سرطان القولون من أكثر السرطانات فتكاً بالإنسان، لكنّ اختباراً بسيطاً قادرٌ على كشف الإصابة به في مراحله المبكرة وتعزيزِ فرص النجاة بنسبة عالية (حقوق الصورة: iStockphoto / Raycat)

في شهر التوعية من سرطان القولون دعوةٌ لإجراء اختبار بسيط قد ينقذ الأرواح

آذار (مارس) هو شهر التوعية من سرطان القولون (سرطان القولون والمستقيم) في كندا والولايات المتحدة.

و سرطان القولون هو من أكثر السرطانات فتكاً بالإنسان، ويتسبب يومياً بوفاة 27 كندياً.

وفي مقاطعة كيبيك الكندية يتلقى 6800 شخص خبر إصابتهم بسرطان القولون سنوياً، ويموت به 2550 من بينهم، أي أكثر من ثلثهم، ما يجعل من هذا السرطان السبب الأساسي لثاني أكبر عدد من الوفيات الناجمة عن مختلف أنواع السرطانات في المقاطعة بعد سرطان الرئة.

لكنّ اختباراً بسيطاً قادرٌ على كشف الإصابة بسرطان القولون في مراحله المبكرة وتعزيزِ فرص النجاة بنسبة عالية.

إنه "الاختبار الكيميائي المناعي للدم الخفي في البراز" (iFOBTRSOSi) الذي تنصح بإجرائه "الجمعية الكندية لمكافحة السرطان" (Canadian Cancer Society).

وتشير الجمعية إلى أنه اختبار سهل الإجراء. فإمكان أيٍّ كان أخذ عيّنة من برازه والذهاب بها إلى المختبر للتحليل من أجل الكشف عن أدنى أثر للدم يتعذّر رؤيته بالعين المجردة.

وفي حال كشفَ التحليل وجودَ أي أثر للدم في البراز، قد يعني ذلك أنّ الشخص المعني مصابٌ بسرطان القولون، حتى وإن لم تبدُ عليه بعد أعراض المرض، أو بورمٍ حميد في القولون أو المستقيم، وإن لم تكن كلُّ حالات السرطان أو الأورام الحميدة تتسبب في حدوث نزيف.

يُجري الطبيب الفحص المنظاري للقولون بواسطة كاميرا مثبتة على أنبوب مرن يُمرَّر من خلال فتحة شرج المريض (Émilie Richard / Radio-Canada)

ووجود أثر للدم يستوجب الخضوع لتنظير القولون (colonoscopy)، وهو فحص منظاري للقولون، من أجل تشخيص المرض. ويمكن إزالة السلائل أو البوليبات (polyps) بواسطة التنظير، ما يجنّب المريض المخاطر الناجمة عن احتمال تحولها إلى أورام سرطانية خبيثة.

وحسب بيانات وزارة الصحة في مقاطعة كيبيك يبلغ معدل النتائج الإيجابية للاختبارات الكيميائية المناعية للدم الخفي في البراز 3,6%، أي أنّ التحاليل تكشف وجود آثار للدم في عينات 36 شخصاً من أصل كلّ 1000 شخص يجرون الاختبار.

ويظهر تنظير القولون أنّ أربعةً فقط من بين هؤلاء الـ36 شخصاً مصابون بالسرطان، فيما 17 شخصاً آخرين لديهم سلائل بحاجة للاستئصال والـ15 الباقون لا يعانون أيّ مرض.

تساهم ممارسة الرياضة بانتظام بالحد من الإصابة ببعض السرطانات (Radio-Canada)

وكيبيك هي المقاطعة الكندية الوحيدة التي ليس فيها برنامج فحص منتظم لسرطان القولون. وتطالب "الجمعية الكندية لمكافحة السرطان" منذ سنوات بأن تطلق المقاطعة برنامجاً في هذا المجال على غرار برنامجها للكشف المبكر عن سرطان الثدي الذي تستلم بموجبه كلّ امرأة من سكان المقاطعة يتراوح عمرها بين 50 و69 عاماً رسالةً كلّ سنتيْن تشجعها على إجراء تصوير شعاعي للثدي (mammogram).

وفي ظلّ غياب برنامج من هذا النوع، تشجّع الجمعية كافة سكان كيبيك الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و74 عاماً على أخذ المبادرة بأنفسهم لإجراء الاختبار الكيميائي المناعي للدم الخفي في البراز.

ويقول المتحدث باسم الجمعية، أندريه بوليو، استناداً إلى الاحصائيات المتوفرة إنه عندما يتم الكشف عن سرطان القولون والمستقيم في مرحلة مبكرة يكون معدل البقاء على الحياة بعد مرور خمس سنوات على اكتشاف المرض 90%، أمّا في حال تمّ اكتشاف المرض في مرحلة متقدّمة حيث تكون النقائل (metastases) قد انتشرت في الجسم، فمعدل البقاء على الحياة يكون بحدود 15%.

(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا / مايو كلينيك / راديو كندا الدولي)

رابط ذو صلة:
السرطان في كندا: 226 ألف حالة جديدة في عام 2020، وما يصيب الرئة في الطليعة

فئة:صحة
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.