يعيث في داخلنا.  يقول جمهور مسرحنا: وصلت إلينا الصورة أوضح عما يمكن أن يكون عليه الأصم والأبكم، بماذا يفكر، يشعر، يشبه ويعاني…

غايتري بيرسو وناتاشا باشوس هاجرتا من غويانا وتعيشان في تورنتو، وهما قدِمتا إلى إدمنتون للمشاركة في أول تجربة درامية لهما، The Two Natashas، عنوان عملهما المسرحي الذي يهدف إلى إسقاط الأحكام المسبقة بحق ذوي إعاقة النطق والسمع. 

على المسرح تتبادل الممثلتان لغة الإشارة في الوقت الذي يترجم فيه شخصان نص المسرحية الصامت بالانكليزية.

تقول غايتري: طالما حلمت بأن امتهن التمثيل ولكنني اصطدمت بعدة عراقيل في حياتي.  إنني أرغب بكل بساطة بأن أظهر أن فاقدي النطق والسمع بإمكانهم أيضا أن ينجحوا. وهي وسيلتي للمقاومة والتمرّد.

يُخبأ الصمُّ والبكم غالبا مشاعرهم ولديهم العديد من المواهب المُخبأة.

هناك حواجز بين ذوي الإعاقة والأصحاء ولكن المهم أن تبصر العيون والعقول والقلوب.

يقول مدير مهرجان "أوف صاوند" كريس دود الذي هو أيضا أصم وأبكم:

إن مهرجانه يشكل مناسبة للفنانين الكنديين من الصم والبكم للالتقاء في ما بينهم والاحتفال بثقافتهم.  قبل هذا المهرجان لم تكن هناك فرصة أخرى لهؤلاء الفنانين للالتقاء وها هم اليوم يجتمعون ويتناقشون ويتعاونون فيما بينهم. 

يتابع قائلا: لا يهم أكنت أبكما أصما أم لا، كل شخص بإمكانه المشاركة، حضور العروض واختبار ثقافة ذوي إعاقة السمع والنطق.

وتعقب غايتري بيرسو قائلة: عندما يشعر حضور من الأصحاء (الذين ينطقون ويسمعون) بأنهم جزء من مسرحنا وعروضنا، عندها فقط يمكننا أن نتحدث عن المساواة.

(الصحافة الكندية، هيئة الإذاعة الكندية)

فئة:ثقافة وفنون
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.