تسعى كيبيك لسدّ النقص في اليد العاملة في قطاع الرعاية الصحيّة الطويلة الأمد من خلال حملة تهدف لاجتذاب مساعدين ممرّضين من عدد من دول العالم، من بينها فرنسا وكولومبيا والبرازيل.
وعمدت المقاطعة لاجتذاب المساعدين الممرّضين من الخارج بسبب عدم توفّر اليد العاملة محلّيا، كما قالت فلورانس غرانوتييه اخصائيّة اجتذاب المواهب والاحتفاظ بها في مركز الرعاية الطويلة الأمد جاردان دو هو سان لوران Jardins du Haut Saint-Laurent، التي تحدّثت عن أزمة وتحدّ كبير لاجتذاب اليد العاملة والاحتفاظ بها.
واجتذب المركز المساعدين الممرّصين من البرازيل وفرنسا، و من بينهم الفرنسيّان سيلين كودير ودافيد هامونو.
ويتحدّث هذا الأخير عن صدمة ثقافيّة لأنّ المجال هنا أكبر بكثير ومختلف، وهو تغيير حقيقي بالنسبة له.
ومن المهمّ أن يتحلّى العامل فيه بالإنسانيّة والتعاطف مع المرضى كما قال.
وتقول سيلين كودير من جهتها إنّها تخصّصت في علم النفس و تعرب عن سرورها بالعمل مع مرضى مراكز الرعاية الصحيّة الطويلة الأمد والتحدّث إليهم ومتابعة تطوّر وضعهم الصحّي.
المساعدة الممرّضة سيلين كودير (إلى اليسار) تتحدّث إلى ميشيل بوشار التي تقيم منذ عدّة سنوات في مركز الرعاية الصحيّة الطويلة الأمد/Radio-Canadaإلى المقيمة منذ عدّة سنوات
ولا تطرح اللغة الفرنسيّة مشكلة بالنسبة للقادمين من فرنسا، ولكنّ الأمر مختلف بالنسبة للواصل من دول أخرى و لا يتحدّث هذه اللغة.
ويتمّ توفير دروس اللغة الفرنسيّة لهم، ولكنّ اللكنات تختلف ويجد بعض المقيمين في مراكز الرعاية الصحيّة من المسنّين صعوبة في التأقلم معها وفهمها، لكنّ البعض الآخر منفتح عليها.
وتقول ميشال بيدار التي تقيم في أحد مراكز الرعاية الصحيّةالطويلة الأمد منذ عدّة سنوات إنّها تسأل الموظّفين العاملين في المركز أسماءهم والبلد الذي ينتمون إليه، و تضيف بأنّها تتبادل أحيانا بعض الكلمات بالبرتغاليّة مع البرازيليّين.
وتقول نادين بلو مديرة الموارد الإنسانيّة في مركز جاردان دو هو سان لوران إنّ المقيمين في المركز يعتادون على الممرّضين المساعدين الأجانب، والتحدّي الأهمّ يكمن في اللغة.
وتضيف بأنّ المركز سيستمرّ في اجتذاب المساعدين الممرّضين من الخارج على المدى المنظور، خلال الخمس إلى العشر سنوات المقبلة.
وقد أحصى راديو كندا 1600 وظيفة في 10 مراكز للرعاية الصحيّة الطويلة الأمد في كيبيك في الوقت الراهن.
وتوقّع أن ينضمّ نحو من 270 موظّفا إلى شبكة الصحّة الكيبيكيّة بحلول نهاية العام.
وفي منطقة شوديير أبالاش القريبة من كيبيك العاصمة، من المتوقّع أن يستقبل المركز المتكامل للصحّة والخدمات الاجتماعيّة CISSS ثلاثة وثلاثين مساعدا ممرّضا من تونس في الأسابيع المقبلة.
ويوظّف المركز سنويّا نحوا من 200 مساعد ممرّض يعملون مع المسنّين المقيمين في المركز، حتّى أنّه بدأ يعرض وظائف بدوام كامل لملء 100 وظيفة شاغرة.
ويستعدّ المعالج الفيزيائي أنيس شيخ، وهو واحد من بين 20 متطوّعا يعملون في المركز، لاستقبال الموظّفين التونسيّين لدى وصولهم.
وكونه مهاجرا، أحبّ أن يرافقهم في مسيرة الهجرة نحو هذه المنطقة الكيبيكيّة كما قال.
دانييل ماكان وزيرة الصحّة في حكومة كيبيك/Jacques Boissinot/CP
وكانت وزيرة الصحّة الكيبيكيّة دانيال ماكان قد أعلنت صيف العام 2019 عن تأسيس برنامج منح خاصّة بالمساعدين الممرّضين.
ورصدت حكومة كيبيك موازنة قدرها 15 مليون دولار لتقديم 2000 منحة قيمة كلّ منها 7500 دولار حتّى نهاية آذار مارس الجاري.
ويندرج البرنامج كما قالت الوزيرة ماكين، في إطار خطّة الحكومة لتوفير الكفاءات بأعداد كافية لتلبية حاجات المرضى.
وأوضحت أنّ الممرّضين المسعفين هم حلقة مهمّة في فريق الرعاية المتعدّد الاختصاصات كما قالت الوزيرة ماكان في حينه.
(راديو كندا الدولي/ راديو كندا)
روابط ذات صلة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.