بعد إغلاقها جلسة أمس الثلاثاء على ارتفاعات قوية، لكن غير كافية لتعويض خسائر أمس الأول التاريخية، عاودت الأسواق المالية، ومن بينها بورصة تورونتو، الهبوطَ، وبقوة، هذا الصباح، في ظل المخاوف المتواصلة على الاقتصاد العالمي من الآثار السلبية لانتشار فيروس كورونا المستجدّ، وهي مخاوف لم تنجح في القضاء عليها قراراتُ الحكومات والمصارف المركزية بضخ مبالغ هائلة من السيولة في اقتصادات الدول.
فقبيْل ظهر اليوم تراجع المؤشّر الرئيسي في بورصة تورونتو إلى ما دون عتبة الـ12000 نقطة، أي فاقداً ثلث قيمته منذ السقف الذي بلغه في 20 شباط (فبراير) الفائت.
كما أنّ الأسواق المالية، لاسيما في الولايات المتحدة وكندا، تعاني من التراجع الكبير في أسعار النفط العائد، هو الآخر، إلى تراجع الطلب جرّاء انتشار الفيروس ولكن أيضاً إلى حرب أسعار، لاسيما بين المملكة السعودية وروسيا، وهما على التوالي أكبر مصدّريْن للنفط الخام في العالم.
وواصلت أسعار النفط هبوطها هذا الصباح، وكذلك الدولارُ الكندي، عملةُ رابع أكبر مصدّر للنفط، الذي نزل تحت عتبة الـ70 سنتاً أميركياً النفسية بعد أن أغلق جلسة أمس على سعر تداوُل بلغ معدّله 70,55 سنتاً أميركياً، أدنى مستوى له في أربع سنوات، متراجعاً 1,06 سنت أميركي.
يُشار هنا إلى أنّ الدولار الأميركي هو من بين العملات القليلة التي تسجّل ارتفاعاً في ظل أزمة الكورونا العالمية.
وعند العاشرة صباحاً كان سعر برميل نفط غرب تكساس الوسيط (WTI) المرجعي الأميركي تسليم نيسان (أبريل) المقبل قد تراجع إلى 24,36 دولاراً أميركياً، أدنى مستوى له منذ عام 2003، فاقداً نحواً من 60% من سعره منذ مطلع العام الحالي. وكان سعره قد أغلق أمس على 26,95 دولاراً أميركياً، متراجعاً 1,75 دولار أميركي.
وهنا في كندا تراجع سعر برميل نفط غرب كندا (Western Canada Select) إلى ما دون عتبة الـ10 دولارات أميركية.
فقد بلغ هذا الصباح سعر البرميل من هذا النفط المستخرج في مقاطعة ألبرتا في غرب البلاد 9,19 دولارات أميركية، متراجعاً 3,13 دولارات أميركية.
وفي خبر اقتصادي كندي صادر أمس، لكنّ مضمونه يعود إلى ما قبل أزمة كورونا، أفادت وكالة الإحصاء الكندية أنّ المبيعات الصناعية الكندية تراجعت في كانون الثاني (يناير) الفائت لشهر خامس على التوالي.
وجاء في بيانات وكالة الإحصاء أنّ نسبة التراجع بلغت 0,2%، لتبلغ القيمة القيمة الإجمالية للمبيعات الصناعية 56,1 مليار دولار.
وهذا التراجع أدنى من توقعات خبراء الاقتصاد، إذ كان الخبراء الذين استطلعت آراءَهم شركةُ "ريفينيتيف" (Refinitiv) للخدمات المالية قد توقعوا تراجعاً معدله 0,5%.
وتراجعت قيمة المبيعات في 9 من القطاعات الصناعية الـ21 التي ترصدها وكالة الإحصاء لإعداد بياناتها. وسُجّلت أكبر التراجعات في مبيعات معدات النقل وفي صناعتيْ النفط والفحم.
فقد تراجعت مبيعات معدات النقل بـ6,0% لتبلغ 9,9 مليارات دولار.وهذا عائد بصورة أساسية إلى إغلاقٍ موسمي أطول من العادة في المصانع، وأيضاً إلى إغلاق مصنع تجميع "جنرال موتورز" في مدينة أوشاوا في مقاطعة أونتاريو.
أما مبيعات النفط والفحم فتراجعت قيمتها بـ5,2% إلى 5,9 مليارات دولار بسبب تراجع في حجم المبيعات وأيضاً في الأسعار.
رابط ذو صلة:
المؤسّسات تعاني جرّاء “كوفيد 19” ورُبعها قد لا يستطيع الاستمرار
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.