"العصفور" تمثال يتوسط القرية الأولمبية في فانكوفر اليوم وحجمه يزيد خمسين مرة عن حجم عصفور السنونو أو البلبل/RADIO-CANADA / STEPHANIE MERCIER

عقدٌ كامل مرّ على استقبال فانكوفر للألعاب الأولمبية الشتوية

قرية فانكوفر الأولمبية لم تعد اليوم على ما كانت عليه حالها قبل استضافة الألعاب الأولمبية الشتوية في العام 2010.  شتّان بين الأمس واليوم كما يؤكد أصحاب العقارات والمحال التجارية فيها.  وبعدما كان يطلق عليها "قرية الأشباح"، تنعم اليوم، هذه القرية الواقعة في المقاطعة الجميلة بريتيش كولومبيا في الغرب الكندي، بالبحبوحة المالية والديموغرافية.

في الأمس القريب، كان مستقبل القرية الأولمبية على المحك عندما كانت موضوع نقاشات ساخنة بسبب طابعها المُقفر الخالي من السكان لتتحول اليوم إلى مكان يطيب ويحلو فيه العيش للعمل أو الفسحة.  علما أن رخاء العيش وازدحام المكان حتّما أيضا غلاء في المعيشة وفي أسعار الأبنية والشقق السكنية.

حاليا وفي تجوالك في يوم مشمس في القرية الأولمبية سابقا، يمكنك مشاهدة حشود الناس تتنزّه وتمشي على ضفاف المحيط الهادي في مشهد لا يشبه إطلاقا المشهد الذي كانت عليه المدينة قبل أن تحل بها دورة الألعاب الأولمبية الحادية والعشرين بين 12 و28 شباط/فبراير 2010.

يتذكر ابن مدينة فانكوفر المهندس المعماري مايكل غيلير كيف اضطرت المحال التجارية إلى إرجاء موعد فتح أبوابها بعد انتهاء الألعاب الأولمبية لأنه لم يكن هناك عدد كاف من السكان في الحي.

يقول المهندس الكندي: كانت هناك المئات من الوحدات والمحال التجارية الفارغة، لم يكن حتى بإمكاننا أن نجد أي مقهى يُقدّم القهوة.

يقول داريل لامب صاحب محال الكحول الذي كان السبّاق إلى فتح محاله في القرية الأولمبية في العام 2011 بأنه قد تكون هناك مبالغة بإطلاق صفة الشبح على القرية ولكن يقر هذا المتحدث بأن مخرجي أفلام علم الخيال كانوا يجدون في ذلك الوقت في قريتنا المكان الملائم لتصوير مشاهدهم الصحراوية المقفرة الخاوية.

Tap and Barrel أحد المطاعم الأكثر شعبية وإقبالا في قرية فانكوفر الأولمبية/CBC

في يوم كنت أقابل أشخاصا من الفضاء وفي يوم آخر أقابل مصاصي دماء وهؤلاء جميعا هم ممثلو هوليود الذين كانوا يرتادون محالي لشراء زجاجات الكحول من جِعة وخمر على هامش تصوير الأفلام المشاركين فيها.

هذا ويؤكد المتحدث بأن إيرادات محاله شهدت نموا مضطردا منذ افتتاحه.

وقد تكبدت بلدية فانكوفر خسائر مالية باهظة إذ رصدت في العام 2006 مبلغا قدره 690 مليون دولار لبناء القرية الأولمبية وتسليمها في الموعد المحدد، لتعلن بعدها الشركة الهندسية العقارية التي لُزمت بأعمال البناء إفلاسها.  وفي العام 2014 سيُطلق المروّج العقاري رجل الأعمال الكندي بوب ريني اسما جديدا على القرية الأولمبية هو: The Village On False Creek كما سيعمد إلى خفض أسعار الشقق السكنية فيها مغيرا إلى الأبد معالم هذه القرية لتأهل بالسكان وتنعم بالبحبوحة والازدهار.  علما أن نجاح خطته عاد بالنفع على بلدية فانكوفر التي استوفت كل ديونها وحتى حققت فائضا.

تقول المسؤولة الإدارية في بلدية فانكوفر بيني باليم: انتهى الأمر بجني خزينة البلدية فائض مالي بقيمة 70 مليون دولار من مداخيل بيع المنازل والشقق السكنية.

لعل القرية الأولمبية باسمها الجديد اليوم هي أكثر الأحياء شعبية في وقتنا الحاضر خصوصا في فصل الصيف.

وإذا كانت من أمثولة أو عبرة يمكن استخلاصها من قصة قرية فانكوفر الأولمبية فهي أن الصبر مفتاح الفرج ولا يضيع جهد وسعي دؤوب كذلك الأمور لا تبقى على حالها ومصيرها أن تتبدل للأفضل طالما هناك إرادة وتصميم.

علّةُ الأمس أصبحت نعمة اليوم وحلّ السؤدد والنجاح بسرعة فاقت التوقعات !  

(بتصرف عن هيئة الإذاعة الكندية)

  

 

 

فئة:رياضة
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.