تُمثّل بامفينيت بويزا رياضة الرغبي في كندا على الساحة الدولية وفي الألعاب الأولمبية، وهي من سكان فيكتوريا، عاصمة مقاطعة بريتيش كولومبيا في أقصى الغرب الكندي.
وتشارك بويزا ذات الأصول الكونغولية في مكافحة العنصرية منذ الوفاة المأساوية للمواطن الأميركي ذي البشرة السوداء جورج فلويد على أيدي الشرطة في مدينته مينيابوليس في أيار (مايو) 2020. وفي هذا الإطار شاركت في عدة تظاهرات وأنشطة في بريتيش كولومبيا.
وتسعى بويزا أيضاً لاستخدام نفوذها كرياضية لإعطاء صوتها للمهمّشين الذين لا صوت لهم. وهي وافقت على إطلاع راديو كندا الدولي على تجربتها مع العنصرية في كندا.
"المرة الأولى على الإطلاق كنتُ صغيرة السنّ جداً، كنتُ في دار الحضانة. وكما تعلمون، عندما نكون في دار الحضانة نكون في سنّ صغيرة جداً ولا يكون لدينا تصور محدَّد عن العرق والعنصرية. نكون مجرَّد أطفال.
كنّا نلعب في الملعب وأذكر ذات مرة كنا جالسين هناك وسألتني طفلة صغيرة، طفلة بيضاء صغيرة، ’’لماذا أنتِ سوداء؟‘‘، فأجبتها ’’لستُ أدري‘‘.
ثمّ، فجأةً، لفظتْ كلمة ’’زنجية‘‘ (وهي بالإنكليزية أشدّ إيذاءً وتبدأ بحرف ’’N‘‘)، مضيفةً ’’هذا ما تقوله أمّي‘‘. لم أكن أعلم ما تعنيه الكلمة لكني كنتُ مدركة أنها مؤذية.
وكنتُ أكبر دون أن أفهم بالضرورة ما تعنيه تلك الكلمات التي وُصفت لي وأُطلقت عليّ، لكن بالنظر إلى ما كنتُ أشعر به أعتقد أنه كان صعباً عليّ أن أفهم تلك الكلمات وأن أعتاد على ثقلها.
لم تكن بالضرورة شيئاً أفهمه لكن كانت شيئاً تمّ استخدامه تاريخياً ليُحوَّل إلى سلاح ويدمّر الكثير من الأشخاص الذين يشبهونني ويؤذيهم.
وبالتالي، بالنسبة لي، قسمٌ كبير من هذا المفهوم عن العرق هو شيء كنتُ على الدوام شديدة الإدراك به، لاسيما عندما كنتُ صغيرة السنّ، وأنا أتنقل بين فضاءات مختلفة، خاصة إذا كانت ذات أكثرية بيضاء. في تلك الفترة أدركتُ أنّي مختلفة. ذات يوم عدت إلى المنزل وقلت لوالدتي ’’أمي، ذاك الولد ناداني بالكلمة التي تبدأ بحرف N‘‘. لكنّ والديّ لم يبدُوَا مندهشيْن. كانا مدركيْن للأمر.
وأذكر حديثاً دار لاحقاً (مع أهلي)، وكنتُ في سنّ السابعة على ما أظنّ. أذكر أنهما قالا لي ’’هذا أمر ستلاحظينه. سيكون عليك أن تعملي بجدّ‘‘، وبعد ذلك عبارات من نوع ’’لا يمكنك أن تجري في كلّ مكان كلّ الوقت لأنهم سيرونك أكثر ممّا يرون أصدقاءك يَجرون في كلّ مكان. لذا ستكونين أنتِ من يواجه المتاعب، لا أصدقاؤك‘‘.
وهكذا أدركتُ أنه كان هناك نوع من ازدواجية المعايير. مرة أُخرى لم أكن أعلم من أين جاء ذلك، لكنه كان قد أصبح الواقع الذي عليّ التعامل معه فقط بسبب لون بشرتي.
وعلاوة على ذلك، كطفلة أكثر اهتياجاً بقليل من سواها، وكطفلة أكثر نشاطاً بكثير من سواها، أدركتُ أنّه شيء بات عليّ مواجهته والتعاطي معه بشكل غير متكافئ مع نظرائي البيض.
الامتيازات التي أتمتع (كرياضية) وفرص السفر والمشاركة في مباريات دولية توفر لي المزيد من الفرص لنشر الرسالة والتواصل مع الغير ومساءلة مختلف الجهات الفاعلة.
كان مهماً بالنسبة لي أن أفهم بشكل أفضل تعقيدات ما يعنيه أيضاً تمثيلُ كندا. أعتقد أنّي، في أغلب الأحيان، كنت أسير وأعمل وكنتُ لا أرى الأمور بوضوح لأني لم أكن متواجدة في فضاءات معينة.
كلما انخرطتُ أكثر في المجتمع ورأيتُ، خاصة في فيكتوريا، مشاكل مهمة ناجمة عن طرق تعاطينا مع بعضنا البعض، كلما أدركتُ ما يعنيه فعلاً تمثيل كندا في أعين شخص من مواطني هذا البلد لكن لا تصله مياه شرب نقية، على سبيل المثال.
هو إذاً شيء أحاول فعلاً الدفع به قُدماً في كلّ المجالات وليس فقط الرياضة: ’’كيف يمكننا إجراء المزيد من الحوارات التي لا أحتكر فيها الفضاء المتاح بل أُبرز فيها وأدعم من هم حولي وليسوا في تلك الفضاءات.
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.