الكنيسة والمتحف في المدينة الكندية-الافريقية بامتياز: أفريكفيل في مقاطعة نوفا سكوشا في الشرق الكندي/راديو كندا

أجراس كنيسة المدينة الافريقية في نوفاسكوشا تُقرع من جديد

احتفلت مقاطعة نوفا سكوشا الغافية في حضن المحيط الأطلسي في الشرق الكندي أمس بيوم التراث، ولهذه المناسبة أحيت سلطات المقاطعة ذكرى الجاليات الافريقية السوداء في "المدينة الافريقية" الواقعة شمال عاصمة المقاطعة هاليفاكس"، Africville، وقد بينت هذه المدينة وسكنتها غالبية من الكنديين من أصول افريقية في منتصف القرن الثامن عشر.

وكشفت سلطات حكومة المقاطعة أمام حشود الناس المجتمعة أمس بأنها ستعيد إلى سكان المدينة جرس كنيستهم الذي كان قد تمّ التحفظ عليه بعد هدم الكنيسة خلال العقد السادس من القرن الماضي.

يَعني جرس الكنيسة الكثير للسكان القدامى في هذه المدينة، وهو بمثابة النبض الذي يخفق في ثنايا قلوبهم وزوايا وأرصفة شوارعهم. على وقع دقات ذلك الجرس كانوا يصحون وينامون ولا يتوقف شباب المدينة عن قرعه مدخلين البهجة إلى قلوب سكان ضفاف الأطلسي. 

يتذكر سكان المدينة الأصوات المختلفة التي كان يحدثها قرع جرس كنيستهم بحسب المناسبة أكانت حزينة أو فرحة.

أشارت هاليفاكس إلى أنه سيتم حفظ الجرس في الباحة الخارجية للنسخة الجديدة من الكنيسة التي بنيت طبق الأصل مثل الكنيسة القديمة.  وتحتضن أروقة الكنيسة اليوم متحف الجاليات السمراء في نوفا سكوشا.

يقول إيرفين كارفي الذي كان ولا يزال يعيش في المدينة: عندما بنينا هذه الكنيسة على أنقاض الكنيسة القديمة فنحن اهديناها لذاكرة أجدادنا.  هذا المكان يحتضن أرواح وذكرى أجدادنا. وهذا الجرس كان ملكهم. واليوم أعيد كل شيء إلى نصابه.

دُمرت الكنيسة بالكامل في ليلة من العام 1967 وتمّ الحفاظ جرسها

في الستينيات من القرن الماضي، صادرت بلدية هاليفاكس مدينة أفريكفيل وجرفت الحي بالكامل الذي كانت تقيم فيه غالبية من الكنديين الافريقيين، بحجة أنها منطقة فقيرة.  وكان كل ذلك في سبيل التجديد والإنعاش الحضري. 

وهُدمت بعدها كنيسة المدينة في منتصف إحدى ليالي العام 1967 ولكنه تم يومها إنقاذ جرسها. وقد احتفظ به في كنيسة معمدانية مجاورة طيلة 53 عاما.  

ولعّل الاغتباط الكبير الذي أصاب قلوب سكان المدينة بإعلان عودة الجرس إليهم يكمن في أنه الشيء الأصلي الوحيد الذي بقي من أنقاض المدينة وكنيستها.

تقول ليندا ماتلي التي تقيم في أفريكفيل لمذياع هيئة الإذاعة الكندية معبرة عن فرحها العارم باستعادة جرس الكنيسة:

إنني أفتكر بجميع من غادروا هذه المدينة، إذ لم يبق فيها سوى 9 عائلات من تلك التي كانت تعيش فيها في الستينيات من القرن الماضي.  فرحي عارم بعودة الجرس.

أهل بلدة أفركفيل أعربوا عن اغتباطهم وفرحهم العارم بعودة جرس الكنيسة القديم بعد أكثر من نصف قرن على هدم الكنيسة التي كانت تحتضنه/راديو كندا

وفي المراسم التي تمت أمس قُرع الجرس الذي أخذ مكان الجرس القديم طيلة 53 عاما لآخر مرة قبل أن يتم نقله إلى الكنيسة المعمدانية في تبادل متوازن يقضي بالتسلّم والتسليم بين الكنيستين.

هذا وأعربت مديرة متحف أفريكفيل خوانيتا بيترز عن اعتقادها بأن عودة الجرس هي بمثابة عودة قطعة أساسية من تاريخ البلدة وتاريخ الجالية الافريقية السوداء فيها.

تعزيز المصالحة بين أبناء المجتمع الواحد

يبقى أن حفل الأمس كان أيضا مناسبة لإرساء التصالح والسعي لعودة السكان القدامى إلى مدينتهم.

يقول إيرفين كارفي: لعلّه في زمن المصالحة الذي نعيشه ليس هناك ما هو أفضل من إعادة الأراضي إلى أصحابها والتي كانت قد صودرت منهم.

يبقى أن أهل المدينة تفرقوا بالأمس مع وعد بالاحتشاد من جديد في الأشهر المقبلة لملاقاة الجرس العائد إليهم بعد طول غياب بالأهازيج والتهليل.

 (بتصرّف عن هيئة الإذاعة الكندية)

 

 

فئة:مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.