شخص يتنقّل بواسطة دُريْجة كهربائية لشركة "لايم" (Charles Constant / Radio-Canada)

التنقّل بواسطة المركبات الخفيفة جداً: لن تعود الدُريْجات الكهربائية إلى شوارع مونتريال هذا الصيف

أعلنت بلدية مونتريال أنها لن تجدد برنامجاً رائداً أتاح للسكان استخدام الدُريْجة (trottinette) الكهربائية من خلال الخدمة الذاتية. وتُعرف الدُريْجة أيضاً بـ"سكوتر الركلة" (Kick scooter).

وأطلقت بلدية كبرى مدن مقاطعة كيبيك البرنامج الرائد الصيف الفائت. وفي تقييمه هذه التجربة يقول عضو الهيئة التنفيذية في البلدية إريك ألان كالدويل إنها "فاشلة". وكالدويل مسؤول عن التخطيط الحضري والنقل في الهيئة.

ويقول كالدويل إنّ "تحليلاً واضحاً وتجريبياً" استند إلى معطيات من مشغّلي هذه الدُريْجات الكهربائية كشف أنّ ثماني دُريْجات من أصل عشرٍ لم تُركَن في الأماكن المخصصة لها.

"20% فقط من الدُريْجات" رُكنت في الأماكن المخصصة لها، تقول البلدية في بيان، لافتةً إلى ما تسبب به هذا الإهمال من قبل المشغّلين وعدم تقيّدهم بالقوانين من فوضى على الأرصفة وفي الشوارع، ما أزعج المشاة وشكل تحديات إضافية للسلامة المرورية.

"أيّ شخص تجوّل في الحيّ القديم من مونتريال لاحظ ذلك"، يؤكّد كالدويل، مضيفاً أنه بالتالي "لا يمكن لمونتريال أن تتحوّل إلى شرطة دُريْجات".

"لهذا النمط من التنقل بواسطة المركبات الخفيفة جداً (micromobilité) مكانُه في مدينة كمونتريال (...) لكن لكي يعمل بالشكل المطلوب يجب ألّا يؤذي سائر أنماط التنقل المستدام، وهذا ما حصل العام الماضي"، يقول كالدويل.

المسؤول في الهئية التنفيذية لبلدية مونتريال عن التخطيط الحضري والنقل، إريك ألان كالدويل (Radio-Canada)

ويشير كالدويل إلى أنّه من الممكن أن تسمح بلدية مونتريال مجدداً بالدُريْجات الكهربائية من خلال الخدمة الذاتية، لكن في هذه الحال يجب أن تواكب هذه الخطوةَ مساءلةٌ أكبر للمشغّلين.

وكانت شركة "لايم" (Lime) الأميركية أبرز مشغّليْن للدُريْجات الكهربائية في إطار البرنامج الرائد لبلدية مونتريال. واشتكى الكثيرون الصيف الفائت من دُريْجاتها المتروكة في أيّ مكان، حتى أنّ إحداهنّ وُجدت في قعر قناة لاشين في المدينة.

دُريْجة كهربائية متروكة في الحي القديم من مونتريال الصيف الفائت بدل أن تُركَن في المكان المخصَّص لها (Ivanoh Demers / Radio-Canada)

ولم ترحّب "لايم" بقرار البلدية عدم تجديد تجربة الدُريْجات الكهربائية، وأرسل مديرها العام مايكل ماركيفيتش رسالةً بالبريد الإلكتروني إلى راديو كندا أعرب فيها عن خيبة أمله من هذا القرار.

"هذا التوقف المؤقّت غير المتوقَّع (...) مخيّب جداً ويشكل خطوةً كبيرة إلى الوراء لأهالي مدينة التزمت بتخفيف الازدحام المروري وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون"، كتب ماركيفيتش.

ويقول ماركيفيتش إنّ 50 ألف شخص في مونتريال استخدموا الدُريْجات الكهربائية التي تشغّلها شركته، وإن هؤلاء قاموا بـ200 ألف رحلة، وذلك خلال ثلاثة أشهر فقط من العمليات. وهذا دليلٌ برأيه على وجدود "طلب فعلي على خيارات نقلٍ أكثر بيئيةً وعمليةٍ".

وأعرب المشغّل الآخر للدُريْجات، شركةُ "بيرد" (Bird)، الأميركية هي الأُخرى، عن خيبة أملٍ أيضاً من قرار بلدية مونتريال. "في النهاية سيكون للقرار تأثيرٌ سلبي على حركة تنقّل سكان مونتريال وتنقّلهم بواسطة المركبات الخفيفة جداً"، قالت الشركة.

دراجة كهربائية لشركة "جامب" مركونة على الرصيف في أحد شوارع مونتريال العام الماضي (Jean Simard / Radio-Canada)

لكن لدى بلدية مونتريال خبرٌ سار لمحبّي التنقّل بواسطة المركبات الخفيفة جداً، إذ يؤكّد مسؤول التخطيط الحضري والنقل في هيئتها التنفيذية أنّه سيكون بإمكان سكّان المدينة ركوب درّاجات "جامب" (Jump) الكهربائية مجدداً هذا الصيف. وهذه الدراجات متوفّرة من خلال خدمة حرّة أيضاً.

ويعزو كالدويل هذا القرار إلى أنّ احترام الإطار القانوني لاستخدام هذه الدراجات كان "أكثر وضوحاً بكثير".

"نرى منافع هذا النمط الجديد من التنقّل في مونتريال دون أن نتحمّل سيئات بسببه"، يقول كالدويل، مضيفاً "فإذاً سنواصل تجربة البرنامج الرائد" المتعلق بدراجات "جامب".

لكن كالدويل أشار إلى أنّ البلدية ستدخل تعديلات على الإطار القانوني لاستخدام هذه الدراجات الكهربائية، لاسيما في ما يتعلق بركنها وتسعيرة استخدامها.

وقالت شركة "جامب" إنها ترحّب بـ"حماس" بهذا القرار، وأشارت إلى أنّ 32 ألف شخص استخدموا درّاجاتها الكهربائية العام الماضي، وهذا أمر تعتبره "مشجِّعاً جداً".

وتملك شركةُ "أوبر" (Uber) لخدمة النقل بالأجرة شركةَ "جامب".

(راديو كندا / أ ف ب / راديو كندا الدولي)

فئة:سياسة، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.