شابة كندية سوداء طبعت على وجنتها علم بلادها الذي تتوسطه ورقة القيقب (هيئة الإذاعة الكندية)

الكنديون السود أكثر إيماناً بالمستقبل من سائر مواطنيهم بالرغم من مواجهتهم تحديات أكبر

الكنديون السود مجموعة فتية ومتنامية سكانياً ومتنوعة في أصولها، داخل المجتمع الكندي الشديد التنوّع.

لكن بالرغم من ذلك يواجه الكنديون السود تحديات هامة، كما تفيد دراسة عن وضعهم الاجتماعي والاقتصادي أصدرتها وكالة الإحصاء الكندية أمس في إطار شهر تاريخ السود الذي تحييه كندا سنوياً في شباط (فبراير) منذ عام 1996.

فاحتمال حصول البالغين في أوساط الكنديين السود على وظيفة هو أدنى من احتمال حصول سائر الكنديين البالغين عليها، والمستوى التعليمي للشباب الأسود هو أدنى من نظيره لدى سائر الشباب الكندي.

وتظهر الدراسة أنّ الفوارق الكبيرة في مجال العمل والأجور بين السود البالغين وسائر الكنديين البالغين اتسعت على مر السنين، بالرغم من ارتفاع المستوى التعليمي لدى السود.

على سبيل المثال ظلّ معدل العمالة لدى النساء السود في الفئة العمرية 25 – 59 عاماً وخلال الفترة الزمنية الممتدة من عام 2001 حتى عام 2016 ثابتاً على 71%، فيما ارتفع من 72% إلى 75% خلال الفترة نفسها لدى سائر الكنديات المنتميات لهذه الفئة العمرية.

الورقة النقدية من فئة 10 دولارات كندية التي تحمل صورة الناشطة الكندية السوداء الراحلة فيولا ديسموند (Bank of Canada / CBC)

كما اتسع الفارق في متوسط الأجر السنوي بين السود وسائر الكنديين الذين هم في سن العمل، وهذا عائد بصورة رئيسية إلى أنّ أجور السود ارتفعت بوتيرة أدنى من وتيرة ارتفاع أجور سائر الكنديين.

وعلى صعيد التعليم أظهرت مراقبة عيّنة من الشباب خلال الفترة نفسها، 2001 – 2016، أنّ نسبة السود الحاصلين على شهادة الدراسة الثانوية مشابهة لنسبة الحاصلين عليها لدى سائر الشباب الكندي. لكنّ السود أقلّ ميلاً للحصول على شهادة في الدراسة ما بعد الثانوية من سائر الكنديين، وهذا أكثر بروزاً في أوساط السود الذكور.

على سبيل المثال حصل 51% من السود الذكور الذين تراوحت أعمارهم، في عام 2006، بين 13 و17 عاماً على شهادة الدراسة الثانوية بحلول عام 2016، أي عندما باتوا في الفئة العمرية 23 – 27 عاماً. أمّا لدى الذكور من سائر الكنديين في الفئة العمرية نفسها فبلغت نسبة الحصول على الشهادة 62%. لكنّ الفارق لصالح غير السود كان أقل اتساعاً لدى الإناث.

النحّات الكندي الأسود إيكو نيماكو أمام أحد أعماله الفنية المعروضة في متحف الآغا خان في تورونتو (CBC / Courtesy of the Aga Khan Museum)

وبالرغم من المصاعب التي تواجه الكنديين السود في سوق العمل، لاحظ واضعو الدراسة أنّ السود يتمتعون بمستويات من التفاؤل والمرونة وسهولة التكيف أعلى بكثير في عدد من المؤشرات من المستويات المسجلة لدى سائر الكنديين.

على سبيل المثال قال 65% من السود المنتمين للفئة العمرية 15 عاماً فما فوق إنهم يستخلصون دوماً الدروس والعبر من تجاربهم الصعبة، مقارنةً بـ48% لدى سائر الكنديين في الفئة العمرية نفسها.

كما أنّ نظرة الكنديين السود إلى آفاقهم المستقبلية، وبغض النظر عن وضعهم الرسمي كمهاجرين أم لا، كانت أكثر إيجابية بكثير مما هي لدى سائر المواطنين.

وبلغ عدد السود في الإحصاء السكاني الكندي الرسمي لعام 2016 نحواً من 1,2 مليون نسمة، من أصل إجمالي السكان البالغ عددهم 35,15 مليوناً، أي ما نسبته 3,41% من إجمالي السكان.

وأظهر الإحصاء السكاني أنّ أكثر من نصف الكنديين السود بقليل مولودون خارج كندا، وأنّ أكثر من نصف السود بقليل يقيمون في أونتاريو، كبرى مقاطعات كندا العشر من حيث الحجم الديمغرافي والاقتصادي، وأنّ أكثر من الربع بقليل يقيمون في كيبيك، ثانية كبريات المقاطعات.

(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا الدولي)

رابط ذو صلة:
شهر تاريخ السود في كندا لعام 2020: "الاسترشاد بالماضي والمُضِيّ قُدُماً"

فئة:اقتصاد، مجتمع، هجرة ولجوء
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.