عندما تتحول النقمة إلى نعمة تعظم الدهشة ويتكثف الإبداع/بعدسة كوليت ضرغام

إيمانويل بولطفالله: أنا هدية وهبتها السماء لوالدي

لدي الكثير من الأفكار، وكنت قد رتبتها في ذهني ولكني أضعتها كلها أمام المذياع والكاميرا.

هكذا هو دائما ضيفي الشاب ابن الـ 25 ربيعا إيمانويل نجيب بولطفالله في محاسبته لنفسه وتقييم أقواله وأفعاله في محاولة منه لحضّ ذاته على إعطاء أفضل ما عندها ودفع طاقاته ومواهبه إلى حدّها الأقصى.

من يعاني "متلازمة داون 21" منذ الولادة لا تحدّه إعاقة أو تقصيه عن المضي قدما في تحقيق أحلام تشبه قلبه الكبير بمحبته وبراءته وفرحه.

الشرطة الكندية في مطار مونتريال تستقبل بأكليل الورد والغار البطل العائد/بعدسة السيدة مانويلا اميل بولس

قرر إيمانويل أن يتحدى الإعاقة ويفرض احترام وتقدير المجتمع له ولأمثاله، ليثبت أنه هو أيضا قادر على الإبداع وإحداث الدهشة وتحويل الحلم إلى واقع والنقمة إلى نعمة والإعاقة إلى جمال.

أتى اليوم إيمانويل إلى استديوهاتنا تُرّصع صدره ميدالية ذهبية جديدة في رياضة الرقص على الجليد، فاز بها في الألعاب الأولمبية الشتوية الكندية الخاصة التي جرت مؤخرا في تاندر باي في مقاطعة أونتاريو.  وتجري هذه الألعاب التي بدأت في العام 1974 مرّة كل أربع سنوات وتُنتخب في كل مرة مدينة كندية جديدة تستضيف دورة الألعاب.  وقد شارك في ألعاب تاندر باي التي جرت بين 25 و 29 شباط/فبراير الماضي 1200 رياضي من ذوي الإعاقة أتوا من سائر أنحاء كندا وتباروا في أكثر من ثماني رياضات شتوية مختلفة.

إيمانويل بولطفالله مثّل وحده مقاطعة كيبيك في لعبة الرقص على الجليد في المستوى الثالث في تاندر باي ليقفز بعد فوزه إلى المستوى التقني الرابع متأهلا للمنافسة دوليا.  من اليوم فصاعدا، يرّصع اسم إمانويل بولطفالله قائمة الرياضيين الكنديين المتميزين الذين يمثلون بلادهم في الخارج في الألعاب الشتوية الخاصة.

والدة إيمانويل بولطفالله: بالحب وحده أجتاز كل الصعاب/بعدسة كوليت ضرغام

وكان إيمانويل بولطفالله الذي شارك خلال عمره الفتي في أربع منافسات رياضية شتوية خاصة في كندا، قد فاز بميدالية ذهبية أيضا بالرقص الإفرادي على الجليد العام الماضي ضمن الدورة الـ 27 للألعاب الشتوية الكندية التي جرت في مدينة ريد ديير في مقاطعة ألبرتا في الغرب الكندي، وهذه الألعاب تجري أيضا مرة كل أربع سنوات وتخصص فيها بعض المنافسات لذوي الإعاقة وليس كلها كما هي الحال في "الألعاب الأولمبية الشتوية الكندية الخاصة" التي جرت مؤخرا في تاندر باي.  

اصطحبت السيدة مانويلا اميل بولس ابنها إيمانويل إلى استديوهاتنا لترتسم بشائر الغبطة والفرح على وجهها طورا والغصة والتأثر الشديد أطوارا.  حتى أنها هي أيضا نسيت كلماتها وفقدت تركيزها متحدة بعوالم إبداعية ساحرة تستلهم وتستنبط منها إلهاما وإشراقا نتقله إلى ابنها وتزرعه فيه ليحيا أبيا، حرا، فرحا ومتصالحا مع نفسه ومجتمعه.  

أنا هدية وهبتها السماء لوالدي قال لي إيمانويل بكل ثقة لأنه مدرك تماما لكمية الحب في قلبيهما له.

يمكنكم الاستماع الى المقابلة بأكملها مع إيمانويل بولطفالله أو الجزء الغير المتوفر على الفيديو ابتداءا من الدقيقة السابعة.

استمعوا

فئة:مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.