أعرب العديد من العاملين في قطاع الصحة في ألبرتا عن استياء كبير من حكومة جايسن كيني في هذه المقاطعة الواقعة في غرب كندا بسبب إبقائها على معظم التغييرات والاقتطاعات في قطاع الصحة بالرغم من أزمة فيروس كورونا المستجدّ التي ترخي بظلالها على العالم، كما يفيد تقرير لموقع راديو كندا.
وكانت حكومة حزب المحافظين المتحد (UCP) بقيادة كيني قد أعلنت في الأشهر الأخيرة عن إلغاء عقود العديد من أطباء الأشعة واقتطاع ما يصل إلى 16 ألف وظيفة في القطاع العام، من ضمنها 500 تعود لممرضات وممرضين.
كما أعلنت الحكومة عن إجرائها مراجعة للنموذج المالي المعتمد لتمويل الأطباء، وبشكل أحادي الجانب بعد فشل المفاوضات معهم.
غير أنّ وزارة الصحة أعلنت أمس إلغاء التعديلات على التعرفة الطبية والتي تندرج في إطار سلسلة تعديلات أعلنت عنها في الأشهر الماضية. ويتيح قانون التعرفة للطبيب زيادة فاتورة أتعابه إذا ما تجاوزت مدة معاينة المريض المدة المعتادة.
لكنّ هذا تغيير بسيط جداً وجاء متأخراً جداً برأي طبيبة العائلة جيليان راتي التي تزاول مهنتها في كالغاري، كبرى مدن ألبرتا، فهي ترحّب بهذا التغيير لكنه ليس كافياً على الإطلاق برأيها.
وتعرب الطبيبة عن غضبها لكون حكومة مقاطعتها انتظرت وقوع جائحة "كوفيد 19"، التي يتسبب بها فيروس كورونا المستجدّ، لكي تعود عن قرارها.
وأسوةً بأطباء كثيرين غيرها، لا تعرف راتي بعد حجم الاقتطاع الذي سيطال راتبها بعد دخول معظم التعديلات حيز التنفيذ في الأول من نيسان (أبريل) المقبل. وهي تعتقد أنّ راتبها قد يتدنى بنسبة تصل إلى 50%.
والأطباء العاملون مع راتي في العيادة نفسها يعاينون مرضاهم على الهاتف بصورة رئيسية، انسجاماً مع تعليمات سلطات الصحة العامة في ألبرتا في ظل أزمة الكورونا. لكنّ تعرفة المعاينة الهاتفية أدنى من تعرفة المعاينة الشخصية، وأحياناً بنسبة 50% تقول راتي.
وترى راتي أنّ من ضمن واجبات الحكومة أن توفّر الاستقرار وأنّ عليها أن تحافظ على علاقات جيدة مع موظفيها لتأمين هذا الاستقرار. وبرأيها فشلت حكومة ألبرتا في هذا المجال.
والسبيل الوحيد لتوفير الاستقرار المنشود هو أن تكون تعرفة المعاينة الهاتفية مماثلة لتعرفة المعاينة الشخصية خلال الجائحة الحالية، برأي راتي.
ويفيد موقع راديو كندا أنّ وزارة الصحة في ألبرتا لم تكن حتى مساء أمس قد ردت على طلبه إجراء مقابلة معها.
وفي سياق متصل أكّدت نقابة موظفي القطاع العام ونقابة الممرضات في ألبرتا أنهما توصلتا أمس إلى اتفاق مع وكالة الخدمات الصحية في ألبرتا (AHS)، السلطة الصحية الوحيدة في المقاطعة، يتم بموجبه تعليق المفاوضات التعاقدية وتجميد تسريح الموظفين لغاية نهاية شهر أيار (مايو) المقبل، بسبب جائحة "كوفيد 19". وتم التوافق على مراجعة الوضع منتصف الشهر المذكور.
ويرى مدير علاقات العمل في نقابة الممرضات ديفيد هاريغان أنّ الممرضات في وضع صعب، إذ "تقول لهنّ الحكومة إنها بحاجة إليهنّ خلال هذه الأزمة، لكنهنّ على أية حال سيواجهن لاحقاً اقتطاعات في الوظائف".
ويؤكد هاريغان أنّ نقابة الممرضات ستقدّم اليوم طعناً أمام لجنة علاقات العمل في ألبرتا ضدّ وكالة الخدمات الصحية، بالرغم من تعليق المفاوضات التعاقدية وتجميد تسريح الموظفين.
وبحسب آخر محصلة لموقع وزارة الصحة الكندية، نُشرت عند التاسعة مساءً بالتوقيت الشرقي لكندا والولايات المتحدة، بلغ عدد الإصابات المؤكَّدة بفيروس كورونا المستجدّ في مقاطعة ألبرتا 119 حالة من أصل 690 حالة مؤكَّدة في كلّ كندا، ومن ضمن هذه الأخيرة 9 حالات وفاة، 7 منها في مقاطعة بريتيش كولومبيا المطلة على المحيط الهادي، وهي جارة ألبرتا الغربية.
(راديو كندا / وزارة الصحة الكندية / راديو كندا الدولي)
رابط ذو صلة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.